Google Analytics

Wednesday, 4 February 2015

رسالة إلى البابا تواضروس

9 يناير 2015

دي رسالة شخصية كتبتها في مارس 2014 و أرسلتها للبابا تواضروس عن طريق كذا شخص بس معرفش هي وصلت ولا لأ و لو وصلت, حد قرأها ولا لأ بس الاكيد إن محدش بص ليها بعين الاعتبار فقررت إني اعرضها للجميع لعل و عسي يصل كلامي للمسؤولين في الكنيسة لأني اري إن الوقت ده حرج جدا و لابد من تحرك سريع من قيادات الكنيسة خاصة بعد المهازل اللي بقينا بنشوفها كل شوية من بعض رجال الكنيسة اللي نتايجها أكيد هتكون سيئة على الكل.
-----------------------------------------------------------------------------------
رسالة إلى البابا تواضروس:
احب أن أبدأ رسالتي إلى أبي الروحي واب جميع الاقباط في مصر والمهجر بتعريف نفسي. أحب أن أعرف نفسي بأني إنسان مسيحي من أسرة علمتني من صغري محبة المسيح ولكني في الفترة الأخيرة اشعر بالصدمة والعثرة مما يحدث حولي من أغلب الشعب المسيحي بما فيهم بعض قيادات الكنيسة.
ما أراه باختصار إن أهم دعائم التي تقوم كنيستي عليها ليس لهم وجود حاليا بين أغلب المسيحيين وهنا اقصد حياة التسليم والايمان التام إن الحارس هو الله والمحبة وعدم الخوف من أي قوة بشرية , ومن خلال مناقشتي مع معارفي وأصدقائي يتضح تماما إن السبب الرئيسي لهذا هو حالة الخوف الرهيبة التي أصيب بها أغلب الشعب المسيحي من التيار الاسلامي.
من نتائج هذا الخوف الرهيب:
- وجود حالة مخيفة من التحفز والشماتة ضد الطرف الاخر
- الشتيمة وخطاب الكراهية للطرف الاخر
- تبرير أي اخطاء فادحة من النظام الحالي مع وجود الأدلة الدامغة على هذه الأخطاء
- الارتماء في أحضان النظام الحالي بإعتبار إنه الطرف الذي يقدر ان يحمينا من اعدائنا بغض النظر عن اخطاؤه الواضحة.
من وجهة نظري كل هذه المظاهر لا تمت بصله للايمان المسيحي الصحيح. واكاد اجزم ان الخوف هو الدافع الأساسي من وجهة نظري بعد تحليلي ومناقشتي الطويلة مع ناس مختلفة.
بعد تفكير كتير في ما يحدث حولي من مظاهر بعيدة كل البعد عن ايماني المسيحي الذي اعتز وافتخر به, اعتقد إنه لا يمكن ان نلوم أفراد الشعب لأنه تابع للقيادة الكنسية من كهنة ورهبان وأساقفة . اعذرني يا ابي الحبيب ولكن مايرن في عقلي الآن هو الأية “أضرب الراعي فتتبدد الرعية ”. للاسف القيادة الكنسية من وجهة نظري المتواضعة هي المسؤولة عن هذه الحالة المخيفة من الخوف والكره بين أغلب المسيحيين.
أنا لست مؤيد للتيار الاسلامي بأي شكل من الاشكال, ولكني مؤمن تماما إن القانون لابد ان يطبق على الجميع بنفس المعيار وهذا شيء لا أراه من النظام الحاكم وأكبر مشكلة بالنسبة لي كشخص مسيحي هو دعم الكنيسة لهذا النظام الظالم. أنا مؤمن تماما بمقولة السيد المسيح لما قال “اعطوا ما لقيصر لقيصر واما لله لله “ بمعني إني لابد ان اثق في وصايا ديني من محبة اعدائي وتسليم حياتي كلها للمسيح وفي نفس الوقت لابد ان اطالب الدولة بتطبيق القانون بطريقة سليمة حتى تستقيم الأمور في بلدي.
أنا كنت من أكتر المتفائلين بكلام قداستك بعد اختيارك بطريرك على مصرعندما اعلنت إن الكنيسة دورها روحي وفي بعض الأحيان اجتماعي وليس سياسي, ولكني الآن أسمع وأرى عكس ذلك تماما. قد يكون هناك ضغوط على الكنيسة من النظام الحاكم ولكنه ليس عذرا لهذا لأن ايماننا إن القادر على حمايتنا هو الله وملعون من اتكل على ذراع بشر.
من أكتر الشخصيات المسيحية المعاصرة التي أرى فيها الشخص المسيحي الحقيقي هي الام المسيحية التي فقدت ابنتها على يد الارهابيين في كنيسة الوراق عندما غفرت لهم وسامحتهم على قتل ابنتها وأكيد المسيح مديها أحلى تعزية عشان هي مؤمنة إن بنتها في مكان أفضل مع المسيح. أعلم إن أكيد فيه ناس كتير عندها نفس ايمان هذه السيدة ولكن يحز في نفسي حالة الكره والخوف عند بقية المسيحيين.
اعتقد انه واجب على الكنيسة ان تدرك خطورة الوضع الحالي وأتمنى من قداستك عمل اللازم لتدارك الأخطاء التي حدثت في الماضي. إني أرى أهم شيء ان تتوقف قيادات الكنيسة عن التصريحات السياسية التي اثبتت ان نتائجها عكسية على المدى الطويل وعدم توجيه أي من أفراد الشعب لأي طرف سياسي والتفرغ الكامل للصلاة من اجل بلدنا. وكذلك التأكيد على ان الكنيسة لا ترضى بقتل أي إنسان مهما كان بغير القانون حيث إن مسيحيين كثيرين اصبحوا لا يبالون بدماء تسال في مصر في حالة ثبوت إن الطرف المخطئ هو النظام الحالي وهذه خطية كبيرة عندما نجد مسيحيين يرتضون ويفرحون في بعض الأحيان بقتل أي إنسان بسبب انتمائه الفكري وفي معظم الأحيان يكون القتل غير قانوني وبهدف الانتقام و ناس كتير تعلم هذا وموافقة على هذا الاسلوب البعيد كل البعد عن ايماننا المسيحي.
اخيرا, حتى لو اعتبرنا إن كل كلامي هو افتراء وليس له أي أساس من الصحة, فمن الممكن ان تنظر الي كخروف ضال اهتزت نفسيته من مايراه حوله من أفعال تكسر كل ما يؤمن به من صغره واعتقد إن هناك غيري من المسيحيين الذين عندهم نفس المشاعر ومن المهم محاولة اقناعهم حتى لا يبعدوا عن الكنيسة اللي طالما تربوا وعاشوا فيها منذ طفولتهم.
ملحوظة صغيرة, أنا انتمي لجيل لا يعرف الطاعة العمياء والمنطق هو السبيل االوحيد لاقناعه، و حتي لو هناك أشياء صعبة الفهم, فبولس الرسول اعطى لنا مثلا في تبسيط الأمور الصعبة لما قال "وصرتم محتاجين إلى اللبن، لا إلى طعام قوي"
أتمنى ان تصل رسالتي هذه لقداستك وتجد نعمة لديك عند قرائتها.

No comments:

Post a Comment