Google Analytics

Tuesday, 24 February 2015

ادعوا لمصر - السيسي و الدراويش

24 فبراير 2015

بمناسبة كلمة السيسي اللي ختمها بدعوة المصريين انهم يدعوا لمصر, أنا عارف إن اغلب الشعب بيعجبه جدا الكلام ده و السيسي عارف الموضوع ده كويس و بيلعب عليه كويس قوي, بس بصراحة الكلام ده بالنسبة ليا نوع من أنواع الدروشة و تغييب العقل. 

ما علاقة الصلاة بشؤون الدولة و تقدمها؟؟ من يقتنع إن الله سيغير أي شيء في الدولة عشان بندعي لمصر من القلب إنسان من وجهة نظري عايش في عالم بائس و شخص عاجز عن ادراك حقيقة ما يدور حوله. 

عشان ابسط الموضوع ده, هاخد الرياضة كمثال و هسأل اللي مصدقين كلام السيسي سؤال بسيط جدا, لماذا لا تحصل مصر على كاس العالم أو المرتبة الاولى في الاولمبيات؟؟ هل لاننا مقصرين في صلواتنا عندما تلعب الفرق المصريين في المحافل الدولية؟؟ الحقيقة إن مصر تأخرت في الرياضة بسبب عوامل كثيرة لا علاقة لها بالصلاة و الدعاء و لو كانت الصلاة من العوامل المؤثرة في نجاح أي كيان, ما كنا رأينا الصين و اليابان غير المؤمنين و الغرب الكافر متقدمين في أي مجال و لو اخذنا الرياضة كمثال, ما كانت ألمانيا تنجح في الحصول على كاس العالم أو تنجح امريكا و الصين من تصدر قائمة الدول الحاصلة على الميداليات الاولمبية.

الحقيقة إن العمل الجاد و العلم الحديث هما اهم العوامل في نجاح أي منظومة أي كانت و لكن للاسف تحول الدين لسلعة رائجة في البلاد المتخلفة علميا لأن العلم و العمل تم اهمالهم و بالتالي انتشر الجهل (حتى بين المتعلمين) و زادت الدروشة الدينية و رجعت هذه المجتمعات إلى العصور البدائية عندما كان يعاني البشر من الجهل و استخدموا الدين كوسيلة لتفسير ما يعجزون عن ادراكه و لهذا كنا نراهم يقدمون الذبائح و القرابين (منها البشرية) لارضاء الاله و إني اري إن اغلب المصريين يعانون من نفس الاعراض و على رأسهم الرئيس السيسي الذي قال في اكثر من مناسبة إن الله ارسله لمصر و صدقه الكثير من المصريين.

إني مازلت اري إن عقلية الرئيس الحالي و اصراره على خلط الدين بكل امور الحياة من اهم أسباب تخلف البلد و للاسف هذا التفكير يلقى قبول عالي من الطبقة الوسطى المتعلمة كما ذكرت في بوست سابق:
http://fadykhair.blogspot.ca/2015/02/blog-post_9.html

اني اصبحت اري ان ايمان المصريين اصبح عبء على كاهل الدولة لانه يشدها لأسفل دائما و يخدر عقول المصريين و يمنعهم عن ادراك أسباب الانهيار الحاصل في البلد. بالاضافة لهذا, فهو من أكبر العوامل على بعد الكثير من الشباب عن الدين و زيادة موجة الالحاد لاننا نبيع صورة الاله القديمة للشباب و هو الاله غير المفهوم الذي لابد ان نرضيه حتى تستقيم حياتنا و مع مرور الوقت يزداد الوضع سوء و لذلك يري الكثير من الشباب إن الله المزعوم عند هؤلاء المتدينين ما هو الا كدبة لأن مع زيادة الصلوات, لا يتحسن حال البلد.

أتمنى ان ينحسر هذا الفكر العقيم بين الناس و خاصة المسؤولين في الدولة لأن الدول لا تنهض غير بالعمل الجاد و الاساليب العلمية الحديثة.

السيسي من وجهة نظري المفروض يشتغل رئيس جمهورية و بس مش رئيس جمهورية و داعية في نفس الوقت. و للناس اللي بتدعي لمصر أو على مصر, صدقوني ربنا مش بتاع الحاجات دي. ربنا هدفه هو خلاص الانسان و موضوع الحياة على الارض سابها للناس اللي المفروض يشتغلوا صح عشان يحسنوا من ظروف بلادهم. 

ربنا ولا منع حرب اهلية ولا ساعد في بحث علمي يفيد البشرية. الناس هي اللي بتعمل الحروب و هي اللي بتعمل الأبحاث اللي بتخدم البشرية و كل واحد بيجني ثمرة عمله و تعبه.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155226641980029

Saturday, 21 February 2015

المصريين بين الكورة و الدولة

21 فبراير 2015

لو حبيت ابسط الوضع في مصر و ردود أفعال المصريين على اللي بيحصل في البلد, هلاقي إن حال المصريين شبه مشجعين كتير بيتفرجوا على ماتش للفريق بتاعهم. 

