١. الشركتان
في مصر، انا اشتغلت في شركتين. الشركتين الادارة مصرية خالصة بس في
فرق السما من العمي بينهم.
الشركة الأولي كانت بتشجع كل واحد انه يقول رأيه حتي لو رأي مخالف
لرأي الأغلبية و كانت الادارة بتحاول تطور من قدرات الناس اللي شغالين عندها و مش
بس في التكنولوجيا اللي الشركة شغالة فيها، دي كان بتدي كورسات في المهارات
التانية زي communication skills و customer
service
اللي هي حاجات مكملة للشغل بتاع الشركة بس مهارات أساسية عشان الشركة تكبر. من
الحاجات الملفتة في الشركة دي ان مفيش شخص واحد بس هو اللي في إيده كل قرارات
الشركة.
الشركة التانية كانت علي النقيض، مفيش حاجة بتتعمل غير لما اكبر
واحد في الشركة يبصم عليها و كل الناس اللي شغالين تحت الشخص ده كل المطلوب منهم
تنفيذ أوامره من غير تفكير او مناقشة، و لو حد فكر يتناقش معاه، مفيش اي حاجة
بتتغير لغاية ما كل الناس بطلت تفكر تتناقش معاه في اي اقتراح يحسن الشركة. طبعا
مفيش اي كورسات حد بياخدها عشان الناس تحسن من مستواها.
الشركة الأولي انا ابتديت فيها كانت فيها حوالي ٦٠ موظف و كانت
بتكبر كل شوية لغاية ما وصلت اكتر من ٦٠٠ موظف قبل ما اسيبها. الشركة التانية
مكانتش عارفة تكبر. الغريب في الموضوع ده ان الشركة الأولي كانت بتعدي بأوقات صعبة
عكس الشركة التانية. يعني مثلا ايام ١١ سبتمبر كان معظم الشغل مع أمريكا و لما
حصلت الحكاية دي معظم الشغل اللي كان موجود ابتدئ يقل و الناس بقيت فاضية و الشركة
اضطرت تمشي حوالي ٢٠٪ من الموظفين ساعتها بس في نفس الوقت غيرت من سياستها عشان
متبقاش معتمدة علي نوع معين من العملاء و عرفت تعدي الأزمة و تكبر بعد كده. الشركة
التانية علي النقيض كانت ظروفها أحسن عشان كانت واكلة السوق في الشرق الأوسط
بالبرنامج بتاعهم بس معرفوش يطوروا البرنامج بتاعهم عشان يواكب التغيرات اللي
بتحصل في التكنولوجيا لغاية ما وصلوا ان البرنامج بتاعهم مبقاش بيتباع في اي حتة
تانية و العملاء ابتدت تفكر تغير البرنامج لحاجة اجدد.
من وجهة نظري الشركة التانية بتمثل مصر اللي نعرفها من ساعة ١٩٥٢.
الرئيس هو اهم شخص و مفيش حاجة بتمشي غير بكلامه و كل الناس اللي تحته مالهمش اي
فرصة يكبروا و مع ان البلد فيها ثروات كتير، البلد مش عارفة تكبر و يمكن بتخسر علي
المدي الطويل.
الشركة الأولي مع ان ظروفها اصعب، بس بتستخدم الأسلوب العلمي في
الادارة و بتعرف تعدي الأزمات و تكبر علي المدي الطويل. الشركة الأولي مش شركة
مثالية و كل الناس عارفين ان فيها مشاكل بس اهم حاجة انهم بيعترفوا بمشاكلهم و
بيفكروا ازاي يحلوها و ساعات بيغلطوا بس في الاخر الدنيا ماشية. الادارة بتاعتها
إدارة مصرية بس بأسلوب عصري مختلف و عشان كده انا مقتنع ان مصر ممكن تتحول للنموذج
ده لو عرفنا نخلص من فكرة القائد الأوحد اللي عارف كل حاجة و الدنيا مش هتمشي غير
بتوجيهاته. علي فكرة الموضوع مش صعب بس محتاج تغيير أفكار في ناس معتبرنها ثوابت
لا تتغير
٢. علاقة الموظف بشركته
للتسهيل هسمي الشركة الأولي إكس و الشركة التانية ميم. معظم كلامي
هيكون مواقف من الشركة إكس لسببين:
- كلنا تقريبا عارفين الدنيا ماشية ازاي جوه الشركة ميم عشان
أسلوبها هو الأسلوب المستخدم في مصر كلها تقريبا
- الهدف الأساسي اننا نتعلم الأسلوب الجديد اللي عامل نتائج أحسن
من الأسلوب القديم اللي كلنا عارفينه و بنشتكي منه
اول ملحوظة حاستها هي علاقة الموظفين بشركتهم. في الشركة إكس تحس
ان الموظفين عندهم انتماء لشركتهم مش موجود في الشركات التانية. طبعا اي واحد بيجي
الشركة مكانش بيحس كده بس مع الوقت بيتغير و انتماؤه للشركة كان بيزيد.
