Google Analytics

Monday 30 March 2015

عن حرب اليمن - كلاكيت تاني مرة

30 مارس 2015


أولا اشكر كل واحد شارك في استطلاع الرأي السريع ده اللي أكيد مش معبر عن أي حاجة عامة و لكنه بيديني اشارة بسيطة لاراء الناس اللي من دايرة معارفي أو على الاقل الناس اللي من خلفيات مقاربة ليا.


اغلب الكلام على حرب مصر في اليمن ينحصر حول 3 تبريرات:
- مصر بتدفع فاتورة المساعدات السعودية أو الخليجية في الفترة السابقة بعد عزل مرسي و ده متفق مع كلام السيسي لما قال "مسافة السكة" لو فيه خطر على أي دولة عربية في اشارة منه للدفاع عن أي دولة عربية.
- مصر رايحة اليمن عشان تؤمن مضيق باب المندب حتى لا تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس
- مصر رايحة اليمن عشان تحد من الخطر الشيعي في منطقة الخليج العربي و ده معناه.
اغلب المشاركين في استطلاع الرأي ده قالوا إن السبب الحقيقي هو السبب الاول و أنا شخصيا متفق مع الرأي ده بس للاسف الرأي ده يعني بكل بساطة إن مصر لا تمكن اتخاذ قراراتها بنفسها و لو حصل تدخل بري, مصر هتدفع تمن الفلوس اللي اخديتها من الخليج بدم الجنود المصريين اللي هيروحوا هناك و التجربة السابقة في اليمن تؤكد إن لو حصل تدخل بري, الخسائر المصرية هتكون كبيرة جدا خاصة إن القوات المصرية مش مدربة على القتال في الطبيعية الجبلية كطبيعية اليمن.
الاقلية اللي شاركت في الاستطلاع ده شايفة إن السبب هو تأمين باب المندب و ده اعتقد إنه تبرير يقوله الناس حتى لا تتحطم الصورة الجميلة للسيسي لديهم. من وجهة نظري إن هذا السبب مالوش أي أساس من الصحة عشان معروف إن باب المندب مؤمن تماما بقواعد بحرية فرنسية و امريكية بعد حدوث عمليات القرصنة البحرية الصومالية.
الاختيار التالت و هو السبب الطائفي من وجهة نظري لو أي حد شايفه سبب مقبول, فهو بكل تأكيد لا يدري خطورته لأن إذا رأينا إنه سبب مقبول, فكيف نطالب بدولة مدنية تحترم جميع المعتقدات و تحترم جميع البشر بدون النظر للاديان؟؟ كيف اري إن الحرب طائفية في اليمن و اتوقع ان تعيش الأقليات الدينية في مصر في امان؟؟ لو كان السبب طائفي, فلماذا يقف النظام المصري مع نظام الأسد العلوي (القريب من الشيعة) في مواجهة داعش السنية و إذا كان النظام المصري ضد داعش, فكيف تتحالف داعش مع مصر في التحالف العربي ضد الحوثيين الشيعة؟؟ اعتقد إن هذا التبرير القائم على الطائفية القذرة للاستهلاك المحلي لجذب تأييد المتطرفين السلفيين و لكن للاسف اري مصريين اخرين يقبلون هذا التبرير و هذا يدل على عدم ادراكهم لخطورة هذا التوجه على المصريين نفسهم قبل أي شيء آخر.
للاسف, أنا حزين جدا إن يصل الحال بمصر (اكبر دولة في المنطقة في السابق) لهذا الحال الذي يدفعها للدخول في حرب لا تعنيها من قريب أو بعيد و السبب هو سياسة الشحاتة التي لا يعرف النظام المصري غيرها لإنه لا يملك القدرة على اقرار نظام محترم يعتمد على ثروات البلد الحقيقية و الكثيرة و لكنها للاسف مهدرة و منهوبة من مجموعة من الحرامية الذين لا يهمهم غير مصالحهم الشخصية و في داهية الشعب المصري المطحون.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10155362734720029&set=a.10152265179420029.929001.800220028&type=1&theater

Thursday 26 March 2015

هو امتى عيد القيامة؟؟

26 مارس 2015

من اوائل الاختلافات اللي حدثت بين الكنائس في العالم هو تحديد ميعاد القيامة. حدث هذا في القرن الثاني عندما قررت كنائس اسيا الصغرى (تركيا حاليا) و سوريا و اجزاء من العراق بالاحتفال بصلب المسيح و قيامته يومي 14 و 16 ابريل بغض النظر عن موضعهما من الاسبوع يعني ممكن ميكونش يومي الجمعة و الاحد و قالوا انهم اخذوا هذه القاعدة من الرسولين يوحنا و فيلبس لكن كنيسة الاسكندرية كانت شايفة إن لابد ان يكون تذكار الصلب و القيامة يومي الجمعة و الاحد و قالوا إن القاعدة دي من الرسولين بولس و بطرس و اختاروا أول جمعة و أحد بعد 14 ابريل ليكون تذكار الصلب و القيامة.

وقتها ماكانش فيه طوائف زي دلوقتي و فضلت كل مجموعة بتحتفل بذكري القيامة بالطريقة اللي شايفاها صحيحة حتى اجتمع مجمع نقية في القرن الرابع و قررت الكنائس ان تقوم كنيسة الاسكندرية بتحديد ميعاد القيامة و ده عشان الاسكندرية كانت متقدمة في علم الفلك و فضل الموضوع ده مستمر لغاية ما جه البابا جريجوري الثالث عشر سنة 1582 و غير التقويم المستخدم من اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر) للتقويم الجريجوري نسبة ليه.

الفرق بين التقويم الجريجوري عن اليولياني بكل بساطة إن البابا جريجوري رأي إن التقويم اليولياني مش مضبوط عشان المفروض الربيع يبدأ يوم 21 مارس و هو اليوم اللي يتساوي فيه الليل مع النهار و لكن في وقتها (1582) كان تساوي الليل مع النهار يحدث في 11 مارس فقرروا  استقطاع عشرة أيام من سنة 1582م ، فجعل يوم الجمعة الخامس من أكتوبر يساوي يوم الجمعة الخامس عشر من اكتوبر يعني الناس ناموا يوم الجمعة 5 اكتوبر صحيوا يوم السبت 16 اكتوبر و طبقت فرنسا و ايطاليا و اسبانيا و البرتغال هذا التغيير و تبعتها بقية دول العالم حتى طبقته مصر في سنة 1913 وقت الاحتلال الانجليزي و استمرت الكنيسة المصرية في استخدام التقويم القديم و عشان كده بقي فيه فروقات بين الكنيسة الغربية و الكنائس الشرقية.

