Google Analytics

Tuesday 27 December 2016

لمحة من التاريخ الانساني في العصر البرونزي

٢٧ ديسمبر ٢٠١٦ 


اتفرجت امبارح علي فيلم وثائقي بيتكلم عن انهيار حضارات البلاد القديمة في مصر و اليونان و اسيا الصغري و بين النهرين في العصر البرونزي (bronze age) في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
كل الاكتشافات و الأبحاث الأركيولوجية بتقول ان الانهيار حصل خلال جيل واحد. العلماء حاولوا يفسروا أسباب الانهيار المفاجيء ده و كان فيه احتمالين:
١- الاحتمال الاول هو كارثة طبيعية زي زلزال مدمر مثلا في المنطقة او جفاف 
٢- الاحتمال التاني هو عدو بشري جديد علي الحضارات القديمة
فيه باحث اكتشف ملاجيء و قري في الجبال بجزيرة كريت و لاحظ العلماء ان البشر في الفترة دي تَرَكُوا الحياة علي السواحل و قرروا انهم يستقروا علي الجبال و ده خلي العلماء يرجحوا فكرة العدو البشري علي فكرة الكارثة الطبيعية خاصة انهم لقوا ألواح حجرية منقوشة في سوريا بتتكلم علي عدو بشري قادم من البحر و أيد الفكرة دي النقوش الفرعونية اللي أرخت الحرب اللي حصلت بين المصريين و العدو القادم من البحر (sea peoples) في حرب انتصر فيها المصريين بقيادة رمسيس الثالث بس كانت نتيجته ضعف الدولة المصرية و اضمحلالها
الباحثين اكتشفوا ان العدو الخارجي ده قدر يقضي علي الممالك القائمة في اسيا الصغري و بلاد اليونان عشان استخدم طرق جديدة في القتال مختلفة عن الطرق التقليدية وقتها اللي كانت معتمدة في الأساس علي العجلات الحربية اللي بتجرها الخيول و يمتطيها رماة رماح. الطريقة الجديدة كانت الاعتماد علي المشاة معتمدين علي أسلحة من السيوف و الرماح. الرماح تستخدم لقتل الحصان و بعد قتل الحصان يفقد الرامي ميزته الاساسية و يكون القضاء عليه بالمشاة حاملي السيوف اسهل
التاريخ في الفترة دي بيقول ان مصر هي اللي قضت علي خطر العدو القادم من البحر (حتي الان مش قادرين يحددوا العدو ده جه منين و فيه احتمالين، الاول انه جه من الغرب من جزر إيطاليا او من الشرق من تركيا)
الحياة تغيرت تماما بعد الفترة دي و دخلت البشرية عصر جديد و هو العصر الحديدي (iron age) و تسببت الفجوة و الفراغ اللي احدثه العدو القادم من البحر في صعود قوي جديدة و تأسيس ممالك جديدة زي مملكة اليهود اللي كان أشهر ملوكها داوود و سليمان
المؤرخون وقتها وصفوا الانهيار اللي حصل وقتها بارماجدون او نهاية العالم و لكن الحياة دايما تجد طريق جديد للاستمرار و التقدم للأمام و تطوير نفسها مع التعلم مما يحدث
الاكيد برضه ان البشر هما اكتر كائنات علي الارض اللي عندهم القدرة الفائقة علي التدمير بعكس بقية الكائنات الاخري و في نفس الوقت البشر عندهم القدرة الهائلة علي التعلم و الاستفادة من خبرات الحياة و تطويرها و نقل هذه الخبرات علي مر العصور و الأجيال