و ده من وجهة نظري راجع لإدارة الشركة اللي كانت بتهتم توصل
للموظفين انهم اصحاب الشركة و ان نمو الشركة سببه شغلهم و عشان تعمل كده كانت
بتعمل شوية حاجات:
- كانت الشركة إكس بتعمل اجتماعات دورية مع الموظفين عشان تفهمهم
وضع الشركة و سياستها و اي تغيرات بتحصل و أسبابها
- العدل نوعا ما بين الموظفين في الترقيات و العلاوات و ده كان علي
اساس المجهود و الكفاءة اللي بتتقاس بمعايير ثابتة لكل الناس.
- كانت بتشجع الناس انهم يتكلموا و يعبروا عن رأيهم من غير خوف،
اكيد كان بيحصل حاجات تضايق اي حد، بس عمر ما حد مش عاجبه حاجة كان خائف يتكلم مع
مديره او حتي اكبر واحد في الشركة عن اللي مضايقه.
من الحاجات اللي كانت متكررة
في الشركة ميم، كان طبيعي ان موظفين الشركة ميكونش عاجبهم حاجة معينة و كان عادي
انهم يشتكوا بينهم و بين بعض، بس كان من المستحيل تقريبا ان حد يروح يشتكي لأكبر
واحد في الشركة و كانت الجملة المتداولة بين الموظفين هي "كل عيش و ربي
عيالك"
٣. الشركة والقوانين
من ضمن الحاجات اللي شفتها في الشركة اكس و مكانتش موجودة في
الشركة ميم (ومعرفش إذا كانت لسة موجودة في الشركة اكس) إن كان في قوانين واضحة
وصريحة ماشية على الجميع وهي إن الشركة هدفها الوحيد هو الشغل وملهاش أي دين, أو جنس, أو توجه سياسي.
أنا فاكر أول يوم رحت فيه الشركة, مضيت على اقرار بالمعنى ده وكان فيها حتى بند إن الشركة معندهاش أي فرق بين إنسان و إنسان حتى لو كان استغفر الله العظيم ....
في فترة حصلت مشاكل في البلد, وناس في الشركة ابتدوا يعترضوا على المشاريع مع نوع معين من العملاء لأسباب سياسية. أنا فاكر إن صاحب الشركة عمل اجتماع مع كل الموظفين ساعتها وكان كلامه واضح إن الموضوع ده مش مقبول في الشركة واللي مش عاجبه يمشي.
بغض النظر عن نوع القوانين, الفكرة اللي عجبتني إن القانون بيحترم وعلى الجميع الإلتزام بيه وحرية التعبير الموجودة مش متعارضة معاه عشان حرية التعبير كانت في إطار الشغل لا أكتر ولا اقل.
٤. الشركة و الإجتماعات
من الحاجات الظريفة في الشركة ميم هي الاجتماعات اللي كانت
بتناقش اي موضوع في الشغل و يكون حاضر فيه صاحب الشغل مع الموظفين الكبار. كان
الاجتماع معروف هيبتدي امتي بس استحالة تعرف هو احتمال يخلص بعد قد ايه و تخش
الاجتماع تسمع تفاصيل غريبة انت مالكش اي دعوي بيها. الغريب في الموضوع ده ان صاحب
الشركة كان لازم يفهم كل تفصيلة بتتقال و لازم هو اللي ياخد القرارات في كل موضوع.
طبعا الموظفين اللي مكانوش بيحضروا الاجتماعات دي كانت بتخاف
علينا يكون حصلنا حاجة بعد تلات ساعات من الاجتماعات المغلقة خاصة بعد ما نطلع من
الاجتماع و كل واحد مغمي عليه تقريبا من كمية الكلام اللي مالوش اي علاقة بيه و
الوقت اللي ضاع علي الفاضي.