حصلت محاولات توحيد الاعياد بين الكنائس أشهرها سنة 1997 لما اجتمعت الكنائس في حلب بسوريا و حاولوا يوحدوا الطريقة المستخدمة في حساب يوم أحد القيامة بس طبعا كل كنيسة تمسكت برأيها و فشلت المحاولة دي و حاولوا مرة تانية في 2008 و 2009 بس برضه اتفقوا علي الا يتفقوا كالعادة.

اللي يغوص في التاريخ و الفروقات بين الكنائس أو المذاهب هيلاقي إن خلاف صغير حدث في الماضي بيكبر مع الوقت و في الاخر الخلافات بتزيد مع الوقت مع إن الهدف واحد دايما بس حب الزعامة بيقف عائق امام توحيد الاشياء البسيطة عشان يفضل كل واحد شايف إنه الصح.

اتمني إن اري اليوم اللي يتفق فيه الناس على أي حاجة بسيطة حتى لو كان توحيد ميعاد الاحتفال بأي عيد.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155348680950029

Thursday 19 March 2015

المسيحيين بيقولوا "لأ" فإحنا هنقول "نعم" - عن استفتاء مارس الكارثي

19 مارس 2015

في ذكري استفتاء مارس 2011 اللي ابتدينا معاه المهازل السياسية اللي مستمرة حتى الآن, بفتكر اللي حصل فيها و كمية الهبل اللي شفته من كل الاطراف تقريبا, بس بحكم إني مسيحي, ركزت أكتر مع اللي عملته الكنيسة ايامها و عرفت نتيجة الاستفتاء مسبقا قبل اعلان النتيجة بعد ما شفت الشحن اللي عملته الكنيسة للاقباط عشان يقولوا لأ للتعديلات الدستورية و خاصة إني شفت فيديو كارثي للانبا رافائيل من كنيسة العذراء مدينة نصر بيزق الناس عشان ينزلوا و يقولوا لأ (الفيديو في أول تعليق) و طبعا الجوامع ماسكتتش و شحنت المسلمين لقول "نعم" عشان هوية مصر ماتضيعش و الكلام المحفوظ ده اللي كان أحد اسبابه اللي الكنيسة قالته للمسيحيين. 

أنا طبعا لما شفت الكلام ده, عرفت على طول إن الاستفتاء ده هيعدي بنتيجة كبيرة لإني عارف إن فيه مصريين كتير بيشوفوا المسيحيين بيقولوا إيه و بيعملوا عكسه تماما و حصل اللي توقعته و كذا واحد اعرفه قاللي بعد الاستفتاء إنه سمع ناس واقفة في طابور الاستفتاء و بيقولوا انهم هيقولوا "نعم" عشان الكنيسة بتقول "لأ". هو ده الواقع اللي كلنا عارفينه إن فيه ناس كتير من النوعية دي. 

المهم طلعت نتيجة الاستفتاء بالنتيجة المقرفة دي و أنا مازلت مقتنع إن الكنيسة بدورها في توجيه المسيحيين كانت من أحد العوامل اللي رفعت نسبة "نعم" قدام نسبة "لأ" و معاهم الكلام عن الاستقرار اللي لسة المصريين بيدوروا عليه مع كل استفتاء أو انتخابات من ساعتها. 

بعد الاستفتاء, حاولت اوصل لأي حد من الكهنة عشان افهمه إن اللي بتعمله الكنيسة مش صح و نتايجه بتكون سيئة و فعلا كلمت كذا كاهن و مسيحيين كتير عشان أحاول افهمهم إن الاسلوب ده مش صح بس طبعا كانت ردود الافعال إني مش فاهم حاجة (زي اللي بيتقاللي اليومين دول) و إن المسيحيين لازم يكونوا كتلة واحدة و إن المسيحيين في ايدهم يوقعوا أو ينجحوا أي حاجة بتكتلهم ده (شوف الصدف يا مؤمن, الاخوان بيقولوا كده برضه على المسيحيين), و من ساعتها وانا عمال اهاتي و لا حياة لمن تنادي.

الصراحة استفتاء مارس كان أول أول درس ليا عشان ابتديت افهم اللي بيحصل في مصر و دور الدين الكارثي في تفريق الناس عن بعض و استخدام السلطة للدين لتفريق الناس عن طريق مبدأ "فرق تسد" الشهير.

الحمد لله السيسي حل كل المشاكل دي و بقى الجامع و الكنيسة بيقولوا اللي هو عايزه و ريحنا من وجع القلب ده و صالح الكنيسة على السلفيين و اصبح السلفيين فصيل وطني اصيل في نظر الكنيسة و انضم الاقباط لحزب النور عشان حزب النور يدخل البرلمان و الاستفتاءات و الانتخابات رجعت للارقام الحلوة بتاعة زمان ام 97% و الحاجات الجميلة دي بتاعة زمن الماضي القذر الجميل.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155318791430029