Friday 21 October 2016

الطبقية البغيضة في الكنيسة القبطية و المجتمع المصري

٢٠ أكتوبر ٢٠١٦ 

من الحاجات المؤسفة اللي شفتها في بعض الكنائس المصرية سواء داخل مصر او خارج مصر ان هناك فصل بين أبناء الكنيسة الواحدة الي مجموعات لا تختلط ببعضها علي اساس المستوي الاجتماعي او التعليمي.
عندي مثالين شفتهم بعيني. المثال الاول لكنيسة في مصر تفصل بين الأطفال علي اساس المدارس اللي بيروحوها. يوم الأحد للولاد و البنات اللي بيروحوا مدارس خاصة و يوم الجمعة للولاد و البنات اللي بيروحوا مدارس حكومية.
المثال التاني لكنيسة في الكويت برضه بتفصل بين الأولاد علي اساس المستوي الاجتماعي و التعليمي. ولاد الصنايعية و العمال البسطاء ليهم فصل في الكنيسة مختلف عن الفصل اللي معمول لأولاد الدكاترة و المهندسين و اصحاب الأشغال ذات الدخل العالي. ده عشان الولاد أبناء الغلابة بيروحوا مدارس مختلفة عن المدارس الإنترناشونال اللي بيروحها العيال ولاد الذوات.
لما تيجي تتكلم مع اي واحد من الكنائس اللي من النوع ده ، يقعد يعدد مميزات النظام ده و انه ده احسن عشان كل طفل يسمع الكلام المناسب لمستواه و كلام فارغ اغلبه عنصرية بغيضة تقسم الناس لمجموعات منفصلة ميعرفوش اي حاجة عن الطرف الاخر و طبعا بيكون نتيجة النظام ده نظرة استعلاء من ولاد الأغنياء تجاه الأفقر منهم و نظرة حقد من الأولاد الأقل حظا تجاه الفئة الأغني
انا شخصيا حظي كويس لإني كنت بروح كنيسة الكل متلخبط علي بعضه و كان أصدقائي فيهم بياع الخضار اللي مكملش تعليمه بعد الإعدادية و فيهم ابن الدكتور و المهندس و من خلال علاقاتي بالفئات المختلفة بقيت بشوف البشر كلهم واحد و ارتباطي و صدقاتي بالكل كانت كويسة و حظي الاحلي اني بعد تخرجي اشتغلت في شركة كبيرة فيها كل أصناف البشر بكل اختلافاتها في المجتمع المصري و ده كان عامل كبير اني أتقبل كل الناس بغض النظر عن انتمائهم او خلفياتهم بعكس مثلا الناس اللي كل علاقاتهم و اجتماعياتهم داخل قوقعة من الناس اللي شبههم و اغلبهم حاليا بيشتموا في المصريين اللي خارج قوقعتهم.
انا معرفش ايه اللي فكرني بالموضوع ده بس اعتقد ان جزء كبير من مشكلة مصر سببها انعزال كل مجموعة من البشر مع نفسهم بدون اختلاط حقيقي بينهم و بين بقية البشر اللي عايشين معاهم في نفس البلد و ده في وجهة نظري مشكلة كبيرة أري نتيجتها واضحة حاليا من حالة الانقسام الرهيب الموجود في المجتمع المصري دلوقتي

Thursday 22 September 2016

عن اقباط المهجر

٢٢ سبتمبر ٢١٠٦ 

أحب أدي لمحة سريعة عن اغلب الأقباط اللي عايشين في المهجر بحكم اختلاطي بيهم سواء في كندا او أمريكا.
الأقباط في الغرب اغلبهم عايز الغرب يبقي النسخة المسيحية من دول الخليج حيث المسيحيين ليهم اليد العليا و يطلعوا الكبت اللي عندهم من المسلمين. التصور ده كذا عامل ساهم فيه منهم الإسلاميين نفسهم اللي كل ما يتكلموا عن الغرب يقولوا "الغرب الصليبي الكافر". الأقباط بقي عايزين الغرب يبقي صليبي
طبعا لما راحوا الغرب، لقوا ان الوضع مش كده خالص فجالهم احباط انهم زيهم زي اي مهاجر من اي بلد فلما يطّلع لهم ترامب و يقول انه هيخنق علي المسلمين اكيد هيأيدوه و طبعا عقليتهم المتخلفة دي مش بتوصلهم ان الكلام ده هيضرهم هما كمان
الجزء التاني في مأساة الناس دي انهم جايين بكل الأفكار و العادات المصرية السيئة اللي ترسخت في عقولهم ان الغرب منحل و فاسد و الشذوذ في كل مكان لدرجة اني بسمع ناس كتير منهم بيقولوا انهم حاسين انهم عايشين في سدوم و عمورة (قوم لوط) و ده خلاهم يتشددوا اكتر دينيا و يرتبطوا بالكنيسة اكتر من ما كانوا في مصر. يعني ممكن تلاقي واحد كان في مصر طبيعي و علاقته بالكنيسة مش قوية بس لما بيروح أمريكا او كندا، تلاقي كل حياته تمحورت حولين الكنيسة
الكنيسة بالطبع منتهزة الفرصة دي و بتعمل كل ما في أيدها عشان تحوط علي الناس دي داخل جدران الكنيسة بخدمات مختلفة، فتلاقي النادي و الحضانة و المكتبة للدراسة و ركن بيع الاكل المصري و اي حاجة نتخيلها عشان تعزل القبطي عن المجتمع اللي عايش فيه اللي من وجهة نظرهم مجتمع فاسق شرير و عشان كده هتلاقيهم بيصوتوا للأحزاب اليمينية المتعصبة ظنا منهم انهم بتوع الفضيلة بإعتبار ان اليسار السياسي متحرر اكتر.
في أماكن كتير من تجمعات الأقباط، تلاقي القبطي عايش في قوقعة صغيرة قوامها شوية الأقباط اللي حواليه لدرجة انه عادي جدا تلاقي أقباط ميعرفوش إنجليزي و متعاملين عادي جدا في تعاملاتهم اليومية عشان كلها أقباط مع بعض.
الملحوظة الاخيرة ان انتماءهم الاول و الأخير للكنيسة و ليس لمصر او الدولة اللي عايشين فيها و للاسف لو فيه مصريين بيحاولوا يدمجوا المسلمين و المسيحيين في مجموعة مصرية واحدة، بيلاقوا مقاومة من الأقباط اللي عايزين يبقوا لوحدهم.
ده ملخص اللي اختبرته مع كتير من أقباط المهجر و لو حاولنا نلخص حال المسلمين المصريين في المهجر، هنلاقي ان التشابه كبير ما عدا التأييد السياسي اللي طبعا في حالة المسلمين مستحيل يأيدوا اليمين السياسي عشان متعصبين ضدهم بس ده لم يكن الحال قبل احداث ١١ سبتمبر و كانوا قبل الأحداث دي مع اليمين المتشدد عشان الأخلاق و الكلام ده
من الاخر المصريين في المهجر عندهم مشاكل كتير مع المجتمع اللي هما فيه و عندهم مشكلة كبيرة في الاندماج مع المجتمع قد تصل لحد الكراهية
ملحوظة معروفة، انا بتكلم علي أغلبية الناس اللي شفتهم و طبعا فيه مصريين قدروا يتخلصوا من الكلاكيع دي و عايشين طبيعي في بلدهم الجديد