المشكلة كانت عندي اني اتعلمت ازاي الاجتماعات الناجحة تكون من
الشركة إكس و كنت علي طول بقارن بين الاجتماعات في الشركتين.
في الشركة إكس، اتعلمت ان الاجتماع الناجح لازم يكون:
- ليه بداية و نهاية محددة
- ليه أجندة و محددة بنقاط واضحة و معروف الوقت
المخصص لكل نقطة
- الحاضرين في الاجتماع لازم يكونوا ليهم علاقة
بالموضوع المطروح للنقاش
- لازم يكون في واحد بياخد meeting minutes اللي هي بالعربي محضر الاجتماع اللي بيكون مكتوب
فيه النقط اللي اتناقشنا فيها
- مع كل قرار يتاخد، لازم يكون في حد مسئول عن
القرار ده و ليه ميعاد واضح لتنفيذه. بالإنجليزي action items with clear
due dates and owners
لما اتفرجت علي اجتماع الحوار الوطني بتاع أزمة سد النهضة السري
المذاع علي الهواء افتكرت اجتماعتنا في الشركة ميم.
٥. الشركة والمشاكل
طبعا كان بيحصل مشاكل في كل شركة بس طريقة الحل كانت مختلفة بين
الشركتين.
انا فاكر ان كان في مشكلة في البرنامج المستخدم في الشركة ميم
لما عدد المستخدمين بيزيد و البرنامج بيقف و المستخدمين مبيعرفوش يشتغلوا و ساعات
كان في معلومات بتضيع. الشركة ميم كانت مصممة ان المشكلة مش عندهم و ان المشكلة
سببها Microsoft اللي
عملت البرنامج اللي الشركة مستخدماه عشان تنقل المعلومات اللي بيدخلها المستخدمين.
و طبعا كل ما تحصل المشكلة دي عند اي عميل، الإجابة بتكون هي هي و ان Microsoft هي اللي وحشة و الشركة زي الفل. طبعا الكلام ده مكانش
بيخش علي العملاء و حتي لو اقتنعوا مرة، صعب انهم يتفهموا الموقف بعد كذا مرة تحصل
نفس المشكلة.
في الشركة إكس، اتعلمنا ان لما تحصل مشكلة، لازم ندور علي الأسباب اللي خلت المشكلة تحصل عشان نعرف نحل اصل المشكلة و عشان متحصلش المشكلة نفسها مرة تانية في اي مشروع تاني.
القصة دي هدفها ان لما تحصل مشكلة، في طريقتين لمواجهتها.
- الطريقة الأولي و هي المتبعة في معظم الأحوال في
مصر هو اننا ندور علي اي حد نلبسه المشكلة عشان نطلع احنا كويسين و يا عيني السبب
في الطرف الاخر اللي عامل الأزمة. احنا حتي ممكن نألف حاجة وهمية عشان نطلع احنا
الغلابة (نظرية المؤامرة). للعلم البرنامج بتاع Microsoft مكانش هو السبب عشان برامج تانية كانت بتستخدم
نفس الحاجة بس برنامج الشركة ميم كان هو الوحيد اللي عنده المشكلة دي
- الطريقة التانية و هي المتبعة في الدول المتقدمة
هي الاعتراف بالمشكلة و البحث عن أسباب حدوثها بطريقة علمية و العمل علي إيجاد
حلول لهذه الأسباب.
٦. الشركة والتغيير
اول ما رحت الشركة اكس، مكانش في نظام قوي في متابعة ساعات
العمل للموظفين و مكانش في نظام لمتابعة المشاريع و كانت الدنيا ماشية بالبركة
شوية، و كان ادخال ساعات العمل و معرفة ظروف اي مشروع بي حدده الشخص المسؤول عن
المشروع و كل واحد و ظروفه. الدنيا كانت ماشية كويس بصراحة عشان العدد ماكنش كتير
و المشاريع كانت مش كبيرة قوي.