Saturday 14 March 2015

عن المؤتمر الاقتصادي

14 مارس 2015

بمناسبة المؤتمر الاقتصادي اللي شغال دلوقتي اللي واضح إنه تنظيميا حاجة مشرفة بس هل تنظيم مؤتمر بدرجة جيدة كافي إني افرح فرحة زائدة و لا المفروض أكون حذر في ردود افعالي؟؟
السؤال ده بسأله لنفسي قبل أي حد, و للاسف الاجابة اللي دايما في دماغي هو إني معنديش ثقة في أي كلام بيتقال عشان ببساطة خبراتي السابقة مع النظام الحالي اللي اغلب حركاته كلام من غير مردود حقيقي على أرض الواقع.
كل ما أحاول اقنع نفسي إن الناس دي تنفع تدير الدولة (لو جاز تسمية مصر حاليا بالدولة), عقلي يفكرني بحاجات كتير حصلت و كلام كتير اتقال للشعب و مفيش أي حاجة منه حصلت. على سبيل المثال لا الحصر:
- إعلان القضاء على فيروس سي و الايدز عن طريق جهاز يحول الفيروسات لكفتة يتغذي عليه المريض.
- طلب التفويض من الشعب للقضاء على الارهاب.
- شحن رهيب للشعب للموافقة على دستور بحجة إنه سيقضي على الاخوان.
- شو اعلامي عن طريق ماراثون للدراجات و خطبة عظيمة عن توفير الطاقة باستخدام الدراجات.
- الاعلان عن مشروع مليون وحدة سكنية للشباب بتمويل اماراتي.
اتذكر كل الاحداث دي و اري نفس إحساس الفرحة و الانتصار في كلام الناس يعقبه إحباط طبيعي لأن كل ما قيل من قبل يتضح إنه وهم و لا أساس له من المنطق.
السؤال اللي برضه بسأله لنفسي, "أنت ليه فاقد الثقة في النظام الحالي؟". الاجابة بتكون سهلة برضه و ده ليه عدة اسباب:
- من خلال خبرتي العملية و شغلي و دراستي, اتعلمت إن اسلوب الادارة الناجح هو اسلوب مختلف عن الطريقة التي تدار بها الدولة المصرية. طريقة الادارة المصرية اشبه بما يسمى ال Family business اللي فيه أصحاب العمل من نفس العائلة و يدار الكيان بالبركة كأي محل عطارة من بتوع زمان. ما تعلمته في حياتي العملية (سواء داخل أو خارج مصر) يؤكد لي إن الاسلوب المصري الحالي هو اسلوب انقرض من زمان و أكبر دليل على كلامي كل التسريبات اللي سمعناها من مكتب السيسي اللي بتوضح العقلية القاصرة اللي بتحكم مصر.
- لو افترضنا حسن النية (و دي حاجة مش مؤكدة) و قلنا إن السيسي نيته كويسة و عايز مصلحة مصر, هل من الطبيعي افتراض إن السيسي اله لا يخطئ؟؟ المنطق يقول لأ لانه بشر و البشر يخطئون. نسأل نفسنا سؤال تاني, هل لو حدث أي خطأ في إدارة أي مشروع من المشاريع الاقتصادية (اللي المفروض هتيجي), هل هناك أي حساب للمخطئ؟؟ الاجابة من كل الاحداث السابقة هي لأ. مفيش حد بيتحاسب على أي حاجة و أنا اقصد المسؤولين الحقيقيين و ده بكل بساطة عشان مفيش قانون يطبق و انعدام وجود المعارضة اللي دورها اساسي و مهم في أي كيان محترم يطلب التقدم حتى يستطيع تصحيح اخطاؤه اللي بتحصل و هتفضل تحصل عشان دي طبيعة البشر.
- ثالثا و ده الاهم هو تاريخ النظام الحالي من وعود في الهواء لا اثر لها في الواقع. كيف لي ان افرح بكلام لا المس نتيجته في الواقع؟؟ للاسف انعدمت الثقة بيني و بين النظام الحالي من زمان بسبب الأمثلة اللي ذكرتها قبل كده. عارف إن فيه ناس هتقولي إن السيسي عمل إنجازات زي إنه بيرصف طرق أو بيعمل كباري بس أنا للاسف لا استطيع تسمية هذه المشروعات إنجازات بأي شكل من الاشكال لإنها على مقياس أي دولة طبيعية في العالم لا تعتبر إنجازات.
امبارح كنت بتكلم مع أحد الاصدقاء اللي عايشين في مصر و كان بيقولي إن لو أي حاجة في مصر ليها سكة عشان تخلص, يبقى مفيش مشكلة. طريقة التفكير دي طريقة فرضها عليه الواقع المصري القذر اللي قلل من سقف طموحات المواطن المصري اللي وصله إن أي ورقة تخلص بواسطة أو برشوة يبقى شيء جميل مع إن الطبيعي في أي دولة إن المواطن المفروض يعرف يخلص أي ورقة أو طلب في اقل وقت و من غير لف و دوران. أنا للاسف عايز اعامل مصر كدولة طبيعية و عشان كده مش عارف اقتنع باللي بيحصل في مصر بعكس مصريين كتير استسلموا للامر الواقع و رضيوا بقليلهم اللي مع الوقت بيقل كل فترة زي دول كتير كانت كويسة زمان و دلوقتي بقى حالها لا يرثي لها.
اخيرا, أنا أتمنى إن كل توقعاتي تطلع غلط بس الحقيقة إن كل حاجة توقعتها قبل كده حصلت و لو حد فرحان بالكام مليار اللي مصر لمتهم من دول الخليج فيما يشبه النقطة في فرح بلدي, فأنا كمان مش عارف افرح بدي كمان عشان بكل بساطة مصر وصلها أكتر من اللي لمته بكتير الفترة السابقة و محدش شاف أي حاجة اتغيرت في حياتهم.

Wednesday 11 March 2015

في انتظار اثناسيوس القرن الحادي و العشرين

11 مارس 2015

في الفترة الأخيرة, صرت مهتما بطريقة اكبر بمعرفة تاريخ الكنيسة و قررت إن اقرأ أكتر عن فترات المسيحية المختلفة في مصر من أول القرن الاول حتى أيامنا هذه و اخترت كتاب تاريخ الكنيسة لابونا منسي يوحنا الذي رصد الكثير من الاحداث التاريخية للكنيسة القبطية و اري إن أي كتاب للتاريخ يوضح للقارئ إن التاريخ يعيد نفسه بطريقة مدهشة خاصة لو كتاب يحاول ان يكون موضوعيا بقدر الامكان كهذا الكتاب الذي قرأته.

الكتاب يرصد فترات قوة و ضعف الكنيسة الروحي و للاسف تغفل الكنيسة حاليا الاحداث المؤسفة في فترات الضعف الروحي (مع إني أرى انه مطلوب من كل شخص مسيحي ان يعرف إن الكنيسة بها نقاط مضيئة و نقاط سوداء كأي كيان بشري موجود في الحياة لأن بكل بساطة من يدير المؤسسة الدينية هم بشر و لا يوجد إنسان بشري على الارض بلا اخطاء).