Sunday 31 July 2016

دول تتقدم للامام و دول تريد الرجوع للخلف

٣١ يوليو ٢٠١٦ 

أمريكا في كام سطر:
- ٤ يوليو ١٧٧٦ - توقيع اعلان الاستقلال اللي بيقول " all men are created equal" بالرغم من ان كان فيه عبودية و المرأة لا حق لها في التصويت في اي انتخابات
- ١٨٠٨ - الكونجرس يصدر قانون بتجريم استقدام العبيد، و لكن كان هناك مهربين يجلبون العبيد لامريكا
- ١٨٤٨ - حركات نسائية (Women’s Suffrage) تطالب بحق التصويت في الانتخابات و لكن المجتمع الامريكي يعارض الحركة بقوة
- ١٨٦٠ - ابراهام لينكون يقرر تحرير العبيد و لكن ولايات الجنوب (المعتمدة بصفة أساسية علي زراعة القطن و استغلال العبيد في هذا القطاع) تقرر الانفصال عن الاتحاد الفيدرالي و تشكل تحالف كونفدرالي و تقوم حرب أهلية بين الشمال و الجنوب في حرب استمرت حتي ١٨٦٥
- ١٨٦٥ - انتهاء الحرب الأهلية و إصدار التعديل الثالث عشر للدستور الامريكي الذي يجرم العبودية و تحرير و تحرير العبيد بامريكا و لكن يظل السود منبوذون في المجتمع الامريكي و منفصلون عن البيض (separate but equal)
- ١٩٢٠ - إصدار التعديل التاسع عشر للدستور الامريكي اللذي أعطي حق التصويت للنساء (البيض) علي مستوي جميع الولايات بعد ٧٢ سنة من الحركة النسائية المطالبة بحق التصويت
- ١٩٦٤ - إصدار قانون (Civil Rights Act) الذي ينهي التفرقة بين السود في البيض في كل الأماكن العامة و التخلص من الفكرة السائدة separate but equal بعد كفاح طويل من السود و اللجوء للقضاء لأجل الحصول علي المساواة الكاملة في المجتمع الامريكي
- ١٩٦٥ - إصدار قانون يعطي الحق لكل النساء بحق التصويت في الانتخابات
- ٢٠٠٨ - انتخاب باراك اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة الامريكية
- ٢٠١٦ - هيلاري كلينتون اول امرأة تصل للمرحلة النهائية في الانتخابات الامريكية للرئاسة ممثلة للحزب الديمقراطي
ده ملخص كفاح السود و المرأة في المجتمع الامريكي و بكل بساطة نقدر نشوف ان مفيش حق بينتزع بسهولة و الناس قاعدة مأنتخة مستنية اللي يديهم حقوقهم. اي بلد محترمة تخطو للأمام. مش لازم تحقق كل الحقوق في خطوة واحدة و لكنها تبني علي ما تم تحقيقه من قبل و لا تنظر للخلف بعكس الدول الفاشلة اللي دايما تنظر للخلف و تريد الرجوع له.
الاختيارين موجودين في الحياة و التجربة و التاريخ بيحكموا بكل حيادية علي نتايج اختيارات الشعوب.اتمني ان الكام نقطة المختصرة دي تفهم الناس اللي عايزين يرجعوا للخلف اي حاجة.
ملحوظة مهمة، انا لا ادعي ان امريكا بلد مثالي بلا اخطاء و لكنه بكل تأكيد يخطو للأمام و سيظل هناك مساحة للتقدم و تصحيح الاخطاء طالما الشعب متشبث بحقوقه و يطالب بها.

