Google Analytics

Tuesday 3 February 2015

مشاكل الكنيسة و هنحلها إزاي

1 ديسمبر 2014

ده بوست موجه للاقباط كلهم من رجال دين لأصغر شخص مسيحي في مصر.
أولا, واضح تماما لأي إنسان مسيحي إن هناك مشاكل في داخل الكنيسة و صراعات بين اطراف مختلفة و موجة الحادية و مشاكل تانية كتير. أي إنسان طبيعي لازم يفسر الوضع ده بإن فيه مشاكل داخلية أكيد احنا مش عارفينها كلها بتخلي النتيجة النهائية اللي ظاهرة للناس هو الوضع الحالي اللي أكيد مش عاجب ناس كتير بتحب الكنيسة و الاكيد برضه إن الكنيسة من فترة ليست بقليلة بتمر بحالة من الضعف الروحي الشديد بالرغم من مظاهر التدين الخارجي اللي بعض الناس ممكن تنخدع بيه و تفتكره حاجة كويسة مع إنه من وجهة نظري خطر جدا على الايمان.
أنا كالعادة بحاول افهم هو اللي بيحصل ده بيحصل ليه و أسباب الغلط فين و إيه اللي ممكن نعمله عشان نصلح الأخطاء دي و قررت كالعادة إني ابحث و أفتش الكتب زي ما المسيح قالنا في الكتاب المقدس و اعتقد إني ابتديت افهم حاجات كتير مكنتش عارف افسرها بتحصل حوالينا.
من وجهة نظري المتواضعة, المؤسسة الدينية لا تختلف كثيرا عن أي مؤسسة اخري لأن ببساطة اللي بيديرها بشر من لحم ودم زينا و أي إنسان بشري أكيد ممكن يعمل حاجات صح وممكن يعمل حاجات غلط زي ما قال الكتاب المقدس "ليس إنسان بلا خطية سواء كانت حياته يومًا واحدًا أو عاش سنوات طويلة" حتى اكبر رؤوس في الكنيسة و ده مش حاجة غريبة على عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية اللي اختلفت مع كنيسة روما لما نادوا بعصمة بابا روما. فالكنيسة الأرثوذكسية تنفي وجود أي إنسان على الارض بلا اخطاء فمن الطبيعي إننا نجد اخطاء كثيرة داخل الكنيسة و ده مثبت في تاريخ الكنيسة اللي مليان اخطاء بالجملة على مر العصور من أول الكنيسة في القرون الاولى حتى يومنا هذا و هيستمر الوضع ده حتى يوم القيامة.
من أكتر الأخطاء الشائعة بين مسيحيين كتير ان بابا الاسكندرية مختار من الله وبالتالي كلامه هو رسائل سماوية يبعثها الله لنا من خلاله و أنا بصراحة معرفش الكلام ده مين مصدره و متأكد إن مفيش بطريرك جه قبل كده و قال الكلام ده و حتى لو في حد جه و قال الكلام ده, يبقى غلطان لكذا سبب منهم إن الناس في الحقيقة هي اللي اختارت البابا مش ربنا ومش معنى إن الكنيسة بتعمل قرعة بين تلاتة مرشحين يبقى كده معناه إن الله اختار عشان ممكن يكون الناس تجاهلت ناس تانية ممكن يكون ربنا شايفهم اصلح بس احنا كشعب مخترناهمش من القائمة النهائية اللي فيها تلات مرشحين. و أنا شايف إن لو احنا عايزين نخلي ربنا يختار, كنا عملنا زي ماحصل أيام يونان لما كان في السفينة وهي بتغرق و قرروا انهم يعملوا قرعة عشان يعرفوا مين السبب في اللي بيحصل ده وحطوا اسامي كل الناس اللي في السفينة و كل مرة يسحبوا اسم, يطلع يونان. طبعا ده حل ممكن يكون مش عملي في زمننا الحالي بس كنا ممكن نحط ورقة رابعة فاضية وقت القرعة و لو هي اللي طلعت نفهم الله مش عايز أي حد من التلاتة و لكني مش واقف عند الموضوع ده كتير لأن حتى لو افترضنا إن الله هو اللي اختار البابا, فده لا يعني إن البابا ده كل قراراته هتكون صح أو إن كل كلامه هيكون كلام من السما لابد تنفيذه بدون تفكير أو مناقشة و الدليل إن المسيح لما اختار 12 تلميذ, كان فيهم يهوذا اللي خانه و لما قال لبطرس انت صخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي, بطرس في مواقف كتير ضعف وانكر المسيح 3 مرات و بولس الرسول وبخه لما اتكسف ياكل أكل محرم عند اليهود قدام ناس من اليهود. من الاخر ده برضه يثبت إن حتى اللي ربنا بيختاره ممكن جدا يخطئ ويضعف والكتاب المقدس واضح لما قال "الصديق يسقط في اليوم سبع مرات ويقوم"
نخش على المهم. إيه اللي المفروض نعمله عشان نصلح أي اخطاء موجودة جوه الكنيسة؟
اعتقد اننا عشان نجاوب على السؤال ده, لازم نسأل نفسنا هي إيه الاسباب اللي خلت الاخطاء دي تحصل من الاساس و أنا لا ادعي إني عارف أي تفاصيل و لكني متأكد إن من أكبر أسباب تفاقم أي مشكلة في أي مكان قائم على كذا عامل منها:
- التعتيم على أي اخطاء تحدث داخل المؤسسة - و ده ممكن يحصل لفترة صغيرة إنما مع مرور الزمن التاريخ بيكشف أسرار كتير ماكناش نعرفها وقتها. وزي ما اتفقنا, الخطأ في الكنيسة وارد وطبيعي جدا عشان القائمين على الكنسى بشر و أي إنسان من الطبيعي إنه يخطئ و الانسان الشاطر هو اللي ينظر من أي سقط ويتوب عن خطأه. (دي من الانجيل مش كلامي)
- نقص الوعي بين الناس المنتمين للمؤسسة و دول متقسمين لقادة و عامة الناس, وطبعا واضح إن الوعي في مصر بصفة عامة في الحضيض في أيامنا الجميلة دي
- التباعد الشديد بين أفكار وطرق الحوار بين الاجيال المختلفة خاصة مع اجيال جديدة عندها المعلومات متاحة بسهولة متناهية.
من وجهة نظري حل مشاكل الكنيسة لازم يكون قائم على كذا اتجاه يشترك فيه ناس مختفلة من أول قيادة الكنيسة واللي على رأسها البابا تاوضروس و الناس العادية اللي مش جزء من قيادة الكنيسة.
الكنيسة وقيادتها عليها التعلم من اخطاء الكنيسة الغربية في روما وتبطل عند ومكابرة وتعترف إن هناك اخطاء حدثت وبتحدث و ستظل تحدث داخل الكنيسة و تعمل على توعية عامة الشعب و عدم التعتيم على اخطاء الماضي و استغلال اخطاء الماضي للتعلم منها. وللعلم بطاركة كتير على مر القرون المختلفة عملت اصلاحات لأخطاء سابقة حدثت من اباء سابقين واعتقد و أتمنى إن يكون البابا تاوضروس واحد من هؤلاء الاباء الإصلاحيين. و أنا شخصيا شايف إنه عنده الوعي و الرؤية الاصلاحية ودي ظهرت في كذا موقف منها موقفه من ابونا متى المسكين و سعيه لرد حقه المهدور أيام البابا شنودة ومحاولته الجدية لعمل وحدة حقيقية بين الطوائف المسيحية المختلفة وأنا شايف إن فيه ناس ليها مصالح أو أفكار تتعارض مع توجهاته الاصلاحية وعشان كده بنشوف احداث تافهة و أنا شايفها تلاكيك لمحاربة البابا في طريقه الإصلاحي وأنا كواحد من المسيحيين اساند بشدة جهود البابا تاوضروس في هذا الاتجاه مع تحفظي الشديد على بعض مواقفه و منها حواره الخاطيء جدا على الدستور الاخير و قوله إن "النعم تجلب النعم". وعلى فكرة أنا شايف إنه أكيد ليه اسبابه اللي خلته يعمل كده وغالبا كان محطوط تحت ضغط رهيب من الدولة عشان يقول الكلمتين دول بس برده شايف إنه اخطأ.
الكنيسة برده لازم تعمل حملة تعليم للمسيحيين مش تخدير. و أنا هنا بتكلم على التعليم الروحي أو بمعنى اصح زيادة الاهتمام بالامور الدنيا المهمة زي العقيدة المسيحية الصحيحة (اللي مفيهاش عصمة أي انسان من الخطأ) و مبادئ المسيحية الصحيحة زي االمحبة (اللي هي أساس المسيحية) و العدل (اللي كتابنا المقدس جاب امثلة كتير على المطالبة بيه) و البعد عن رسائل التخدير من نوعية إن الله يعمل بطرق غير مفهومة عشان مصلحة اولاده و الكلام اللي من هذه النوعية اللي بتكون نتيجته إن يجعل الشخص المسيحي شخص سلبي مستني الله يعمله كل حاجة عن طريق المعجزات وهو قاعد بيتفرج من غير ما يحاول يحسن من ظروفه.
عامة المسيحيين دورهم مهم وهو عدم السكوت على أي اخطاء يروها و عدم الخوف من مصارحة اباء الكنيسة بيها عشان السكوت بيزود المشاكل أكتر مش بيهديها و عليهم كمان عدم الاكتفاء بما يسمعوه من اباء الكنيسة ولكن عليهم البحث وتفتيش الكتب واستخدام العقل اللي ربنا اداهلهم عشان يشغلوه و مايمشوش زي العميان ورا قادة الكنيسة عشان من السهل جدا يكون ماشيين ورا قادة عميان ويكون نتيجتهم زي ماقال المسيح في الانجيل "هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة". و اعتقد إن ده حصل بشكل معقول اليومين دول ولكن المطلوب هو المزيد من هذا الاتجاه اللي نتيجته بتكون أكيد أحسن مع مرور الوقت.
النقطة الأخيرة هي تغيير اسلوب اباء الكنيسة مع الشباب بصفة خاصة ومخاطبة عقولهم وليس عواطفهم. لما أي شاب يسأل أي سؤال, لازم يكون الرد مقنع وليس على شاكلة الردود المستفزه زي "هي كده" أو "إنت عايز تفهم حاجات غير محدودة بعقلك المحدود؟؟" أو "إنت عايز تملي البحر في كوباية؟؟" و النقطة دي بالذات نقطة مهمة جدا و للاسف اعتقد إن سببها ضعف مستوى المعرفة لدى بعض الاباء فبتكون هذه الاجابات نوع من أنواع الهروب من السؤال ولكن في عصرنا هذا اصبح هذا الاسلوب غير مفيد ونتائجه كارثية.

No comments:

Post a Comment