بس بعد فترة و الشركة ابتدت تكبر و العدد ابتدئ يزيد و المشاريع ابتدت تكبر، المسؤولين عن الشركة عرفوا ان نظام البركة بتاع زمان مش هينفع و لازم يجيبوا نظام عشان يتابع آداء الموظفين و آداء المشاريع المختلفة. ساعتها جابوا برنامج اسمه Change point عشان الناس تدخل فيه الساعات اللي هي اشتغلتها و عشان الشركة تعرف آداء المشاريع المختلفة. البرنامج ده كان غالي شوية بس الشركة قررت انها لازم نصرف شوية اكتر عشان توصل للنتيجة اللي هي عيزاها في المستقبل.
الموضوع ده كان من اكتر الحاجات اللي احتاجت وقت عشان الناس تستخدم البرنامج ده و كان في مقاومة رهيبة من معظم الموظفين لأسباب كتير منها انه ايه لازمة الخنقة و التعقيد مع ان الدنيا ماشية زي الفل بس بصراحة الادارة كانت مصممة علي التغيير و ابتدت تعلم الناس واحدة واحدة أهمية البرنامج ده و ابتديت بأبسط الحاجات و مع الوقت الناس ابتديت تتعود علي الموضوع و الحياة بقيت أحسن و الادارة بقيت عندها رؤية أفضل لآداء الموظفين و المشاريع.
انا شوفت الوضع القديم قبل change point و شفت المرحلة الانتقالية بين الهرجلة و النظام الجديد و عيشت الفترة دي اللي مكانتش أحسن حاجة في الدنيا ساعتها عشان كان المديرين بيزنوا علي الناس عشان يقتنعوا انهم يستخدموا البرنامج ده و طبعا كانت الادارة بتزن علي المديرين عشان يعملوا كده، بس اي واحد جه الشركة بعد المرحلة الانتقالية دي ما عديت عمره ما كان يتخيل الشركة من غير وجود البرنامج ده و كانت حياته هتكون جحيم لو مفيش نظام يتابع آداء الشركة خصوصا مع العدد الكبير.
انا مقتنع ان change point هو نقطة تحول فعلا في آداء الشركة دي و لولاه مكانتش الشركة هتعرف تكبر و تحافظ علي آداءها العالي مع الوقت.
الموضوع ده بالظبط هو حال مصر دلوقتي. الكل عارف ان لازم يكون في نظام محترم البلد تمشي عليه و لازم كل الناس تقتنع بيه و شيء طبيعي ان يكون في مقاومة لأي نوع من انواع التغيير و أسباب المقاومة كتير عشان طبيعة الانسان نفسه ضد التغيير بس الادارة الناجحة هي اللي تعرف تفهم الناس ليه التغيير مطلوب و تعرف تقنعهم بالتغيير و انا متأكد إنه هيجي اجيال في المستقبل هتستعجب ان أجدادهم كانوا بيقاوموا التغيير.
كذا ملحوظة في كلامي ده:
- انا معرفش الشركة لسة شغالة ب change point و لا لأ، بس انا متأكد ان اكيد في نظام موجود
حاليا بيقيس آداء الموظفين و آداء المشاريع المختلفة.
- اهم ناس لازم تؤمن بالتغيير هي الادارة عشان هي
اللي هتقدر تحط الخطط اللي تخلي الناس تلتزم بالمسار الجديد. طبعا عشان الادارة
تؤمن بالتغيير، لازم تقتنع ان الظروف بتاعة زمان ايام البركة مبقتيش تنفع دلوقتي
بعد ما الدنيا كلها اتغيرت في الفترة الاخيرة
- الادارة ممكن تكون مقتنعة بالتغيير بس معندهاش
دافع انها تطبقه عشان ممكن مصالحها الشخصية هتضر شوية عشان اي تغيير بيكون ليه
تكلفة في الاول بس لو الادارة ذكية و بتبص لقدام، اكيد هتعرف ان التكلفة حتي لو
كانت عالية شوية، فالنتيجة المطلوبة هتغطي علي كل التكاليف في المستقبل.
- طبعا الادارة لازم يكون هدفها الأساسي هو مصلحة
البلد والا يبقى مفيش حاجة هتتعمل
من الآخر، لو مفيش تغيير للأفضل، النتيجة الطبيعية هتكون الرجوع
للخلف.