Friday 25 March 2016

العيب في النظام - عن التشكيل الوزاري الجديد

فيه ناس طيبة لسة بتناقش التشكيل الوزاري الجديد و بتحلل اختيارات الوزراء و الحاجات الجميلة دي و مش واخدة بالها ان المشكلة الاساسية هي النظام (علي رأي البرنس برايز)
هبسطهالك، النظام ده زي نظام التشغيل اللي بيركب عليه برامج مختلفة زي ال windows او Linux او iOS او Android. أنظمة التشغيل دي لازم تتطور مع الزمن عشان البرامج و متطلبات المستخدمين بتتطور.
مصر بقي نظامها عامل زي ال Symbian اللي كان ناجح جدا من عشر سنين لما كانت Nokia شغالة بيه و الناس كانت مبهورة بالرنات البوليفونيك و لعبة snake.
لما الراجل اللي اخترع نظام ال Android و راح لنوكيا عشان يغيروا تليفوناتها ل Android، نوكيا رفضت و قالتهم احنا فاهمين كويس طبيعة المستخدم بتاعنا و مش هنغير.
أهو ده حال مصر، شغالة بنظام عفي عليه الزمن و عايزة تشغل عليها احدث البرامج و تعمل رأسها برأس بقية الأنظمة.
تفتكر لو جابوا عباقرة الزمن ده و خلوهم يشتغلوا تحت نظام منتهي الصلاحية، هيعرفوا يعملوا حاجة؟؟ طب مش فاكر مصطفي حجازي اللي هبل الناس بالإنجليزي بتاعه؟؟ عرف يعمل حاجة مع النظام ده؟؟ طب ايه رأيك في عصام حجّي؟؟ عرف يوقف فضيحة الكفتة و لا طلعوه خاين و مبيفهمش حاجة؟؟

Sunday 20 March 2016

الاخوان و العسكر وجهان لعملة واحدة - من تسريبات هيلاري كلينتون

سربت Wikileaks من ارشيف ايميلات هيلاري كلينتون إيميل بخصوص الأحوال في مصر في نوفمبر ٢٠١١ لما الاخوان و المجلس العسكري كانوا في تحالف و سمن علي عسل.
التسريب بالنسبة ليا مفيهوش اي جديد بس انا وقفت قدام كذا معلومة واضحة للكل و للاسف فيه ناس كتير بتحاول تتجاهلها. النقاط دي بكل اختصار:
- المجلس العسكري و الاخوان مش فارق معاهم أمن و سلامة الأقباط و دي حاجة واضحة من خلال كل الانتهاكات اللي تمت ضد الأقباط من اول كنيسة تم هدمها بعد الثورة مرورا بمذبحة ماسبيرو اللي نفذها الجيش ضد الأقباط و عدم حماية الكاتدرائية من الهجوم عليها ايام مرسي حتي عدم حماية الكنائس اللي دمرها الاخوان بعد فض اعتصام رابعة.
- السلفيين قنبلة موقوتة ممكن تنفجر في البلد في اي وقت و من الجدير بالذكر ان قيادات في الكنيسة صرحت ان السلفيين فصيل وطني ده غير تصريح السيسي بنفس المعني
- لازم نفتكر ان السيسي كان عضو في المجلس العسكري في الوقت ده و دي معلومة مهمة عشان فيه ناس عايزة تقنع نفسها ان طنطاوي و عنان وحشين بس السيسي زي الفل. السيسي لو مكانش علي وفاق تام مع طنطاوي، مكانش بقي عضو في المجلس العسكري.
- الحاجة الوحيدة الكويسة في التسريب ده انه بيأكد ان أفراد الجيش هينحازوا للشعب في وقت الشدة و مش هينحازوا لقياداتهم.
- و اخيرا، قيادات الجيش و الاخوان وجهين لعملة فاسدة واحدة بيشتغلوا لمصلحتهم مش مصلحة الشعب. الاخوان بيتاجروا بالدين و اللي يعارضهم يبقي ضد الدين و كافر و العسكر بيتاجروا بالوطنية و اللي يعارضهم يبقي مش وطني و خاين
يا تري التسريب ده (مع انه مفيهوش اي جديد بالنسبة ليا) ممكن يخلي الأقباط (اللي رموا نفسهم في حضن السيسي) يفكروا بطريقة مختلفة و يحطوا أيدهم في ايد بقية المصريين اللي بيطالبوا بالعدل و المساواة للجميع بدل الصفقات اللي بتتم بين قيادات الكنيسة و النظام و اللي في الاخر مش بتفيد عامة الأقباط في شيء؟؟
انا شخصيا مش متوقع ان قيادات الكنيسة تغير اي شيء في سياستها تجاه الدولة بس نفسي الأقباط يخرجوا من عباءة الكنيسة و يفهموا انهم مصريين زيهم زي بقية شعب المصر قبل ما يبقوا مسيحيين. اعلم انها أمنية بعيدة المنال و لكننا لا نملك اي شيء غير بضعة كلمات تأثيرها محدود و الكثير من الأماني بتحسن الأحوال.
التسريب في الكام صورة دول للي حابب يقرا بنفسه وكسة العسكر و الاخوان. 





