Google Analytics

Tuesday 3 February 2015

الشعب جاهل بتاريخه

19 أكتوبر 2014

بعد اللي حصل من اول يناير ٢٠١١ لغاية دلوقتي، كنت متخيل ان الناس هتفكر بالمنطق و تاخد القرارات المنطقية اللي تحقق لهم الحياة الطبيعية بس فوجئت بكميات من البشر اللي بتتصرف و تختار و تنحاز لحاجات غير منطقية بالمرة و بالعكس وصلوا لنتائج غلط (من وجهة نظري) و اعتبروها مسلمات و ثوابت لا تتغير او تقبل النقاش.
بعد فترة غير قليلة من محاولة عرض أفكاري (اللي انا شايفها منطقية) علي الناس المختلفة، لقيت ان التفكير في النقاش مع ناس كتير غير مجدي بالمرة و حاولت افهم هو كل اللي بيحصل ده بيحصل ليه و ابتديت الأسئلة عندي تكتر عشان احاول أفسر الظواهر الغير منطقية اللي بشوفها دي.
ابتديت اقرأ تاريخ دولة مصر و كتب تانية بتتكلم عن الأنظمة الشمولية و لقيت ان الكتب دي فيها تشابه كبير بين الواقع الحالي في مصر و المكتوب في الكتب دي اللي اتكتبت في فترات ماضية لا علاقة لها بثورة يناير.
ملخص تاريخ مصر في الجزء اللي قريته و هو يبدأ من القرن الاول حتي القرن التاسع هو عبارة عن سلسلة من الحكام اللي بيحكموا البلد، منهم اللي بيعدل بين الناس فالناس تحبه و تتمسك بيه في الفترة اللي بيعامل فيها الناس بالعدل و منهم اللي بيفضل مجموعة علي مجموعة تانية لأسباب مختلفة و ساعتها الطرف المظلوم بيحاول يتخلص منه يا اما بمحاولة الثورة عليه او بمساندة طرف اخر يريد السيطرة علي البلد.
ده ملخص اللي قريته عن تاريخ مصر في تسع قرون و متأكد ان التاريخ هيكون مشابه من القرن العاشر حتي يومنا هذا. من اللي قريته عن مصر في القرون التسعة دي، رأيت ان الشعب المصري معتبر نفسه هو منارة الدين و حامل لواء الإيمان القويم (بغض النظر عن ماهية الديانة) و طبعا ممكن نتكلم للصبح عن انغماس الدين و رجال الدين في السياسة و طبعا كان كل طرف يري انه بيخدم دينه او إيمانه و النتيجة بتكون دايما احتلال مصر من طرف جديد لانه بيجي مصر و الانقسام موجود بين أطراف الشعب و بيكون مسنود من الطرف المظلوم اللي عايز يخلص من ظلم حاكمه بأي طريقة فغالبا بيرضي بالطرف القادم و هو يظن ان الخلاص علي ايده.
من خلال زيارتي للبنان و مصر الكام أسبوع اللي فاتوا، الكلام عن داعش كتير و الخوف من داعش بيزيد و فيه ناس بتحاول تفسر ظاهرة داعش بطرق مختلفة عشان توصل لنتائج تريح بيها دماغها و معظمها يدور حول نظرية المؤامرة و قليل من الناس اللي بتقول ان ظلم و قمع الحكام في سوريا و العراق هو السبب.
حاولت اعرف اكتر عن داعش و ازاي كبروا بالطريقة السريعة دي في سوريا و العراق و عرفت ان الوضع في سوريا و العراق كان تربة خصبة للدواعش عشان وجدوا مساندة من كتير من السنة في سوريا و العراق و ده عشان السنة في سوريا و العراق فضلوا فترة طويلة تحت ظلم و قمع نظام الأسد و النظام الشيعي في العراق (بعد سقوط صدام) و عشان كده عرفت داعش تتمدد و تفرض سيطرتها علي مناطق كبيرة من سوريا و العراق.
ده اللي انا شايفه بيحصل في المنطقة العربية بشهادة ناس من المناطق المنكوبة هناك و نرجع للسؤال الاهم عن الوضع في مصر. هل مصر في أمان من خطر داعش؟؟ الصراحة الإجابة مخيفة لان مصر في الفترة الاخيرة رميت القانون و العدل و المساواة في الزبالة و هيئت الوضع اللي يخلي الناس اللي مش عارفة تعيش عيشة طبيعية انها تتعاطف و تساند اي طرف خارجي يأتي ضد النظام الظالم (من وجهة نظرهم) عشان مش بيديهم حقهم و ده نتيجة طبيعية زي ما حصل في الماضي في تاريخ مصر المليئ بالصراعات لغياب العدل في معظم الأوقات.

No comments:

Post a Comment