Google Analytics

Saturday 14 March 2015

عن المؤتمر الاقتصادي

14 مارس 2015

بمناسبة المؤتمر الاقتصادي اللي شغال دلوقتي اللي واضح إنه تنظيميا حاجة مشرفة بس هل تنظيم مؤتمر بدرجة جيدة كافي إني افرح فرحة زائدة و لا المفروض أكون حذر في ردود افعالي؟؟
السؤال ده بسأله لنفسي قبل أي حد, و للاسف الاجابة اللي دايما في دماغي هو إني معنديش ثقة في أي كلام بيتقال عشان ببساطة خبراتي السابقة مع النظام الحالي اللي اغلب حركاته كلام من غير مردود حقيقي على أرض الواقع.
كل ما أحاول اقنع نفسي إن الناس دي تنفع تدير الدولة (لو جاز تسمية مصر حاليا بالدولة), عقلي يفكرني بحاجات كتير حصلت و كلام كتير اتقال للشعب و مفيش أي حاجة منه حصلت. على سبيل المثال لا الحصر:
- إعلان القضاء على فيروس سي و الايدز عن طريق جهاز يحول الفيروسات لكفتة يتغذي عليه المريض.
- طلب التفويض من الشعب للقضاء على الارهاب.
- شحن رهيب للشعب للموافقة على دستور بحجة إنه سيقضي على الاخوان.
- شو اعلامي عن طريق ماراثون للدراجات و خطبة عظيمة عن توفير الطاقة باستخدام الدراجات.
- الاعلان عن مشروع مليون وحدة سكنية للشباب بتمويل اماراتي.
اتذكر كل الاحداث دي و اري نفس إحساس الفرحة و الانتصار في كلام الناس يعقبه إحباط طبيعي لأن كل ما قيل من قبل يتضح إنه وهم و لا أساس له من المنطق.
السؤال اللي برضه بسأله لنفسي, "أنت ليه فاقد الثقة في النظام الحالي؟". الاجابة بتكون سهلة برضه و ده ليه عدة اسباب:
- من خلال خبرتي العملية و شغلي و دراستي, اتعلمت إن اسلوب الادارة الناجح هو اسلوب مختلف عن الطريقة التي تدار بها الدولة المصرية. طريقة الادارة المصرية اشبه بما يسمى ال Family business اللي فيه أصحاب العمل من نفس العائلة و يدار الكيان بالبركة كأي محل عطارة من بتوع زمان. ما تعلمته في حياتي العملية (سواء داخل أو خارج مصر) يؤكد لي إن الاسلوب المصري الحالي هو اسلوب انقرض من زمان و أكبر دليل على كلامي كل التسريبات اللي سمعناها من مكتب السيسي اللي بتوضح العقلية القاصرة اللي بتحكم مصر.
- لو افترضنا حسن النية (و دي حاجة مش مؤكدة) و قلنا إن السيسي نيته كويسة و عايز مصلحة مصر, هل من الطبيعي افتراض إن السيسي اله لا يخطئ؟؟ المنطق يقول لأ لانه بشر و البشر يخطئون. نسأل نفسنا سؤال تاني, هل لو حدث أي خطأ في إدارة أي مشروع من المشاريع الاقتصادية (اللي المفروض هتيجي), هل هناك أي حساب للمخطئ؟؟ الاجابة من كل الاحداث السابقة هي لأ. مفيش حد بيتحاسب على أي حاجة و أنا اقصد المسؤولين الحقيقيين و ده بكل بساطة عشان مفيش قانون يطبق و انعدام وجود المعارضة اللي دورها اساسي و مهم في أي كيان محترم يطلب التقدم حتى يستطيع تصحيح اخطاؤه اللي بتحصل و هتفضل تحصل عشان دي طبيعة البشر.
- ثالثا و ده الاهم هو تاريخ النظام الحالي من وعود في الهواء لا اثر لها في الواقع. كيف لي ان افرح بكلام لا المس نتيجته في الواقع؟؟ للاسف انعدمت الثقة بيني و بين النظام الحالي من زمان بسبب الأمثلة اللي ذكرتها قبل كده. عارف إن فيه ناس هتقولي إن السيسي عمل إنجازات زي إنه بيرصف طرق أو بيعمل كباري بس أنا للاسف لا استطيع تسمية هذه المشروعات إنجازات بأي شكل من الاشكال لإنها على مقياس أي دولة طبيعية في العالم لا تعتبر إنجازات.
امبارح كنت بتكلم مع أحد الاصدقاء اللي عايشين في مصر و كان بيقولي إن لو أي حاجة في مصر ليها سكة عشان تخلص, يبقى مفيش مشكلة. طريقة التفكير دي طريقة فرضها عليه الواقع المصري القذر اللي قلل من سقف طموحات المواطن المصري اللي وصله إن أي ورقة تخلص بواسطة أو برشوة يبقى شيء جميل مع إن الطبيعي في أي دولة إن المواطن المفروض يعرف يخلص أي ورقة أو طلب في اقل وقت و من غير لف و دوران. أنا للاسف عايز اعامل مصر كدولة طبيعية و عشان كده مش عارف اقتنع باللي بيحصل في مصر بعكس مصريين كتير استسلموا للامر الواقع و رضيوا بقليلهم اللي مع الوقت بيقل كل فترة زي دول كتير كانت كويسة زمان و دلوقتي بقى حالها لا يرثي لها.
اخيرا, أنا أتمنى إن كل توقعاتي تطلع غلط بس الحقيقة إن كل حاجة توقعتها قبل كده حصلت و لو حد فرحان بالكام مليار اللي مصر لمتهم من دول الخليج فيما يشبه النقطة في فرح بلدي, فأنا كمان مش عارف افرح بدي كمان عشان بكل بساطة مصر وصلها أكتر من اللي لمته بكتير الفترة السابقة و محدش شاف أي حاجة اتغيرت في حياتهم.

No comments:

Post a Comment