اللينك للتسريب كاملا https://wikileaks.org/clinton-emails/emailid/12841

مصر بين الملكية و حكم العسكر

فيه ناس كتير بتقول ان ايام الملك كانت أحسن من ايام العسكر و بتجيب صور القاهرة و الاسكندرية الشيك و الستات الشيك اللي لابسين علي الموضة كإنه إثبات ان مصر كانت زي الفل ايام الملك.
الحقيقة اللي قليلين بيجيبوا سيرتها ان مصر ايام الملك كانت مجتمع إقطاعي بدرجة كبيرة و طبقة صغيرة جداً هي اللي عايشة شبه أوروبا بس بقية قري مصر كانت حالتها زي الزفت و كانت الثروة متركزة في ايد نسبة لا تتعدي ١٪ من الشعب (طبقة البشوات و البهوات و اللي حواليهم)، و عشان كده لما قام الضباط الأحرار بالانقلاب علي الملك، ساندهم اغلب الشعب اللي كان ماكنش عايش عيشة آدمية في ظل النظام الاقطاعي بتاع الملك.
ده مش معناه ان حكم العساكر حل المشكلة اللي كانت موجودة عند اغلب أفراد الشعب بل بالعكس, تغير النظام على ايد العساكر من سيء لاسوء و فضل برضه فيه طبقة صغيرة جدا عايشة شبه الدول المتقدمة بس اغلب الشعب جعان و مش لاقي ياكل.
اللي فاكر إن الصور الشيك بتاعة مصر أيام الملك مش موجودة في مصر حاليا, يقدر يفتح الصفحة بتاعة Cairo Zoom و هيلاقي صور كتير تحسسه إن مصر حتة من اوروبا بس هل ده واقع الشعب المصري؟ الحقيقة لأ زي ما الصور الحلوة أيام الملك لا تمثل واقع الاغلبية في مصر وقتها.
اللي عايز اقوله إن المشكلة مش في الملك ولا العساكر على قد ما المشكلة في النظام اللي اسسوه و اللي المفروض يتغيرعشان يكون فيه استقرار و تقدم حقيقي, لازم يكون فيه قانون يمشي على الكبير قبل الصغير و لازم يكون في عدالة اجتماعية ترفع من مستوي المصريين الاقل حظا
عامة, دي شوية صور من مصر أيام الملك و مصر حاليا. هتلاقي كوكتيل من الصور الحلوة اللي بتحسسنا اننا زي أي دولة عصرية و الصور الوحشة اللي للأسف بتمثل اغلبية الشعب المصري.







  



مش معني إنك من الناس اللي ربنا كرمهم و قدروا يطلعوا في الصور الجميلة (سواء أيام زمان أو دلوقتي), يبقى الدنيا زي الفل و حصل خير. الحقيقة إن مفيش أي استقرار حقيقي هيتحقق الا لو تحقق العدل و العدالة الاجتماعية.

Wednesday 16 March 2016

لمحة من تاريخ امريكا

بتفرج اليومين علي سلسلة أفلام وثائقية عن الثورة الامريكية. الثورة دي كانت في النص التاني من القرن الثامن عشر. اللي عرفته ان شرارة الثورة دي كان قانون اصدره البرلمان البريطاني بتطبيق ضريبة علي الأوراق المستخدمة في امريكا اللي مستخدمة في الجرايد و الوثائق القانونية و غيرها من المجالات اللي بيستخدم فيها الورق. 

الأمريكان معملوش ثورة عشان الضريبة و لكنهم ثاروا عشان الإنجليز عملوا قانون يخصهم من غير ما يتاخد رأيهم و ده تم ترجمته من الأمريكان (اللي كانوا شايفين نفسهم انجليز مساويين للإنجليز في انجلترا) علي ان انجلترا بتعاملهم كمواطنين من درجة اقل و ده اللي بدأ الثورة الامريكية علي انجلترا من اجل #الحرية و #الاستقلال.

الثورة دي كانت بمثابة اعلان حرب علي انجلترا أقوي كيان في العالم في الوقت ده و دفع الأمريكان التمن غالي جداً من ارواح الأمريكان عشان يحصلوا علي استقلالهم و حرية تحديد مصيرهم بنفسهم.

الثورة الامريكية قامت عشان انجلترا عملت قانون بخصوص الامريكان من غير ما الامريكان يكون ليهم رأي فيه و ده خلي 13 مستعمرة أمريكية (كلهم في شرق امريكا) يشوفوا انهم مواطنين غير مساويين للإنجليز و بدأت الخلافات تزيد بين الامريكان و انجلترا و اللي وصلت للحرب بين انجلترا و ال 13 مستعمرة امريكية. 

الملاحظ إن المستعمرات في جنوب امريكا ماكنش في بالهم قوي الكلام ده و مكانوش معترضين على القوانين اللي اقرها البرلمان الانجليزي بخصوصهم و اغلب المناوشات اللي حدثت بين الأمريكان و انجلترا قبل اعلان الاستقلال كانت في الشمال و لم تشترك مستعمرات الجنوب في حرب علي انجلترا و اغلب المعارك كانت في الشمال. 