٧. تغييرات شكلية لا جادة
من اكتر الفترات اللي استفدت فيها في حياتي العملية هي الفترة
اللي اشتغلت فيها account engagement manager. الشغلانة دي هدفها ببساطة اني أكون علي اتصال
دائم مع العملاء اللي بيستخدموا برامج الشركة عشان اضمن رضائهم عن الشركة و نحصل
علي شغل اكتر منهم و نقدر نتوسع و نكسب عملاء اكتر في المستقبل.
الكلام ده كان في الشركة ميم اللي فيها صاحب الشركة هو صاحب
الرأي الاول و الأخير في كل قرارات الشركة مهما كانت صغيرة، فقبل ما أقرر اني هنقل
للشركة دي، رئيس الشركة أقنعني و قاللي انهم محتاجين واحد في خبرتي عشان يحسنوا
مستوي خدمات الشركة و يستفيدوا من اللي اتعلمته في الشركة اللي كنت فيها قبل كده.
بصراحة كنت متحمس جداً و قررت اني انضم للشركة الجديدة و بسرعة
اتعلمت حاجات كتير عن البرنامج الأساسي اللي اغلب العملاء بيستخدموا و اكتشفت ان
البرنامج ده هايل و فكرته حلوة جداً بس فيه شوية مشاكل مختلفة بتأثر علي كفائته
عند استخدامه.
المهم في الفترة الأولي كان بيجي لي شكاوي كتير من العملاء و
انا كنت بحاول أهديهم شوية بوعود بحل المشاكل قريبا و ساعات كتير احاول اثبت لهم
ان المشكلة عندهم مش في البرنامج نفسه و كان صاحب الشركة مبسوط من أدائي في
التعامل بتاعي مع العملاء دول علي اساس اني عارف أهدي غضبهم، بس انا في نفس الوقت
كنت بحاول مع فريق العمل داخل الشركة اننا نحاول نرفع من جودة و كفاءة البرنامج و
حاولت اقدم اقتراحات و أفكار جديدة عشان نعمل ده و كنت بقدم المقترحات دي لصاحب
الشركة، و بصراحة كان بيتقبلها مني بابتسامة رقيقة بس في النهاية الإصلاحات كانت
في إطار محدود و ليس بالشكل اللي كنت أأمل فيه.
مع الوقت، تحسن اداء البرنامج المستخدم بدرجة طفيفة لم ترضي
العملاء و تصاعدت حدة الغضب عند الكثير منهم و انا في نفس الوقت بحاول استخدم نفس
الطرق لتهدئتهم بوعود غالبا ما لا تحقق او احاول اشرح لهم ان الخطأ من طرفهم في
محاولة لكسب المزيد من الوقت بدون اي تحسن حقيقي في الأداء الداخلي للشركة بالدرجة
اللي كنت بتمناها لتحقيق مستوي رضي اعلي للعملاء بتوعي اللي كنت شايف انه لا يتحقق
الا بتحسين مستوي جودة البرنامج المستخدم و ليس بالكلام و محاولات شرح الموقف لهم بطريقة
ظريفة.
فضلت في الموضوع ده حتي استقلت من الشركة. ايام العمل كلها كانت
شبه بعضها بتضيع في محاولات يائسة لتهدئة العملاء و محاولات اكتر يأسا لتغيير
النظام الداخلي للشركة بغرض حل المشاكل.
ما أراه حاليا في المشهد السياسي قريب جداً لما حدث معي في هذه
الشركة المصرية الأصيلة.
ما يحدث حاليا من النظام هو إدراكه للضغوط القوية عليه من الشعب
و إدراكه لكثير من الأخطاء و لكن لا نية جادة لإصلاح حقيقي للشأن الداخلي او ممكن
نقول هناك عجز عن التفكير في حلول جديدة لحل المشاكل الموجودة و كل ما تم عمله هو
إحضار اشخاص علي قدر من الكفاءة من خارج النظام لتحسين الصورة الخارجية كعصام حجي
و مصطفي حجازي علي سبيل المثال لمحاولة تهدئة الشعب و إقناعه ان الإصلاح قادم
قريبا و لكنه في المطبخ السياسي الوضع علي ما هو عليه مع عمل تغيرات طفيفة لم و لن
تؤتي ثمارها المرجوة عند الشعب.
٨. فريق الجودة (Qaulity Team)
بعد تخرجي من الكلية، اشتغلت و العياذ بالله software
developer. الشغلانة دي باختصار هي اني اشتغل في
بناء البرامج اللي تحقق اللي العملاء بتوع الشركة عايزاه.