من النقاط المضيئة التي رصدها الكتاب هي فترات النهضة الحقيقية للكنيسة المصرية و من وجهة نظري فترات النهضة الحقيقية حدثت حينما اهتمت الكنيسة بالتعليم و خاصة في فترة ازدهار مدرسة اللاهوت في الاسكندرية في القرون الاولى و من اشهر معلميها العلامة اوريجانوس (الذي اعتبره قديس عظيم و ليس مهرطقا كما يعتقد الكثيرين من المسيحيين حاليا) و الانبا اثناسيوس الرسولي (بابا الاسكندرية العشرين) و غيرهم من معلمي هذه المدرسة العظيمة (في وقتها) حتى تم غلقها لاسباب غير منطقية من وجهة نظري و في رأيي بدأت الكنيسة في منحنى الهبوط مع اعتبار المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية و صار للكنيسة دور سياسي (سواء مؤيد و معارض للحكم) حتى جاء البابا كيرلس الرابع في فترة حكم محمد علي باشا الذي كان علمانيا بدرجة كبيرة فساعد هذا التوجه البابا كيرلس بالاهتمام بالتعليم و هو صاحب نهضة الكنيسة الروحية في عصرنا الحديث من وجهة نظري.

حاولت ان اجد كتب الاباء الأوائل ككتب اوريجانوس أو البابا اثناسيوس في مكتبات الكنائس العادية و لكني للاسف لم اجد أي كتاب لهما. كنت أعرف مسبقا إني لن اجد أي كتاب لاوريجانوس لأنه في نظر الكنيسة مهرطق (و هذا شيء خاطئ تماما لأن اباء كثر كرموه و منهم البابا اثناسيوس الرسولي الذي يعتبر تلميذ لاوريجانوس). عدم وجود أي كتاب لاوريجناوس لم يدهشني و لكن ما أدهشني بالفعل هو عدم وجود أي كتاب للبابا اثناسيوس الرسولي. حدث هذا خلال رحلتي الأخيرة لمصر في اكتوبر الماضي.

بعد رجوعي كنت اتحدث مع أحد اصدقائي عن فشلي في الحصول على أي كتاب للبابا اثناسيوس و لكنه قال لي إن هناك مركز مسيحي يقوم بـطبع كتب الاباء الأوائل ككتب البابا اثناسيوس و اعطاني الموقع الالكتروني لهذا المركز و حصلت على كتابين للبابا اثناسيوس قرأت منهم كتاب واحد حتى الان. الكتابين هم:
- ضد الوثنيين. مفهوم من عنوانه إن البابا اثناسيوس كتبه للرد على ادعاءت الوثنيين ضد المسيحية.
- تجسد الكلمة. و هذا الكتاب يعتبر جزء تاني للكتاب الاول و هو موجه لليهود و اليونانيين الوثنيين لاقناعهم بالعقيدة المسيحية.

ما قرأته حتى الان هو كتاب تجسد الكلمة و هو كتاب من وجهة نظري كتاب مليء بالمنطق و الفلسلفة المسيحية العقلانية (التي افتقدها كثيرا في أيامنا هذه). الكتاب بكل اختصار يرد على اليهود من كتب اليهود بما يدل إن كتب اليهود تتنبأ عن المسيح الذين ينتظرونه و يرد على اليونانيين الوثنيين و يوضح لهم إن الهتهم عبارة عن مخلوقات لا يمكن ان تكون هي الاله الحقيقي. الكلام في مجمله لا يحمل الجديد لي و لكني خرجت بنقطتين هامتين بعد قراءتي لهذا الكتاب. ماخرجت به:

1. الكنيسة المصرية في العصور الاولى كانت كنيسة قوية لانها كانت قائمة على اباء عندهم من العلم و المنطق ما كان يمكنهم من الرد على كبار الفلاسفة في عهدهم. كانت الكنيسة المصرية محظوظة في وجودها مركزها في الاسكندرية التي كانت عاصمة العالم في الثقافة و العلوم و الفلسفة و اخرجت لنا كنيسة الاسكندرية في هذه الفترة قديسين بحجم البابا اثناسيوس و العلامة اوريجانوس ويظهر اثرهم في كتبهم المليئة بالكنوز المسيحية الحقيقية (التي للاسف لا تلقي اهتماما مننا الان) التي كانت من أهم الاسباب في انتشار المسيحية في اوروبا و الشرق. طبعا بولس الرسول هو الفيلسوف الاول للمسيحية و اسهمت الكنيسة المصرية في العصور الاولي في نشر المسيحية عن طريق هؤلاء الفلاسفة كاثناسيوس و اوريجانوس. 

الحقيقة إن كتاب تجسد الكلمة اثبت لي إن الكنيسة المصرية تمر بنفس فترات الضعف الروحي التي مرت به الكنيسة في فترات مشابهة و كم اتمني ان اجد اثناسيوس جديد يقدر ان يجادل غير المسيحيين في زمننا هذا و أنا اقصد الملحدين و إلاادريين الذين يتركون الايمان لأنهم لا يجدون من يقدر ان يحاورهم بالمنطق و يثبت لهم خطأ طريقهم. للاسف تحولت الكنيسة في عصرنا هذا لما يشبه الدجل الذي كان منتشر في القرون الوسطى و اصبح اغلب ما اسمعه و اقرأه من اباء الكنيسة الحاليين كلام لا منطق فيه و كله غيبيات لا تقنع أي إنسان طبيعي في القرن الحادي و العشرين. 

2. في مقدمة كتاب تجسد الكلمة, وجدت ما كنت ابحث عنه و سمعت عنه من بعض الاصدقاء من سنين طويلة عن رأي البابا اثناسيوس في الخليقة المذكورة في التكوين. كنت أسمع إن البابا اثناسيوس يري إن قصة الخليقة المذكورة في التكوين قصة رمزية و فعلا رأيت هذا واضحا في كتابه تجسد الكلمة مما شجعني على البحث أكتر في هذا الموضوع (الذي اعتبره من اهم المواضيع التي تبعد الكثيرين عن الايمان). بعد بحث وصلت إن هناك اختلاف في توقيت كتابة التوراه و هناك أراء مختلفة. اغلب الاقباط يعلمون إن من كتب التوراه هو موسي و أدلتهم في هذا كلام الكتاب المقدس نفسه و ليس أي مرجع اخر. من وجهة نظري هذا الرأي يحتمل الصواب أو الخطأ خاصة اننا نعلم إن الوحي الالهي في عقيدة المسيحيين تختلف عن الوحي الالهي في الاسلام. الوحي الالهي في المسيحية هو إن الكاتب يكتب ما يكتبه بإرشاد الروح القدس و لكنه يكتبه باسلوبه الشخصي بناء على خبراته الشخصية و الطرف الموجه له الكلام.