الملاحظ برضه إن لما امريكا استقلت عن انجلترا و ابتدي تكوين الولايات المتحدة الأمريكية في اتحاد فدرالي, انضمت ولايات الجنوب للاتحاد الفدرالي و لكن لما ابراهام لينكولن قرر انه يحرر العبيد, الولايات الجنوبية ثاروا ضد الموضوع ده عشان القرار ده هيأثر بطريقة مباشرة على أكل عيشهم و اقتصادهم اللي كان قايم بشكل اساسي على زراعة القطن و اللي كان العبيد بيمثلوا الوسيلة الرئيسية في زراعته و بالتالي تحرير العبيد فيه ضرر مباشر على مصالح سكان الولايات الجنوبية الاقتصادية بعكس الولايات الشمالية اللي اقتصادها معتمد بدرجة أساسية على الصناعة و كان تحرير العبيد شيء مفيد لأن الاقتصاد هينشط لما يكون فيه مستهلكين جدد يدخلوا السوق الأمريكي (العبيد بعد تحريرهم) و لهذا السبب قامت الحرب الأهلية بين شمال و جنوب امريكا. 

الفرق واضح بين الجنوب و الشمال في الحدثين الاهم في تاريخ امريكا. الشمال ثار ضد انجلترا عشان قيم الحرية و الاستقلال بتحديد مصيرهم بعكس الجنوب اللي ثار على الشمال عشان مصلاحه الاقتصادية اللي كانت هتتأثر بفكرة تحرير العبيد, و للاسف ده له تأثير على طبيعية الامريكان حتى الان, و ده ظاهر في التأييد الاعمي من ولايات جنوبية لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب اللي بيلعب على عنصر تخويف الامريكان بعكس ولايات الشمال اللي واقفين ضده على طول الخط. 

ثورة مستعمرات الشمال الأمريكي ضد انجلترا حققت الاسقلال و أرست قواعد المساواة في امريكا من خلال The declaration of independence (إعلان الاستقلال اللي وقعت عليه ال 13 مستعمرة في الرابع من يوليو 1776 Independence day) واللي على اساسها قدرت بقية القطاعات اللي مش واخدة حقها إنها تطالب بحقوقها بينما ثورة الجنوب ضد الشمال بسبب الضرر الاقتصادي ادي الي حرب اهلية خسر فيها الشعب الأمريكي مئات الالاف من الأرواح. 

شيء من التشابه ممكن نلاقيه في مصر. أيام ثورة يناير, أكتر مدن ثارت ضد النظام كانت المدن الساحلية و الصناعية زي السويس و المحلة و الاسكندرية و بالطبع القاهرة واللي قامت في الاساس ضد ظلم الداخلية و النظام. على النقيض محافظات الصعيد و الدلتا كانوا مش مهتمين بالثورة و الحياة كانت طبيعية في المحافظات دي طوال فترة ال 18 يوم بتوع ثورة يناير, في حين إن اغلب محافظات الدلتا و الصعيد بيشتكوا دلوقتي من ارتفاع الاسعار و غالبا حدة الاعتراض هتزيد مع الجفاف هذا الموسم اللي هيأثر بشكل مباشر على الزراعة في المحافظات الزراعية و هنشوف احتجاجات أكتر في المحافظات دي في الفترة المقبلة.

Saturday 12 March 2016

عملت كده ليه يا يوحنا؟

عندي قصة صغيرة يا ريت المسيحيين يفكروا فيها بالراحة يمكن تغير حاجة فيهم. 

القصة دي قصة كل المسيحيين عارفينها و هي قصة يوحنا المعمدان. بحسب الإيمان المسيحي، رسالة يوحنا انه يمهد الطريق للمسيح و ده حصل لما ابتدي يدعو الناس للتوبة و يعمّدهم بالماء و رسالته تمت لما عمد المسيح في نهر الاْردن. دي كانت رسالة يوحنا المعمدان و لكنه لما شاف هيرودس الملك بيعمل حاجة غلط و عايز يتجوز مرات اخوه، راح للملك و وبخه و قاله لا يحق لك انك تتجوز هيروديا مرات اخيك و بسبب وقوفه قدام الملك ، فقد حياته لما بنت هيروديا طلبت منه انه يخلصها من يوحنا المعمدان و يقدم لها راس يوحنا علي طبق. 

لو فكرنا في اللي عمله يوحنا مع الملك، هنلاقي انه بالمنطق البشري مالوش اي معني خاصة ان رسالة يوحنا كانت تمت خلاص و كان ممكن يقعد في بيتهم ميفكرش في اي حاجة خاصة ان زواج هيرودس من هيروديا مرات اخوه مكانش هيبوظ الكون و لكنه مقدرش يمنع نفسه من قول الحق و اللي دفع حياته تمن لده.

المسيح قال لتلاميذه ان هدفهم هو انهم يشهدوا للحق و عرفهم ان تمن قول الحق مش سهل و غالبا الناس مش هيقبلوا كلام حق و هيضطهدوهم بسبب قول الحق و اللي بسببه اليهود قتلوا المسيح شخصيا. 

لما يبقي فيه ظلم و تلاقي اللي بيقولوا علي نفسهم يعرفوا المسيح و يرضوا بالظلم و كمان يساندوه، بيدوا اسوء صورة للمسيح و بيخلوا الناس تقتنع ان المسيحية غلط. 