لما ابتديت شغل، كان لكل مشروع، لازم يتكون فريق عمل من مدير
مشروع، software developers و quality engineers.
العلاقة بين ال software developers و ال quality engineers علاقة غريبة جداً بالنسبة للمجتمع المصري لإن ال quality engineers مطلوب منهم انهم يطلعوا المشاكل في المنتج اللي
بيشتغل عليه ال software developers.
الغريب ان اغلب ال developers كان عندهم اقتناع تام ان بتوع ال quality دول مالهمش لازمة و مش بيفهموا حاجة و بيعملوا
الشغل علي الفاضي و الأغرب من كده اني شفت ناس بتقول اننا المفروض منعملش اي testing و نخلي العميل يجرب اللي
بنعمله و بعدين نحل اي مشاكل يلاقيها بعد كده.
مع الوقت، اقتناعي بدور ال quality engineers كان بيزيد و حاليا انا مقتنع تماماً ان اي فريق
عمل من غير ناس بتطلع المشاكل في المنتج اللي الفريق بينتجه ميقدرش يطلع منتج
محترم يرضي الناس اللي بتستخدمه.
من اهم العوامل الي تخلي دور الناس بتاعة ال quality دورهم معمول صح انهم يكون عندهم مواصفات المنتج
اللي هيختبروه و تكون المواصفات واضحة و الا هتلاقيهم بيتخرعوا مواصفات من عندهم
بناء علي ميولهم و تفكيرهم و هتلاقيهم طلعوا مشاكل ممكن متكونش مشاكل أساسا.
ملحوظة مهمة، الشخص اللي بيقوم بدور بتاع ال quality، مش مطلوب منه
خالص انه يقول ازاي المشكلة تتحل و الحل دايما عند الفريق اللي شغال علي انتاج
المنتج المطلوب.
لو بصينا علي دور
الناس بتاعة ال quality في اي
منظومة في الحياة هنلاقي ان دورهم قوي و رأيهم مهم جداً في المنظومات الناجحة و
دورهم هامشي او غير مؤثر او مش موجود في المنظومات الفاشلة.
٩. Tech Leads
في شغلتنا بتاعة ال software development، غالبا المنتج
النهائي بيكون اشتغل عليه ناس كتير بخبرات و مهارات مختلفة.
كل واحد في فريق العمل بيكون عنده أولوياته و اهتمامات مختلفة
بالنسبة للمنتج النهائي.
يعني مثلا، مدير المشروع بيكون اهم حاجة عنده انه يسلم المشروع
في الميعاد المحدد و بالميزانية الصح من غير تكاليف زيادة. الراجل ده غالبا بيكون
مش فاهم التفاصيل الدقيقة بتاعة المنتج النهائي علي عكس المبرمج مثلا اللي بيكون
مركز اكتر في التفاصيل الدقيقة في الأجزاء اللي هو شغال عليها و غالبا بيكون مش
عارف اي حاجة بتحصل بره الجزء الخاص بيه.
من اكتر الحاجات الظريفة اللي بتحصل عادة هي الأحاديث اللي
بتحصل بين الناس اللي شايفة اجزاء من المشروع بعدسة مكبرة و الناس اللي شايفة
الصورة الكبيرة و مش بتركيز في التفاصيل و غالبا لما بيجيبوا الاتنين دول مع بعض
في اجتماع معين، بتحس ان الشخص الخبير اللي شايف التفاصيل الدقيقة بالنسبة للشخص
الاخر كإنه بيتكلم كلام مالوش معني و ساعات بيحس انه بيتكلم لغة تانية.
الموضوع ده مشهور جداً في المجال بتاعي و عشان كده اخترعوا
شغالنة اسمها technical lead و
غالبا شغلة الراجل ده بتنحصر بين انه يقعد مع الناس اللي مالهاش في التفاصيل و
يحاول يشرح كلامهم للناس بتوع التفاصيل و العكس صحيح، و بمعني أصح بيقوم بدور
المترجم بين النوعين دول.
من غير الشخص ده، الناس المختلفة مبتعرفش تكلم بعض او بيحسوا ان
كل طرف غبي و مبيفهمش.
في الحياة العادية، بيحصل زي كده و اكتر.
No comments:
Post a Comment