Google Analytics

Tuesday 3 February 2015

المسيحية و العدل

13 ديسمبر 2014

كذا مرة أسمع كهنة في وعظات و الاقيهم بيقولوا للناس إن القصاص من الظالم مش موجود عندنا و كلام من ده عشان يهدوا الناس و ميطالبوش بمحاكمة أي واحد في السلطة عمل أي جريمة و يهدوا شوية عشان الامور تعدي و كإن المسيحية ضد العدل أو إن الله غير عادل. أنا مش عارف هم جابوا الكلام ده منين مع إن فيه قصة شهيرة جدا كل المسيحيين أكيد يعرفوها بتقول عكس الكلام ده. القصة دي هي قصة ايليا النبي و الملك أخاب و الملكة ايزابيل.
القصة بإختصار هي إنه عاش في مملكة الملك أخآب رجل اسمه نابوت، من بلدة يزرعيل، كان يملك حقلاً زرعه كرماً بجانب قصر الملك أخآب، فطمع الملك في حقل نابوت وطلب منه أن يبيعه له ليضمَّه إلى قصره. وعرض أن يدفع لنابوت أكثر من السعر العادي. غير أن نابوت رفض طلب الملك، لأنه لم يُرد أن يفرّط في ميراث أجداده. فغضب أخآب الملك وذهب إلى قصره حزيناً. ولاحظت الملكة إيزابل حزن زوجها أخآب، فدبرت مكيدة لتستولي على الحقل، فأرسلت إلى شيوخ بلدة نابوت وطلبت منهم أن يتَّهموه بالتجديف على اللّه وعلى الملك، ثم أن يرجموه عقاباً له. وفعل شيوخ المدينة ذلك وقتلوا نابوت وأبناءه بالرجم. وذهب الملك أخآب ليضمَّ حقل نابوت إلى أرضه، لأن العادة كانت أن يستولي الملك على ميراث الأموات الذين لا ورثة لهم.
وغضب اللّه على أخآب وزوجته إيزابل، وأمر نبيَّه إيليا أن يذهب إلى أخآب ويقول له: »فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلَابُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلَابُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضاً« (1ملوك 21:19). وقد تمَّت هذه النبوة تماماً - لحست الكلاب دم الملكة إيزابل والملك أخآب بعد قتلهما.
القصة واضحة إن الله غضب على الملك بسبب الظلم اللي عمله مع شخص واحد بس و الحمد لله إن كان في الوقت ده راجل مبيخفش من الملوك بعكس بقية الشيوخ اللي طلعوا الراجل الغلبان مجدف عشان يترجم و الملك يخلص منه ويستولى على الحقل بتاعه. ايليا مخافش من بطش الملك و واجهه بالحقيقة و قال له إنت غلطان في وشه.
طبعا ممكن واحد يطلع يقول إن ربنا كلمه و قاله روح و قول للملك كده, بس الرد على الكلام ده إن ربنا بيدينا الأمثلة دي عشان ناخدها مثال نمشي عليه و مظنش إن ربنا ممكن يغضب من ملك ظالم و يفوت لملك ظالم تاني و عندي مثالين حاضرين في ذهنى لناس مشهورة وقفت قدام ملوك عشان عملوا حاجات غلط.
المثال الاول هو يوحنا المعمدان اللي راح لهيرودس الملك و قاله "لا يحل ان تكون لك امرأة اخيك" و مخافش منه أو قال مع نفسه خليني في حالي وربنا يتصرف معاه لوحده.
المثال التاني هو البابا يوحنا ذهبي الفم بطريرك انطاكية. كان في وقته أفدوكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة. شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة. طبعا الملكة مسكتتش عليه و جابت أساقفة تانيين و اشتكت لهم منه فاتهموه بالهرطقة و أمروا بنفيه عشان تخلص منه.
التلاث أمثلة دول بيأكدوا إن الوقوف قدام الحاكم الظالم مش حاجة غريبة عن الدين و طبعا القصص دي بتبين إن الحكام ممكن جدا يستخدموا رجال دين تانيين عشان يمشوا أمورهم و يعملوا اللي عايزينه.
ربنا يدينا قوة الرجالة القوية اللي زي ايليا و يوحنا المعمدان و البابا يوحنا ذهبي الفم اللي مخافوش على نفسهم من بطش الحكام حتى لو كلفهم قول الحقيقة حياتهم.

No comments:

Post a Comment