هل هناك من يدرك حجم الدمار اللي عمله المسيحيين و المتحدثين بإسم المسيح للمسيحية؟؟ اعرف ان كلامي لن يقنع الكثيرين و لن يغير من الوضع الحالي شيء و لكني اجد نفسي مدفوع ان أقوله لسبب لا اعلمه.

Tuesday 8 March 2016

الواد ده مسيحي بس كويس و الراجل ده ملتحي بس مش عنصري و البنت دي مش محجبة بس محترمة

عارف ليه بنسمع جملة "الواد ده مسيحي بس كويس" او جملة "الراجل ده بدقن بس مش متعصب" او جملة "البنت دي مش محجبة بس مش منحرفة"؟؟ 

السبب الحقيقي للجمل دي ان كل مجموعة من الناس شبه بعض عايشين في فقاعة منعزلة عن بقية المجموعات التانية و تعاملاتهم محدودة جداً في الحياة مع بقية البشر و اغلب حواراتهم مع بعض بتكون ذم و تحقير في الاطراف التانية المختلفة معاهم و تأكيد علي انهم المجموعة الوحيدة اللي ماشية صح فلو بالصدفة تعاملوا مع شخص من مجموعة اخري و اكتشفوا ان تصرفاته مختلفة عن انطباعهم الأصلي عن المجموعة اللي بينتمي لها، بيعتبروه حالة شاذة عن الطبيعي و بيطلعوا بالجملة الخايبة دي "مسيحي بس كويس"، "بدقن بس مش متعصب"، "مش محجبة بس محترمة" و غيرها من الجمل المتخلفة. 

من اهم اسباب العنصرية هو انعزال الناس اللي شبه بعضها عن بقية المجتمع و الانعزال ده ممكن يكون من خلال المؤسسات الدينية اللي بتشحن اتباعها بشحنات عنصرية من نوعية "انتم بس الفرقة الوحيدة الناجية و الباقي في النار" او من خلال طبقات اجتماعية اللي بتحقر من اي طبقة مختلفة عنها من نوعية "كل الاغنياء حرامية" او "العيال بتوع المناطق الشعبية عيال بيئة و مش من مستوانا" او "كل الممثلات عاهرات"

اللي عايز يحل و يقلل الاحتقان بين الناس في اي مجتمع مطلوب منه انه يحقق العدالة للجميع و يحاول يقلل الفروقات بين الطبقات المختلفة و يساعد المجموعات المنعزلة علي الاندماج اكتر مع غيرها من المجموعات المختلفة و ساعتها هيدرك الناس ان كل مجموعة من الناس فيها الكويس و فيها الوحش و مش معني انك تنتمي لمجموعة معينة، ان ده سبب كافي انك تكون كويس و الحاجة الوحيدة اللي تخليك كويس هو أفعالك و سلوكك مش الفئة اللي تنتمي لها.

Tuesday 1 March 2016

لا كرامة لنبي في وطنه

1 مارس 2016

زمان كنت لما اقرأ اللي عمله المسيح و تعليمه و ردود افعال اليهود و نفورهم منه و كرههم ليه، ماكنتش فاهم ليه يكون فيه ناس طبيعية و يجيلهم واحد يقولهم كلام منطقي و بسيط و سهل فميعجبهمش و يقتلوه.
كان السؤال ده بيدور في دماغي كتير و مكنتش لاقي اي اجابة منطقية لرد فعل اليهود لغاية ما شوفت الفترة الجميلة دي اللي بتمر علي مصر و قد ايه فيه ناس كتير بتتشتم و تتخون و بتتبهدل من ناس كتير عشان بتقول ان اللي بيحصل في البلد ده غلط و بيقولوا المفروض الدولة تستوعب الجميع و تطبق القانون علي الجميع بنفس المعيار و تقف مع الضعيف.
اكتشفت ان اللي عاش طول حياته في مستنقع من النفاق و المظاهر الكدابة، صعب عليه يتقبل كلام الحق خاصة لو فيه ضرر بمصالحه الخاصة و ان من اهم سمات اي مجتمع مغلق انه يري انه الوحيد صاحب الحق في الحياة الكريمة.
المسيح بعد ما غلب مع اليهود، قالهم كلمة مش قادر أتجاهلها. قال لهم "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا" و فعلا بعد كذا سنة من رحيل المسيح عن عالمنا، حدث خراب أورشليم و تشتت اليهود في أنحاء العالم و لسة منهم من ظل متمسك بالعادات الغبية لليهود حتي الآن لدرجة اني سمعت قصة عن اليهود الأرثوذكس انهم بيبرمجوا الاسانسيرات يوم السبت في الجيتو (أماكن مغلقة يعيش فيها اليهود) بحيث ان الأسانسير يقف في كل دور من ادوار العمارة بدون توقف طول يوم السبت حتي لا يضطر اليهودي انه يقوم بضغط اي زر في الأسانسير يوم اليوم عملا بفكرة انه لا يحق لليهودي انه يفعل اي فعل يوم السبت و دي من الحاجات اللي المسيح كان مصمم علي كسرها في مناسبات كثيرة.
ربنا يرحم الجميع في مصر من الخراب المتوقع علي يد نظام فاشل فاسد يسانده قطاع كبير من الشعب الذي ادمن النفاق و ازدواج المعايير في اغلب مواقف حياته


Saturday 9 January 2016

القرون الوسطى في الألفية الثالثة في المحروسة

8 يناير 2016 

اتابع من بعيد ما يدور من احداثالم في المحروسة, و هي احداث اصبحت شبه محفوظة و متكررة توضح مدى الفشل الذي تعاني منه المحروسة منذ فترة غير قليلة, و لكن استوقفني ثلاتة مشاهد التي اقف امامها و لا اجد أي رد فعل مناسب غير الابتسام على ما اراه. 

