28 يناير 2015
زي اليومين دول من اربع سنين, كنت في الاسكندرية عشان أجازة نص السنة و كنت متابع اللي حاصل في البلد بقالي فترة بس ماكنتش مشارك في أي حاجة ليها علاقة بالدعوات للنزول يوم 25 يناير أو جمعة الغضب بس قبل يوم الجمعة, كنت متوقع السيناريو بتاع جمعة الغضب و قلت لكذا واحد أعرفه إن الشرطة مش هتقدر تصمد قدام الناس اللي هتنزل يوميها عشان أنا كنت عارف كمية الغضب اللي كانت عند الناس و توقعت إن الجيش هينزل الشوارع بعد ما الشرطة تفشل في السيطرة على الاوضاع.
المهم عشان أنا ماكانش ليا في أي حاجة و كنت مستني السنة الدراسية تخلص عشان ابني يخلص السنة بتاعته و أسافر على كندا, مفكرتش اشارك في أي مظاهرة من المظاهرات و لكني توقعت إن الدنيا هتتقلب و كلمت كذا واحد صاحبي قلتلهم يركنوا عربياتهم في أي مكان أمان عشان أنا كنت عارف إن احداث شغب هتحصل و اتفاجئت إن فيه ناس كتير من صحابي ماكانوش عارفين أي حاجة عن الدعوات للنزول و لكنهم سمعوا كلامي و ركنوا عربياتهم في أماكن امان و أنا رحت ركنت عربيتي في نادي سموحة و نسيتها طول الفترة اللي بعدها.
كل ده وانا ماليش دعوة بأي حاجة و متابع بس اللي بيحصل و توقعاتي كلها بتأكد إن اللي هيحصل المرة دي مش عادي. المهم يوم الجمعة 28 يناير بالليل الشرطة اختفت من الاسكندرية و الجوامع ابتديت تدعوا الناس للنزول في لجان شعبية عشان يحموا المنطقة.
سألت بواب العمارة إذا كان عايزني أنزل اقف معاه قدام العمارة بس هو قاللي إنه مالوش لازمة عشان ولاده و صحابهم هيقفوا و لو احتاجوا حاجة هيقولوا للناس.
أنا كنت قاعد عند حماتي و كانت العمارة في وش الكنيسة اللي بروحها و لقيت الفراش وكم واحد من الكنيسة محتاسين و مش لاقيين أي حد يقف معاهم فكلمت واحد من اللي هناك و عرضت عليه إني أنزل لو محتاج مساعدة و قاللي لو تقدر تنزل, يا ريت عشان اغلب الشباب اهاليهم مانعنهم من النزول عشان خايفين عليهم.
قررت إني هانزل و اللي يحصل يحصل و نزلت و رحت عند الكنيسة اقف قدامها. في الوقت ده كل الشباب اللي في المنطقة نزل و كل واحد نازل بسلاح شكل. اللي نازل بسيف و اللي نازل بغطاء غسالة عامله درع و اللي نازل بشومة و عشان المنطقة دي منطقة متوسطة مش من المناطق الراقية, كانت أشكال الشباب مش من الاشكال الكيوت و منهم اللي كان لسة هاجم على محل بيرة و شربوا كل ازايز البيرة و عملوا بالفوارغ مولوتوف و كل ده عادي وانا في وسط الناس كإني بتفرج على فيلم بس المرة دي أنا كنت بشارك فيه.
الحمد لله اليوم ده عدى على خير بس حصلت حاجات كتير مكنتش بفكر فيها خالص و من يوميها و أنا بحاول افهم العالم اللي أنا عايش فيه و لسة بتعلم حاجات كتير, الحاجات دي:
- لقيت ناس معايا في اللجان الشعبية بيدافعوا عن مبارك و الكلام اللي اتهرينا منه كتير زي إنه حمي مصر من الحروب و الحاجات دي اللي أنا كنت واقف بسمعها بقمة الاستغراب و طبعا حاولت افهم الناس دي إن مبارك رئيس قذر و فاسد بس محدش طبعا كان بيسمع أي حاجة أقولها.
- أكتر حاجة حسستي إن فيه أمل في الحياة إن الناس في المنطقة كلهم كانوا كتلة واحدة و كانوا فعلا خايفين على بعض. طبعا المسيحيين كانوا متوقعين إن الكنايس تتهاجم عشان مفيش أمن بس الصراحة أنا شفت بعيني إن المسلمين اللي في المنطقة كانوا خايفين على الكنيسة زينا و أكتر.
- التعاون بين الناس في المنطقة كان هايل و المجموعات المختلفة عملت طرق للتواصل بينها عشان العربية اللي تتفتش, تعدي بعد كده من غير تفتيش و فعلا كان الوضع أمان في المنطقة لدرجة إن جت مجموعة في المنطقة للكنيسة و قالت لنا إن لو شوفتوا أي هجوم أو خطر, استخدموا جرس الكنيسة عشان تنبهونا و احنا هنيجي على طول.
الصراحة بعد ما اليوم ده عدي على خير, اتأكدت إن المصريين من جواهم ابيض و اغلبهم جهلة بس الجهل مش معناه إنهم عدوانيين أو اشرار. الشخص الجاهل عامل زي الاسفنجة, سهل قوي يمتص أي حاجة تتقال له طالما مصدرها موثوق فيه, يعني اللي كان بيدافع عن مبارك يوميها كان بيردد كلام سمعه من التلفزيون و طبعا كلامي كان مكانه الزبالة بس في نفس الوقت لما الجوامع طلبت من الناس ينزلوا يحموا المنطقة, كان الناس كلها في قمة الالتزام و الخوف على بعض.
كل لما أفتكر يوم 28 يناير, افتكر برضه حالة الفوضى اللي حصلت في لندن لما غابت الشرطة لفترة و من ساعتها وانا شايف إن المصري إنسان طبيعي زيه زي أي إنسان تاني في أي بلد تاني. الفكرة في القائد اللي بيقوده و بـيكون افكاره, بس للاسف مش لاقيين القادة اللي يقودوا الشعب ده في الطريق الصح حتى الان.
No comments:
Post a Comment