هناك رأي اخر يرى إن التكوين كتب بعد سبي بابل في عهد يوشيا الملك. ما يدعم هذا الفكر إن اسلوب الكتابة في جزء الاول من التكوين من الخليقة حتى قصة نوح مختلف و تم استخدام كلمات مختلفة للفظ الله زي ايلوهيم و يهوه و هذه الالفاظ تعبر بشكل ما عن الفترة التي كان يستخدم فيها كل لفظ. السبب الاخر الذي يجعلني أميل لهذا الرأي هو إن قصة الخليقة تشبه في اجزاء كثيرة اساطير اشورية كانت منتشرة في نفس فترة سبي اليهود في بابل مما يشير إن من كتب الجزء المتعلق بالخليقة كان متأثرا بالأساطير التي كانت حوله.

عثرت على كاتب لبناني مسيحي أرثوذكسي اسمه كوستي بندلي يؤيد هذا الفكر و قرأت كتاب من امتع الكتب التي تكلمت عن قصة الخليقة و يشرح في هذا الكتاب كيف إن قصة الخلق اليهودية تختلف تماما عن الاساطير الاشورية و البابلية لأنها تضع الله في صورة الاله الواحد بعكس بقية الاساطير التي تصور تعدد الالهة و تصور كل إله بشيء من الطبيعة (كالماء و النار) بعكس الاله المذكور في التواره الذي خلق كل شيء من عدم. الكتاب فيه تفاصيل اكثر و انصح بقراءته. الكتاب موجود على الانترنت بعنوان "كيف نفهم اليوم قصة آدم وحواء".

من وجهة نظري خسرت الكنيسة الكثير عندما دخلت في خلاف مع العلم خاصة في موضوع التطور و التشبث بأن النظرية خاطئه و اتذكر جيدا ما قاله الانبا بيشوي إن هناك 600 عالم ضد نظرية التطور. كنت قد عملت بحث سريع و لقيت فعلا إن فيه علماء بنفس العدد ده تقريبا ضد النظرية دي و دول اسمهم Creationists على عكس العلماء اللي مقتنعين بنظرية التطور و دول اسمهم Evolutionists.
ده لينك فيه اسامي بعض العلماء دول:
الكلام ده بيقول إن الانبا بيشوي مقالش أي حاجة غلط بس هو في الحقيقة قال نص الحقيقة و ماقالش بقية الحقيقة و هو إن نسبة العلماء في امريكا اللي ضد نظرية التطور اقل بمراحل كثيرة من العلماء اللي مع نظرية التطور لحوالي 3% من علماء العالم اللي مؤيدين لنظرية التطور.
وهناك دراسة اخرى بتقول إن عدد العلماء اللي لهم علاقة مباشرة بعلوم الجيولوجيا و الاحياء في امريكا حوالي 480,000 عالم. فقط 700 عالم منهم ضد نظرية التطور وده معناه إن نسبة العلماء اللي ضد نظرية التطور اقل من 1%. 
اغلب العلماء ال Creationists بيعتمدوا على نظرية علمية أخرى اسمها Intelligent design (مش عارف ترجمتها إيه بالعربي) بس واضح إن النظرية دي مش منتشرة قوي و عليها ملاحظات كتير.
أنا شخصيا مش عارف معلومات كتير عن النظريتين دول لأن التعليم المصري الله يكرمه ريحنا و حجب عننا أي معلومة مفيدة عنهم و فهمنا إن نظرية التطور بتقول إن الانسان أصله قرد اللي هو للعلم كلام فارغ نظرية التطور مقالتوش.


اخيرا اشكر الظروف التي اتاحت لي قراءة كتاب مهم للبابا اثناسيوس الذي فتح لي أبواب للبحث و المعرفة التي تقنع عقلي و أتمنى ان اري اباء الكنيسة في قوة شخص عظيم كأثناسيوس الذي استطاع مواجهة العالم كله بمنطقه و فلسفته و علمه و ليس بالغيبيات التي للاسف اصبحت منتشرة كثيرا بيننا نحن الذين نعيش في القرن الحادي و العشرين!

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155283561945029

Tuesday 10 March 2015

من رحلتي للبنان

9 مارس 2015

على قد ما الواحد كان متشوق إنه يزور لبنان من كتر ما الواحد بيسمع عنها كتير, بس زيارتي للبنان كان ليها تأثير غريب عليا و خلتني أشوف الدنيا بمنظور تاني خالص مكنتش اتخيل إني هشوفه في حياتي و فسر لي حاجات كتير مكانتش مفهومة بالنسبة ليا.
ده يرجع لسبب واحد و هو إني عشت وسط اللبنانيين الحقيقيين مش الناس البلاستيك اللي موجودين على شاشات التليفزيون. الحياة في لبنان و خاصة برة بيروت حياة تانية محدش يقدر يعرفها حتى لو راح لبنان كسائح.
أكتر حاجة الناس سألتني عليها لما رجعت هي بنات لبنان بس أنا أكتر حاجة علقت معايا هي الطائفية القذرة اللي في كل مكان رحته في لبنان. على قد ما ربنا ادى لبنان طبيعة مميزة عن بقية الدول العربية, بس الطائفية اللي فيها خليتها بلد حالها لا يسر عدو ولا حبيب.
من الحاجات اللي حسيت إنها مشتركة بين اللبنانيين و المصريين هو حبهم للفرفشة حتى لو حالتهم كرب. الحاجة التانية اللي لقيتها عند اللبنانيين و موجودة عند المصريين هو انهم شايفين انهم اعظم امة في العالم و شايفين نفسهم أحسن ناس في الكون زي ما المصريين شايفين نفسهم برضه.
على قد ما أنا اتفستحت هناك في اماكن جميلة, على قد ما حزنت على البلد اللي عندها كل مقومات النجاح بس للاسف الطائفية دمرتها لدرجة إن لبنان وصلت لمرحلة إن اللبنانيين اللي عايشين خارج لبنان اضعاف اللي جوه لبنان.
من الحاجات القليلة اللي في لبنان و مش في مصر هو إن لبنان مفيهاش تحرش بعكس مصر و عشان كده فيه ناس فاكرة إن اللبنانيات أحلى من المصريات بس من وجهة نظري أنا شايف إن المصريات في نفس مستوى الجمال بتاع اللبنانيات بس الفكرة إن البنت في مصر مش بتقدر تعيش طبيعي كأي إنسان طبيعي و ده بينعكس على مظهرها الخارجي بالتأكيد.