المشاهد الثلاثة هم:
- حبس اسلام البحيري بسبب اراءه التي يرى الازهر إنها تهدم الدين الاسلامي. 
- قرار ابراشية ملوي منع تصاريح الزواج بسبب ما يحدث في ليالي الحنة.
- خطاب الرئيس السيسي بمناسبة المولد النبوي. 

المشهد الاول و البطل فيه هو الازهر و ليس اسلام البحيري و ما يدور من جدال على قنوات الاعلام حول هذا القرار و اصرار مشايخ الازهر على التأكيد إن فقط المتخصصين و علماء الدين هم من لهم الحق في التحدث في الامور الدينية و اعتبارهم إن الدين علم كغيره من العلوم و انهم فقط من لهم الحق في التحدث في الامور الدينية باعتبارهم دارسين و علماء الدين الذين يملكون القدرة على فهم اصول الدين الاسلامي يدعم كلامهم فئة ليست صغيرة من عامة الشعب الذين يرون إن الدين علم لا يفهمه غير المتخصصين و الدارسين مع إن ابسط قواعد المنطق تقول إن الدين و فهمه لا علاقة له بأي علم نعرفه, و إنه لا أحد و جهة تملك القدرة على احتكار الحقيقة و تصدير فكرة إنها الجهة المعتمدة للتحدث بإسم الله و الدليل على هذا هو ببساطة العدد المهول من الاديان و المذاهب اللي يعتنقها المليارات من البشر على كوكبنا و اتباع كل دين أو مذهب يؤمنون تماما إن فهمهم للدين هو الحقيقة المطلقة. 

المشهد التاني لا يقل سخرية عن المشهد السابق, فالكنيسة و قياداتها يرون انهم الأوصياء على الاقباط و لهم حق التأديب بحجة إنها تقوم بدور الرعاية و الابوة للاقباط مدعية إنها ايضا تملك الحقيقة المطلقة و إن شريعتها هي شريعة المسيح التي تسلمتها الكنيسة من ألفين عام. المثير أيضًا هو دعم كثير من الاقباط لقرار الكنيسة و قبولهم لفكرة إن الكنيسة هي الراعي و الاب و المسؤول عن جموع الاقباط في المحروسة. 

المشهد الثالت و هو خطاب متكرر سمعناه بطرق مختلفة من الرئيس السيسي و الذي يؤكد فيه بكل صراحة إن من جاء به رئيس هو الله و لم يكتف بذلك و لكنه وصف نفسه بالملك عندما اخذ الاية القرآنية "تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء" و اعتبرها إنها توصف حالته و خضوعه لله في اختياره. فهو بهذا الكلام يضرب بعرض الحائط فكرة الجمهورية التي هو رئيس سلطتها التنفيذية و نصب نفسه ملكا على مصر. الجميل في هذا إن فئة غير قليلة من المصريين يرون إن هذا الكلام طبيعي و ليس فيه أي لغط.

الحقيقة إن المشهد العام لمصر هو مشهد اصيل من مشاهد القرون الوسطي حيث يرى الحاكم إنه الملك على البلاد و اغلب الشعب لا يري في هذا أي اشكالية. اري إن من اهم أسباب وصول المحروسة لهذا الوضع هو نظام تعليمي فاشل تم وضعه بكفاءة من قبل النظام المصري و تكون غايته تخريج دفعات من المصريين يملكون الشهادات العلمية و لكنهم يكرهون البحث و المعرفة و يرون إن لكل سؤال هناك إجابة نموذجية واحدة تجيب عليها. هذا النظام التعليمي الفاشل مهد الطريق للمؤسسات الدينية لاقناع عامة الشعب من اتباعهم انهم فقط من لديهم القدرة على فهم اصول دينهم و انهم اوصياء عليهم و نري إن قطاع كبير من عامة الشعب يري انه لا مشكلة في ذلك و هو ما يخدم السلطة التي تسيطر على قيادات المؤسسات الدينية و بهذا تضمن المزيد من السيطرة على الشعب البائس.

 اتوقع المزيد من الاحداث المشابهة في المستقبل و مزيد من الجدل بين الجيل الجديد من الشباب الذي يعي ما يحدث حوله في العالم في الألفية الثالثة و بين جيل القرون الوسطي الذي لا يعي إن التاريخ لا يقف عند زمن محدد و إن التغيير و الصدام قادم لا محالة.