12 نوفمبر 2014
من المعروف إن اهم طبقة في أي مجتمع هي الطبقة الوسطى لأنها الطبقة التي تسعى دائما لتحسين مستواها و لديها من المعرفة والتعليم مايؤهلها لمعرفة حقوقها بعكس الطبقة الفقرة الغير متعلمة التي تجهل إن لها حقوق من الأساس.
من وجهة نظري ان اكبر مشكلة في المجتمع المصري هو ما تعانيه الاغلبية من الطبقة المتوسطة من أفكار و ثوابت غريبة ترسخت لديهم على مر السنين جعلتهم من أكبر أسباب تخلف المجتمع و ليس نهضتها.
الثوابت و الافكار دي سببها المباشر زيادة التدين اللي ظاهره جميل و لكن باطنه سيء جدا. من خلال حديثي مع ناس كتير من هذه الطبقة, بكتشف انهم تقريبا عايشين في عالم مختلف يعتقدون فيه انهم اعظم شعوب العالم ولكن الظروف المعاكسة و المؤمرات الخارجية هي أسباب احوالهم السيئة.
سبب اعتقادتهم هذه قائمة على ثلاث جمل مشهورة خربت الدنيا بسببها. الثلاث جمل دول:
- مصر حضارة سبعة آلاف سنة
- الحديث بتاع خير اجناد الارض
- الاية بتاعة مبارك شعبي مصر.
- مصر حضارة سبعة آلاف سنة
- الحديث بتاع خير اجناد الارض
- الاية بتاعة مبارك شعبي مصر.
كل مصري مصدق موضوع المؤامرات دي تلاقيه شايف إن مصر دي أحلى بلد في الدنيا بس الظروف مش ماشية كويس و يمسك في كلمة من التلاتة دول عشان يقنع نفسه إن مصر بلد مفيش زيها. تيجي تتكلم مع أي حد و تقوله طيب ليه مصر مش متقدمة زي أي دولة تانية مع إن ربنا مبارك فيها؟ يرد عليك ويقولك بلاد بره شكلها متقدمة فعلا بس للاسف نسيوا ربنا وبقوا كفرة و اخرتهم في النار و في ناس تانية تقولك إن ربنا مسخر العالم المتقدمة دي عشان يعملوا كل الاخترعات و الاكتشافات العلمية و احنا ناخدها منهم على الجاهز وبرضه احنا اللي هنكسب في الاخر عشان هنروح الجنة و العالم التاني ده اخرته في النار طبعا.
المشكلة في الكلام ده إن الناس دي فعلا مصدقة نفسها وشايفة إنها فعلا أحسن من بقية العالم مع إن لو نظرنا على أفعال الغرب الملحد أو بلاد الشرق الاقصى الذين يدينون لا بديانات سماوية, سنجد إننا في القاع من حيث الاخلاق و المعاملات الانسانية.
من القصص اللي مينفعش نعديها من غير وقفة كبيرة ماحدث في اليابان لما حصل تسرب في المفاعل النووي في فوكوشيما و قام العواجيز بالتطوع لإحتواء هذا التسرب حتى يحموا الشباب من التعرض لأي مخاطر حيث انهم المستقبل. أنا مش هحاول اكمل الكبار في مصر بيعملوا إيه في الشباب عشان المشرحة مش ناقصة قتلى.
التدين الزائد عند الطبقة الوسطى جعلهم منتظرين المعجزات الإلهية و الرسل من عند الله حتى تخلصهم من مشاكلهم مع إن أي نظرة سريعة على تاريخ مصر على مدار الفين سنة, سنجد إن مصر لم تنعم بأيام رخاء الا في سنين معدودة لن تتعدي ال 300 سنة بالكتير و البقية أحوال لا تسر عدو و لا حبيب. السؤال اللي بسأله كتير ومحدش بيرد عليه, هو ربنا كان فين لما كان بيحصل أي مجاعة أو ازمة في مصر و من المعروف إن مصر مرت بكوارث كتير زي مجاعات وأوبئة و خراب لدرجة إن هناك فترات اضطر المصريون فيها لاكل القطط و الكلاب بسبب نقص الغذاء في البلد؟؟؟ لا احد يجيب و ان حاول يقول إن المؤمن مصاب وربنا بيختبرنا عشان يخلينا أحسن و ده يفتح سؤال تاني, هو ربنا مركز معانا احنا بس ليه و مش بيختبر بقية الشعوب المتقدمة دي مع إنهم زينا ويهموه زي ما احنا نهمه وهنا تجد الاجابة الاولى انهم نسيوا ربنا ونظل في هذه الدائرة المفرغة من الاسئلة والاجوبة الفارغة حتى لا نواجه نفسنا بالحقيقة المرة.
معلش هو بوست طويل شوية و مش هدفه إني احبط أي حد بس هدفه إن كل واحد يعرف حجمه و يعترف إن ربنا ملوش أي ذنب في الحالة المزرية اللي بلد فيها ويدور على الاسباب اللي بتخلي البلاد تتقدم بدل ما هو عايش في حالة الدروشة الغريبة و مستني المعجزة الالهية اللي هتحل كل مشاكل البلد.
No comments:
Post a Comment