Monday 9 March 2015

تجيبها كده تجيلها كده هي كده

9 مارس 2015

واضح إن الكلام اللي قاله توفيق عكاشة على خمسة خمسة عامل رعب للناس خوفا على السيسي. كلام عكاشة طلع بيخوف فعلا و الدليل اللي حصل في 13 13 2013. 

السيسي بالنسبة للكثيرين مهدد و شايل كفنه على ايده بس للاسف المؤمرات تحاك ضده من كل الاتجاهات خاصة امريكا اللي بتدعم الاخوان (مع إن السيسي شخصيا قال إن مصر حليف لامريكا). 

موضوع الكنيسة اللي الاقباط معرفوش يبنوها في المنيا مع انهم معاهم تصريح بالبناء اثبتت حاجة غريبة جدا و هي إن السيسي راجل محترم بس الدولة ضعيفة قدام السلفيين (مع إن السلفيين طول عمرهم معروف عنهم انهم كلاب النظام)

الاعلام مستقل و حر و القضاء شامخ و مستقل برضه في نظر الكثير و لما قلت إن فيه تسريبات بتقول إن الاعلام مسيطر عليه من الدولة و القضاء بيتحرك بتليفون من مكتب السيسي, كان الكلام ده كالهذيان بالنسبة للي بيسمعني. 

 ده ملخص اللي سمعته الكام يوم اللي فاتوا من كذا حد جوه و بره مصر. من الاخر, محدش يحاول يتكلم بأي كلمة على السيسي عشان الراجل ضحي كتير عشان مصر و ربنا يحميه عشان لو حصل له حاجة, البلد هتروح في داهية. 

محدش بيؤيد السيسي مستعد يعترف إن السيسي غلطان في أي حاجة. ده ملخص الحكاية كلها و لو فيه فشل يبقى بسبب الفساد اللي في كل حتة (باستثناء السيسي طبعا) أو للمؤمرات اللي بتحصل ضده من كل الاطراف على رأسهم امريكا أو بسبب الشعب البايظ العنصري الجاهل. 

ملحوظة غريبة, دي تقريبا نظرة الاخوان لمرسي مع اختلاف الاسماء. 


Tuesday 3 March 2015

الالش المصري على صليل الصوارم

3 مارس 2015

بقالي كام يوم بشوف التريقة المصري على اغنية صليل الصوارم و بصراحة عاجبني الالش المصري على الاغنية كعادة المصريين مع أي اغنية يعملها أي اهطل, بس كنت بصراحة مش عارف اميز كلام الاغنية و قلت على الاقل لازم افهم الكلام اللي المفروض إنه عربي وانا مش فاهم أكتر من نص الكلام.
اللي قدرت أفسره بعد معاناة هو أول جملة اللي بتقول "صليل الصوارم نشيد الاباة". الاربع كلمات دول عمري في حياتي ما استخدمت أي كلمة منهم غير كلمة "نشيد" و الكلمة دي حتى آخر علاقة ليا بيها كانت أيام المدرسة و نشيد الصباح و الكلام ده (أنا عارف إني شخص قديم). بقية الكلمات عمري ما سمعتهم في حياتي العادية.
لو استرجعنا أيام المدرسة و دراسة الشعر العربي القديم (اللي كنت شايفه مالوش لازمة و كنت بكرهه), ممكن نسأل و نقول استخرج موطن الجمال في الجزء ده, تلاقي الاكلاشيه المعتاد و يقولك الجزء ده فيه استعارة مكنية حيث شبه الشاعر صوت السيوف بنشيد من يرفضون الذل و هو بهذا يريد ان يحفز المستمع للقتال بتشبيهه لصوت السيوف بالنشيد العذب في اذن الاباة.
الصراحة ده كان كل علاقتنا باللغة العربية اللي من النوع ده و عمرنا ما اتكلمنا مع بعض بالطريقة دي و اعتقد إن اغلب المصريين اللي بيسمعوا الاغنية دي مش فاهمين تلات ارباع كلماتها.
الدواعش و اللي بيحترموهم دول ناس مالهمش علاقة بالمصريين و كل علاقتهم بالمصريين هو نفس علاقتي بدراسة اللغة العربية اللي كنت شايفها ضياع للوقت وانا بحاول اطلع مواطن الجمال في كلام واحد قاعد تحت نخلة و عمال يتغزل في واحدة مش عارف يشوفها و فرحان عشان تخينة و بيوصفها بخرساء الأساور عشان الأساور اللي لابساها مش بتشخلل و هي ماشية عشان الولية كانت تخينة و الأساور ماسكة على ايدها المليانة.
اعتقد إن الالش على صليل الصوارم أكبر دليل إن المصريين مالهمش أي علاقة بالقرف بتاع داعش واللي بيحترمهم.
كملوا الش يا رجالة و يا ريت حد يخترع لنا الة زمن نشحن كل الدواعش و اللي بيحترموهم على الجاهلية يقعدوا ينشدوا صليل الصوارم مع زمايلهم البدو اللي قاعدين يتغزلوا في الولية خرساء الأساور و يريحوا البشرية من التخلف و الرجعية اللي جايبانا ورا.

Monday 2 March 2015

الكنيسة و نشاطاتها المختلفة - هل هي نعمة ام نقمة؟؟

2 مارس 2015

كثيرا ما ادخل في نقاشات مع اصدقاء بإختلاف انتماءاتهم حول نشاطات الكنيسة القبطية المختلفة و في اغلب الأحيان يري من يناقشني إن ما تقدمه الكنيسة من نشاطات اجتماعية أو خدمية يعتبر من الاشياء الجميلة و لكني اري انه على العكس إن هذه النشاطات أضرت بالكنيسة و المسيحيين المنتمين للكنيسة اكثر من فائدتها. 

