Google Analytics

Tuesday 3 February 2015

معالي الباشا بالانجليزي - Your Good Self

5 ديسمبر 2014

كنت قاعد مع واحد صاحبي هنا في كندا و كان بيحكي عن الشغل بتاعه أيام ما كان في مصر و كان شغال في شركة تتميز بالطابع المصري الأصيل اللي اغلبنا عارفه. في الشركة دي صاحب الشركة بالنسبة للعاملين حاجة فوق البشر ومستحيل أي حد يكلمه من غير القاب أو يبعت له email من غير ما يخاطبه بكلمة حضرتك أو أي كلمة من مشتقاتها.
مرة كان فيه موظفة عايزة تكتب email بالانجليزي و تبعته لصاحب الشركة مع كذا واحد تاني في اوروبا عشان هيشتروا حاجات من شركة اجنبية و قعدت محتاسة فترة طويلة عشان مش عارفة تترجم إزاي تخاطب صاحب الشركة بنفس الطريقة اللي بتخاطبه بيها بالعربي و أو بمعنى الصح مش قادرة تخاطبه بكلمة "You" عشان الكلمة دي من وجهة نظرها بتقلل من قدره. و قعدت هي و زمايلها يدوروا على كلمة مناسبة يكتبوها في الemail.
بعد معاناة طويلة من البحث على الانترنت و سؤال ناس كتير, توصلت الموظفة دي لكلمة أول مرة أسمع عنها و هي "Your good self" و دي كانت بالنسبة لها انتصار كبير عشان هتعرف تبعت الemail من غير ماتخاطب صاحب الشركة زي أي واحد تاني وتقوله "You".
أنا قلت ادور على أصل الكلمة دي و اكتشفت إن الكلمة دي مش موجودة في الانجليزي اللي بيتكلموا بيه في انجلترا أو امريكا و لقيت إن دي كلمة اخترعها الهنود عشان نفس الهدف وواضح إنها مستعملة كتير هناك.
اللي أعرفه عن صاحب الشركة دي إنه هو كمان كان بيستخدم نفس الالقاب لما بيخاطب أي حد من رجال الدولة المهمين و كان متعود يكتب شعر لرجال الدولة الكبار مستخدما كل الالقاب اللي من نوعية "فخامتك" و "معاليك" و الحاجات دي طبعا مرفقة بشيكات مالية عشان يمشي أموره في شغله.
أنا لما عرفت القصص دي, افتكرت الشغل اللي أنا كنت فيه وإزاي لما دخلنا الشركة, كنا بنقعد مع صاحب الشركة ونهزر معاه ببساطة من غير تكليف ولما كبرنا في الشركة و يجي موظفين جداد و يكلمونا بالالقاب زي "حضرتك" و الحاجات دي, كنا بنقلهم ملوش أي لازمة الموضوع ده وكلنا زي بعض و اعتقد إن دي كانت من اهم أسباب نجاح الشركة دي و إحساس كل واحد إن دي شركته مش موظف عادي بيؤدي وظيفته وخلاص.
القصة دي كلها هدفها إني عايز اوضح إن فيه عالمين من البشر في مصر. الاغلبية عايشة أسيرة أفكار قديمة انتهت من زمان و اثبتت فشلها في الادارة و نتائجها سلبية على الاغلبية بس الناس شايفاها حاجات طبيعية و ميعرفوش أي حاجة غيرها و بيشوفوا إن اللي ميعملش كده يبقى قليل الادب أو مش متربي أو أي وصف مش كويس ومؤمنين بمقولة "اللي ملوش كبير يشتريله كبير". في المقابل عالم تاني جديد ينتمي ليه مجموعة تانية من الناس عايشة باسلوب مختلف تماما و يرى إن الجميع سواء ومفيش فرق بين أي حد وأي حد تاني غير بمعيار الكفاءة. العالم الجديد ده يمكن يكون جديد في مصر بس في الحقيقة هو مش جديد في أي حتة متقدمة و اثبت نجاحه في أي مكان يطبق فيه.
اللي بيحصل في مصر دلوقتي هو صراع بين العالمين دول. عالم اتربي على عادات وأفكار انتهت من زمان عايز يحافظ على كل اللي اتعلمه وعالم تاني عايز يشد المجتمع للامام و رافض لكل شيء قديم اثبتت التجربة فشله بدل المرة ألف و سيستمر الصراع حتى ينتصر الجيل صاحب الافكار الصحيحة.
اللي عايز اقوله برضه إننا لازم نفهم إن الناس اللي ضد بعض هي مش بتعمل كده عن قصد. هي بتعمل اللي شايفاه صح ومتعرفش غيره و طول عمرها عايشة بالطريقة دي. و دي حاجة لازم أي واحد يحطها في دماغه عشان يعرف يتعامل مع غيره المختلف معاه في الرأي أو وجهات النظر.

‫‪#‎Your_Good_Self‬
‫#‏معالي_الباشا


No comments:

Post a Comment