Google Analytics

Monday, 9 February 2015

دور الكنيسة

9 فبراير 2015

بعد رسامة البابا تواضروس, كنت من اشد المعجبين بتصريحاته للاعلام انه يري إن دور الكنيسة ليس سياسي و لكنه بالاساس دور ديني و قد يكون اجتماعي.

اعجبني تصريحاته و ظننت إننا سنرى تغير في سياسات الكنيسة مع تولي البابا تواضروس الذي اتحرمه جدا من قبل رسامته بطريركا للكنيسة الارثوذكسية القبطية, و لكن مع مرور الوقت و خاصة بعد عزل مرسي, رأيت تدخل كثير من رجال الدين المسيحي من أول البابا تواضروس نفسه مرورا ببعض الأساقفة وصلوا لبعض الكهنة أيضًا يصرحون بتصريحات سياسية بحتة بل و وصل الامر الي اقتطاع اجزاء من الكتاب المقدس حتى نفصله لأغراض سياسية و لن ادخل في هذة التفاصيل حيث إن الكثير من الاقباط و المسلمين تكلموا على هذه الظاهرة كثيرا و لا اعتقد إن عندي أي شيء جديد بهذا الخصوص.

ما لاحظته هو ردود أفعال الكثير من الاقباط الذين لم يعجبهم هذا الاسلوب من خلط الدين بالسياسة و اثار انتباهي إن كل من كلمتهم في هذا الموضوع يرون إن دور الكنيسة الأساسي هو الصلاة و هذا شيء جميل بطبيعية الحال. و لكن ما اثار انتباهي إن الجميع يرون إن هذا هو دور الكنيسة الوحيد أو إن هذا هو ما ينقص المسيحيين حاليا مع إني أرى إن الصلوات ترفع كل يوم في كل الكنائس و هذا شيء اراه شيء جميل جدا و لكن يظل هناك سؤال اسأله لنفسي كثيرا. هل الصلاة فقط هو ما يجب ان تقوم به الكنيسة؟؟

الحقيقة إني أرى إن بجانب الصلاة, لابد للكنيسة إن تهتم بجانبين أراهم اساسيين للنهوض بالمستوى الروحي للاقباط و هو الاهتمام بتعليم العقيدة المسيحية الصحيحة و محاربة الافكار الخاطئة التي اضعها في مصاف البدع.

التعليم الكنسي الموجود حاليا في الكنائس القبطية تعليم من وجهة نظري تعليم سطحي جدا و يكون شخصية مسيحية غير مكتملة خانعة ترى انه لا شيء في يدها و ترمي كل مشاكلها على الله في انتظار المعجزات الالهية التي تحل كل مشاكل البشر بدون أي عمل من الانسان و في هذا اغفال رهيب لدور الانسان الذي اعطاه الله عطايا و وزنات كثيرة حتى ينميها و يربح وزنات أكتر و ليس لدفنها في التراب. للاسف اغلب الوعظات التي اسمعها مؤخرا اصبحت كالمخدرات التي تعطي للمرضي كنوع من تسكين الألم الوقتى عن طريق اقناع عامة الشعب إن الله هو من في يده كل شيء و إن كل شيء يسير طبقا لخطة الهية لانقاذهم من أي مشاكل و نغفل ان الله اعطانا عقل و عطايا اخري حتى نستغلها لتحسين ظروفنا و حياتنا بالاضافة إني اكتشفت إن اغلب الاقباط لا يعلمون الكثير عن تاريخ كنيستهم و يعتقدون إن تاريخ الكنيسة به فترات من الضعف الروحي (أرى إننا نمر بمرحلة شبيهة بهذه الفترات) و اري ان بسبب هذا الجهل بالتاريخ, اصبحت العثرة شيء منتشر بين الكثير من الاقباط الذين يرون سقطات من قادة الكنيسة كثيرة و هذا شيء طبيعي من وجهة نظري لأن هؤلاء القادة بشر و شيء طبيعي ان يصيبوا في بعض المواقف و ان يخطئوا في مواقف اخري. لا اعلم إذا كان التعتيم على فترات الضعف الروحي في تاريخ الكنيسة مقصود ام لا و لكني أرى إنه شيء مهم لكل قبطي ان يعلم كل شيء عن تاريخه من نقاط مضيئة و يستفيد منها و نقاط غير مضيئة حتى يعلم إن الخطأ في الكنيسة شيء وارد بل و يتكرر في اوقات كثيرة حتى لا يعثر عندما يرى أي خطأ يحدث من الكنيسة و يعرف إن له دور في تصحيح هذا الخطأ بإعتباره عضو في الكنيسة.

من اكثر البطاركة الذين اهتموا بالتعليم من وجهة نظري في عصرنا الحديث هو البابا كيرلس الرابع الذي اهتم بتعليم الاقباط و انشأ مدرسة لتعليمهم العقيدة المسيحية إلى جانب اللغات الأجنبية و علوم مختلفة كما اشتري أول مطبعة للكنيسة لطبع عدد اكبر من الكتب حتى ينهض بمستوى الاقباط و كان من ثمار مجهوداته إنه اخرج لنا قامات روحية عالية كالانبا ابرام اسقف الفيوم و البابا كيرلس السادس.

كما قلت سابقا, إن دور الكنيسة بالاضافة للتعليم و الصلاة, لابد ان تعمل على محاربة أي أفكار خاطئة متداولة كما شرحت سابقا في بوست سابق و شرحت فيه بعض هذه المفاهيم المنتشرة بين الكثير من الاقباط و التي لا تمت للمسيحية الصحيحة بصلة من وجهة نظري. بعض هذه الافكار بكل ايجاز هي:
- الله يختار البطريرك و بالتالي كل مايقوله أو يقوم به هو اوامر سماوية من الله.
- لا يجوز معارضة رجال الدين لأنهم في مرتبة اعلي من بقية المسيحيين
هذا الرابط لبوست سابق كتبته بتفاصيل أكتر عن هذه المفاهيم السائدة بين الكثير من المسيحيين حاليا:

إني أرى الكنيسة بدون تعليم و تصحيح مفاهيم خاطئة سائدة بين المسيحيين هي كنيسة مقصرة و لا تبني مؤمنين اقوياء يستطيعون ان يكونوا صورة مشرفة للمسيح على الارض و اتمني ان يتنبه القائمين على الكنيسة القبطية لهذا القصور الذي اراه بوضوح حتى لا تكون سببا في بعد الكتير من الاقباط عن الروح المسيحية الحقيقية. 

No comments:

Post a Comment