21 يناير 2014
بالصدفة البحتة، عرفت جزء مهم من تاريخ امريكا اللي ليه علاقة بالعنصرية. لغاية أواخر الخمسينات، كان فيه فصل بين السود و البيض في كل حاجة تقريبا في البلد. كان فيه مدارس للسود و مدارس للبيض و كان في كنائس للسود و كنائس للبيض و حاجات كتير لو قعدنا نتكلم فيها مش هنخلص. كانت الدولة عندها شعار شكله حلو بس جوهره مر. الشعار ده كان اسمه "separate, but equal"، بمعني ان فيه فصل بين السود و البيض بس الاتنين متساويين طبقا للدستور اللي مش بيفرق بين الناس بسبب اللون بس طبعا كان في عنصرية مريرة بيعاني منها السود في كل حاجة عشان كل الخدمات اللي كان بياخدها السود دائماً بتكون اقل من نفس الخدمات اللي بياخدها البيض.
السود مكانوش ساكتين و كانوا بيعترضوا كتير علي العنصرية دي و رفعوا دعاوي قضائية عشان يلغوا موضوع الفصل بين السود و البيض و فعلا اخدوا قرارات من المحكمة في ولايات كتير عشان يلغوا قرار الفصل بين التلاميذ في المدارس.
بعد صدور هذه القرارات في ولاية من الولايات، حصل ان البيض في الولاية دي عملوا مظاهرة عشان يلغوا القرار ده اللي كان من وجهة نظرهم مش عدل و حصل صدام بين السود و البيض قدام المدارس و حاكم الولاية هناك نزل قوات أمن عشان يمنعوا السود من دخول مدارس البيض. الموضوع وصل لرئيس الجمهورية و الراجل ده طبعا كان ابيض بس أرسل قوات من الجيش عشان يمكنوا التلاميذ السود من دخول مدارس البيض. ده كان جزء من الصراع العنصري بين السود و البيض في امريكا و شايف ان في كذا ملاحظة ممكن نستفيد بيه في حالة مصر دلوقتي:
- امريكا كانت بتدعي ان كل الناس سواء بس الحقيقة ان السود مكانوش واخدين حقهم زي البيض
- السود كانوا أقلية مش مرحب بيها في البلد بس مكانوش ساكتين و كانوا دائماً بيعترضوا علي الأوضاع الغلط و استخدموا كل الطرق القانونية و المظاهرات عشان يخدوا حقهم
- البيض كانوا أغلبية و اعترضوا علي احكام القانون اللي أقرت بعدم الفصل بين السود و البيض و حتي قادة بعض الولايات كانوا ضد احكام القانون
- رئيس امريكا عشان بني آدم فاهم انه رئيس لدولة قانون و القانون هو المعيار الوحيد، استخدم قوة الدولة المتمثلة في الجيش الامريكي عشان يطبق حكم قضائي عشان كان فاهم ان اي صدام بين المواطنين مش في مصلحة البلد
- رئيس امريكا عارف ان موضوع السود و البيض ده موضوع شائك بس مقالش امريكا ليها طبيعة خاصة و صهين عن تنفيذ حكم القضاء المستقل فعلا
- اخيرا، أحب أفكر نفسي ان امريكا من كام ميت سنة، كانوا شوية بشر همج بس حطوا نظام و احترموه و واجهوا كل مشاكل مجتمعهم بكل صراحة لغاية ما قضوا علي اكبر مشكلة عندهم و هي العنصرية. مصر بقي كانت بلد عظمي قبل ما يكون في حاجة اسمها امريكا و شوفوا وصلت لإيه في ستين سنة سادها إهمال التعليم و إذكاء روح العنصرية و التعتيم علي مشاكل البلد!!!!
الاقلية في أي مكان هي المحرك الأساسي لتغيير أي نظام غير عادل في معاملة أفراده. الوضع في مصر مختلف عن امريكا و اكتشفنا إن الأقلية الدينية مختلفة لأن واضح إنه من السهل السيطرة على راسها من السلطة.
ReplyDeleteأنا عارف إن كلامي ده هيزعل ناس كتير بس أنا شايف إن لو في أمل في التغيير, هيكون عن طريق اقلية لا تتبع أي دين.