و احب اوضح وجهة نظري في بعض النقاط و لكني احب ان اوضح لماذا زاد دور الكنيسة في حياة المسيحيين في العقود الأخيرة حتى أكون منصف و موضوعي في عرض وجهة نظري. 

أيام جمال عبد الناصر, ماكانش فيه تمييز ضد الاقباط بدرجة كبيرة على الاقل في المدن الكبيرة وكان دور الكنيسة محدود جدا وينحصر في دور روحي فقط و الملاحظ في الفترة دي إن اغلب اسماء المسيحيين كانت اسماء عادية ممكن أي حد مسلم أو مسيحي يستخدمها. مع تولي السادات الحكم بعد عبد الناصر و دعمه للاسلاميين ضد انصار عبد الناصر, الطرف المسيحي كان من أكتر الاطراف التي تأثرت بالتمييز ده و الكنيسة كانت هي الملجأ الوحيد حتى تلبي احتياجات المسيحيين المختلفة زي العلاج عن طريق مستوصفات تبع الكنايس و اماكن لممارسة الرياضة للشباب و دور رعاية للمسنين و ماشبهه لسد الفراغ اللي أحدثه غياب الدولة عن تقديم نفس الخدمات للمواطنين.  
مع مرور الوقت, تقوقع اغلب المسيحيين داخل الكنيسة اللي احتضنت اولادها و زاد دور الكنيسة لخدمة ابنائها و اصبحت الكنيسة البديل الوحيد لمسيحيين كتير عشان يعيشوا عيشة طبيعية وياخدوا خدمات المفروض الدولة توفرها لهم و استمرت الكنيسة و زيادة الخدمات و النشاطات حتى اصبحت حياة الكثير من المسيحيين داخل الكنيسة للدرجة و اصبح اغلب المسيحيين يعيشون في فقاعات من التجمعات المسيحية حتى خارج الكنيسة, فمثلا في الجامعات, لابد ان تري ركن مخصص للمسيحيين و يتميز هذا الركن بالانعزال عن باقي المجموعات الطلابية في الجامعة.

هذه ظاهرة اعتقد انه لا يقدر ان ينكرها أحد و المؤكد من خلال نقاشاتي المتعددة مع الناس المختلفة إن هذه الظاهرة ينظر لها بطريقة اجابية و لا أحد ينظر لأعراضها الجانبية اللي من وجهة نظري مضرة للكنيسة كمؤسسة دينية و مضرة الاقباط كما يلي:

الكنيسة:

مع زيادة نشاطات الكنيسة التي وصلت لمراحل عالية كتنظيم رحلات لأوروبا و امريكا و اقامة قاعات للعزاء و كافيتريات و بيع المأكولات الصيامي و خلافه و ملاعب رياضية, قلت الجرعة الروحية عند الكثير من المسيحيين لأنه بكل بساطة تحولت الكنيسة من مكان للصلاة, اصبحت لدى الكثير من المرتبطين بالكنيسة ارتباط منفعة و ليس للعبادة أو الاستفادة الروحية و إني اتخيل لو زار المسيح أي كنيسة من كنائس الاقباط و رأي كافتريات و اماكن دراسة للطلبة و ملاعب رياضية و محلات لبيع الاكل الصيامي, ماذا سيكون رد فعله؟؟ هل سيعجبه ما يراه ام سيفعل كما فعل مع الباعة في الهيكل عندما طردهم من الهيكل و قال لهم "مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعي و أنتم جعلتموه مغارة لصوص". الحقيقي إن المسيحيين في عصرنا هذا حولوا الكنيسة إلي اكثر من مكان لبيع الحمام حيث تنوعت النشاطات و الخدمات بدرجة أعلى بكثير و ضاع دور الكنيسة الحقيقي و هو دعوة الخطاه للتوبة و البحث عن الخروف الضال بدلا من بناء اسوار حول ال 99 خروف داخل الحظيرة.

قد يعتقد الكثير إن ما تقدمه الكنيسة هو شيء مطلوب و ايجابي و هذا بسبب نظرة اغلب المسيحيين للعالم المحيط لهم حيث يرون إن أي مجتمع خارج الكنيسة هو مجتمع فاسد لابد من حماية المسيحيين من الاختلاط به و هذا ضد مبادئ المسيحية السليمة, فالمسيح قال لتلاميذه "انتم نور العالم. لا يمكن أن تُخفي مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت. فيضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات". فكيف يضيء نور العالم إذا كان محبوس داخل الكنيسة أو داخل مجموعة منعزلة داخل الجامعة أو المدرسة أو العمل؟؟ فالمسيح طلب من تلاميذه إن يذهبوا لكل العالم و ان يبشروا برسالته فإذا بالاقباط يتخلون عن دورهم الأساسي و ينعزلون عن مجتمعهم داخل قوقعة كما فعل اليهود قبلهم و هو ما غيره المسيح من خلال خدمته و تعليمه لتلاميذه.

قد يرد البعض و يتحجج بإن الدولة المصرية هي السبب في هذا و لكن هذه الحجة لا مكان لها عندما نتحدث على الكنائس المصرية في المهجر حيث توفر دول المهجر كافة الخدمات لكل المقيمين فيها بما فيهم المصريين المهاجرين و هذا يثبت إن ما تفعله الكنيسة ليس بسبب ضعف الخدمات المقدمة من الدولة بل إني اعتقد إن الكثير من المواطنين المسلمين يرون انهم لا يحصلون على نفس الخدمات التي تقدمها الكنيسة للمسيحيين و هذا قد يولد إحساس بالتمييز ضد المسلمين و قد يكون أحد العوامل في وجود حالة الاحتقان الموجودة بين المسلمين و المسيحيين.

الاقباط:

كما وضحت انعزل الاقباط عن بقية المجتمع المحيط بهم (سواء داخل مصر و خارجها) و هذا بطبيعة الحال اثر على الاقباط و علاقتهم بالدولة أو بالناس المحيطة بهم, فقل انتمائهم للدولة و اصبح انتمائهم للكنيسة أعلى بكثير من انتمائهم للدولة و يظهر هذا واضحا في أي مظاهرة يقوم بها الاقباط و رفع الصلبان و الصور الدينية التي تؤكد إن المسيحيين لا يرون الا مطالبهم كجماعة مستقلة عن بقية المجتمع.

