Google Analytics

Tuesday 24 February 2015

ادعوا لمصر - السيسي و الدراويش

24 فبراير 2015

بمناسبة كلمة السيسي اللي ختمها بدعوة المصريين انهم يدعوا لمصر, أنا عارف إن اغلب الشعب بيعجبه جدا الكلام ده و السيسي عارف الموضوع ده كويس و بيلعب عليه كويس قوي, بس بصراحة الكلام ده بالنسبة ليا نوع من أنواع الدروشة و تغييب العقل. 

ما علاقة الصلاة بشؤون الدولة و تقدمها؟؟ من يقتنع إن الله سيغير أي شيء في الدولة عشان بندعي لمصر من القلب إنسان من وجهة نظري عايش في عالم بائس و شخص عاجز عن ادراك حقيقة ما يدور حوله. 

عشان ابسط الموضوع ده, هاخد الرياضة كمثال و هسأل اللي مصدقين كلام السيسي سؤال بسيط جدا, لماذا لا تحصل مصر على كاس العالم أو المرتبة الاولى في الاولمبيات؟؟ هل لاننا مقصرين في صلواتنا عندما تلعب الفرق المصريين في المحافل الدولية؟؟ الحقيقة إن مصر تأخرت في الرياضة بسبب عوامل كثيرة لا علاقة لها بالصلاة و الدعاء و لو كانت الصلاة من العوامل المؤثرة في نجاح أي كيان, ما كنا رأينا الصين و اليابان غير المؤمنين و الغرب الكافر متقدمين في أي مجال و لو اخذنا الرياضة كمثال, ما كانت ألمانيا تنجح في الحصول على كاس العالم أو تنجح امريكا و الصين من تصدر قائمة الدول الحاصلة على الميداليات الاولمبية.

الحقيقة إن العمل الجاد و العلم الحديث هما اهم العوامل في نجاح أي منظومة أي كانت و لكن للاسف تحول الدين لسلعة رائجة في البلاد المتخلفة علميا لأن العلم و العمل تم اهمالهم و بالتالي انتشر الجهل (حتى بين المتعلمين) و زادت الدروشة الدينية و رجعت هذه المجتمعات إلى العصور البدائية عندما كان يعاني البشر من الجهل و استخدموا الدين كوسيلة لتفسير ما يعجزون عن ادراكه و لهذا كنا نراهم يقدمون الذبائح و القرابين (منها البشرية) لارضاء الاله و إني اري إن اغلب المصريين يعانون من نفس الاعراض و على رأسهم الرئيس السيسي الذي قال في اكثر من مناسبة إن الله ارسله لمصر و صدقه الكثير من المصريين.

إني مازلت اري إن عقلية الرئيس الحالي و اصراره على خلط الدين بكل امور الحياة من اهم أسباب تخلف البلد و للاسف هذا التفكير يلقى قبول عالي من الطبقة الوسطى المتعلمة كما ذكرت في بوست سابق:
http://fadykhair.blogspot.ca/2015/02/blog-post_9.html

اني اصبحت اري ان ايمان المصريين اصبح عبء على كاهل الدولة لانه يشدها لأسفل دائما و يخدر عقول المصريين و يمنعهم عن ادراك أسباب الانهيار الحاصل في البلد. بالاضافة لهذا, فهو من أكبر العوامل على بعد الكثير من الشباب عن الدين و زيادة موجة الالحاد لاننا نبيع صورة الاله القديمة للشباب و هو الاله غير المفهوم الذي لابد ان نرضيه حتى تستقيم حياتنا و مع مرور الوقت يزداد الوضع سوء و لذلك يري الكثير من الشباب إن الله المزعوم عند هؤلاء المتدينين ما هو الا كدبة لأن مع زيادة الصلوات, لا يتحسن حال البلد.

أتمنى ان ينحسر هذا الفكر العقيم بين الناس و خاصة المسؤولين في الدولة لأن الدول لا تنهض غير بالعمل الجاد و الاساليب العلمية الحديثة.

السيسي من وجهة نظري المفروض يشتغل رئيس جمهورية و بس مش رئيس جمهورية و داعية في نفس الوقت. و للناس اللي بتدعي لمصر أو على مصر, صدقوني ربنا مش بتاع الحاجات دي. ربنا هدفه هو خلاص الانسان و موضوع الحياة على الارض سابها للناس اللي المفروض يشتغلوا صح عشان يحسنوا من ظروف بلادهم. 

ربنا ولا منع حرب اهلية ولا ساعد في بحث علمي يفيد البشرية. الناس هي اللي بتعمل الحروب و هي اللي بتعمل الأبحاث اللي بتخدم البشرية و كل واحد بيجني ثمرة عمله و تعبه.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155226641980029

No comments:

Post a Comment