الانعزال عن بقية المجتمع يعمل على خلق احساس بالاضطهاد الزائد و لأن الانسان المنعزل عن بقية العالم المحيط به, يصبح جاهل بما يدور حوله و طبيعية الانسان تعتبر أي شيء مجهول له كعدو يريد ان يفسده أو يؤذيه و طبعا ما حالة الخوف و الانكماش داخل الكيان الحاضن له, يقل الاحساس بالانتماء للكيان الاكبر و هو الدولة و يتحول الانسان المسيحي لشخص غير متزن يري العالم الخارجي كعدو سواء كان يريد إن يقضي عليه لو في مكان يسوده الاضطرابات كمصر حاليا أو مجتمع فاسد منحل اخلاقيا يريد ان يفسده لو في مجتمع غربي.



أتمنى ان يفهم من يقرأ هذا البوست إن هدفي هو القاء الضوء على ظاهرة من وجهة نظري ظاهرة مضرة لكل الاطراف بما فيها الكنيسة و الاقباط في أي مجتمع و اتمني ان يستطيع الاقباط التحرر من سيطرة الكنيسة عليهم و الإندماج في المجتمعات بدلا من التقوقع داخل جدران الكنيسة لأن اندماج المسيحيين داخل النسيج المصري هو الضمانة الوحيدة لسلامة المجتمع المصري و سلامة الاقباط نفسهم من أي عدو يريد إن يفتك بهم. أتمنى ان يستطيع المسيحيين الفصل بين دينهم و بين كونهم مواطنين مصريين لهم الحق في العيش كمواطنين كاملين كبقية الشعب المصري و معروف تاريخيا ان الأقليات هي القاطرة التي تشد المجتمع للامام لانها دائما تسعي لتحقيق أهداف المواطنة التي غالبا ما تكون مكتوبة في الدساتير و لكنها غير مفعلة على أرض الواقع. 

Sunday 1 March 2015

ديناصورات على الهواء في تسريبات مكتب السيسي

1 مارس 2015

اصبحنا على ميعاد كل أسبوع مع التسريبات اللي من وجهة نظري مش بتجيب أي حاجة غريبة احنا مكناش نعرفها, بس اللي بتاكده لينا إن الناس اللي ماسكة البلد ناس مالهاش أي علاقة أو ادراك للزمن اللي احنا عايشين فيه و مش فاهمين أي حاجة عن أساسيات علم الادارة.

كلام عباس كامل في التسريبات بالاضافة لكل كلام السيسي في الاعلام (ما عدا ما قاله في الازهر) بيؤكد ان القائمين على ادارة شؤون البلاد ناس ابعد ما يكون عن طرق الادارة الحديثة المتبعة في أي مكان حديث و طريقة ادارتهم للبلد اشبه بإدارة عزبة أو طابونة.

الحقيقة إني اري ان السيسي ممكن يكون عنده حسن نية في ادارة البلد بس للاسف حسن النوايا وحده يؤدي لكوارث و المثل الشعبي بيقول "ادي العيش لخبازه و لو أكل نصه" بس الحقيقة إن مصر غيرت المثل و جابت عسكري ميعرفش يعمل عيش و أكل العيش كله و رمي للشعب الفتات اللي بيفضل منه.

الواقع و اعتراف السيسي شخصيا إنه "مش سياسي" في لقائه مع ابراهيم عيسى و لميس الحديدي بالاضافة لكل اللقاءات الصحفية للسيسي بالاضافة لتسريبات مكتب السيسي تؤكد إن مصر تدار على طريقة الهواة في عصر انتقل إلى مرحلة مختلفة تماما في الادارة.

المؤكد إن اغلب الشعب يعشق السيسي و يراه المنقذ المخلص و ذلك لأن اغلب المؤيدين للسيسي لم يروا في حياتهم نموذج إدارة حديث و ناجح في مصر و لو فرضنا إن منهم من عمل في الخارج و رأي نماذج ناجحة, فإنه يفسر هذا بإن المصريين من عجينة مختلفة عن بقية العالم و هذا افتراء على الشعب المصري اللي من وجهة نظري شعب طبيعي مثله مثل أي شعب اخر و المشكلة الحقيقية تكمن في اسلوب الادارة المصري اللي اثبت فشله يوم بعد يوم. هذا الاسلوب لا يقنع الشباب لسبب بسيط جدا و هو انفتاحهم على العالم الاخر الحديث و مشاركته في أماكن كتيرة تدار بأساليب علمية حديثة بالاضافة إلى زيادة وسائل التعبير عن الاراء زي مواقع التواصل الاجتماعي اللي مستحيل السيطرة عليها و بالتالي تنتشر الافكار المختلفة بين الناس بسهولة و يسر لم تكن متاحة في الماضي.

من اهم عوامل فشل المنظومة المصرية من وجهة نظري هو المجتمع الابوي اللي فيه كبير أي كيان له الكلمة الاولى و الأخيرة و لا مجال للمناقشة أو الاعتراض و هذا شيء راسخ في عقل كل من يعملون في المنظومة المصرية حاليا في كل مؤسساتها التابعة للدولة.

إني اري إن السيسي و فريق عمله لن يفهموا حرف واحد من كلامي لانهم نتاج النظام المصري العفن اللي وحل مصر على مدار سنين طويلة و متأكد انهم سيستمرون في نفس طريقة الادارة الفاشلة و النتيجة ستكون الانتقال بمصر من سيء لاسوء و هذا ليس استنتاج بل هو إيمان اكيد عندي طبقا لمعرفتي بالاحداث التاريخية السابقة المشابهة في مصر أو بلاد اخري و لكني متفائل إن بعد هذا الانهيار, هتغير مصر اتجاهها و تنطلق للامام و اتمني ان يكون جيلي من المشاركين في نهضتها القادمة إن شاء الله.

من الاخر, مفيش أي مفاجأة هتلاقيها في التسريبات بس هي بتأكد إن الناس القائمين على ادارة الدولة ديناصورات في طريقها للانقراض عاجلا أو اجلا.