لو تخيلنا إن مصر عبارة عن نادي كورة كبير و بيلعب ماتشات كورة و كل المصريين أعضاء في النادي ده و اغلبهم متابع ماتشات الفريق بتاعهم, هنلاقي إن المتفرجين ممكن نقسمهم كالاتى: 

1. نوع من المتفرجين زهق من فريقه اللي بيخسر على طول و بطل يتفرج على الكورة من فترة. 
2. نوع زعلان إن المدرب القديم اتشال عشان نتائجه كانت سيئة مع الفريق و عايز يبوظ ماتشات الفريق مع المدرب الجديد عشان يثبت إن المشكلة في المدرب. النوع ده ممكن يحضر الماتشات عشان يحدف طوب في الملعب و يعمل شغب عشان يبوظ الماتشات و مش بعيد يشجع الفرق المنافسة و يفرح لما فرقته تخسر. 
3. نوع مش فاهم أي حاجة و مش عارف أي لعيب في الفرقة ولا قواعد اللعبة و بيزيط في الزيطة و بيشجع اللعيبة اللي شكلها حلو و مش بيفهم أي حاجة في الكورة.الناس دي بتكون ماشية ورا معلقين من نوعية معلق الكورة اللي زي جورج سيدهم في فيلم انكل زيزو حبيبي اللي بيقول أي كلام و ممكن تلاقيه بيرزع أي كلام و الناس دي ممكن تلاقيها بتنفعل من الاثارة و تهلل لو شافت لعيب شكله حلو بيسخن على الخط او لعيب بيلعب رمية تماس عادية من نص الملعب او لعيب شاط كورة في السما بدل ما يشوطها في الجول.  
4. نوع متحمس قوي لفريقه و متابع كويس لكل أخبار فريقه و النوع ده هو اللي أنا بعتبره الجمهور الحقيقي للكورة اللي دايما تلاقيه بيتعصب و هو بيتفرج على الماتش و بيتنرفز على فريقه لما الفريق يلعب وحش و يشتم في المدرب عشان الخطة اللي بيلعب بيها مش صح من وجهة نظره و دايما عنده وجهات نظر مختلفة لتشكيل الفريق و طريقة اللعب بإعتباره متابع جيد للفريق و معرفته بتفاصيل كتير عن أحوال الفريق. النوع ده لما بيضغط على المدرب, ممكن يشيله أو يجبره على تغيير طريقة لعبه. 



الانواع دي موجودة في عالم الكورة بنسب مختلفة و لو حاولنا نعمل مقارنة بين الكورة و الحياة في مصر, هنلاقي إن الانواع دي موجودة برضه في الحياة. يعني هنلاقي:
1. الناس اللي باعت القضية و مش فارق معاها أي حاجة بتحصل في البلد.
2. الناس اللي مش طايقة الادارة المصرية الحالية و بتفرح لما تفشل و ممكن تساعد في تخريب البلد
3. ناس مش فاهمة حاجة و بتزيط ورا الاعلام اللي بيقول كلام اغلبه مالوش وجود و بتلاقيهم فرحانين بحاجات مينفعش تبقى مصدر للفرحة أو الفخر و ممكن تلاقيهم متيمين بشوية مسؤولين عشان مثلا بيقولوا كلام بطريقة معينة أو عشان شكلهم عاجبهم. 
4. ناس فاهمة قواعد الادارة السليمة و بتنتقد السلطة بغرض تصحيح مسارها و مش بتتأثر بكلام الاعلام عشان ادركت إنه اعلام غير موثوق فيه و بتحاول تعمل ضغط على السلطة عشان تصلح من أخطائها.

مشكلة مصر حاليا من وجهة نظري إن اغلب المشجعين من نوعية الناس اللي مش فاهمة حاجة و ماشية ورا كلام المذيع اللي مش فاهم حاجة ولا فاهم قواعد اللعبة صح. أتمنى إن مع الوقت تقل نسبة المجموعات التلاتة الاولى و تزيد نسبة المجموعة الرابعة.

اللي نفسي الناس تفهمه برضه إن المصريين هم من يملكون النادي و هم من يقدرون على محاسبة ادارة النادي و ليس العكس و هدف المصريين كلهم لابد ان يكون تقدم النادي بتاعهم مش تحقيق مكاسب شخصية من خلال النادي ده.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155217148330029

حضارة مصر المهملة و المجهولة للكثيرين

25 ديسمبر 2014

اتفرجت على مجموعة أفلام وثائقية عن الحضارة المصرية القديمة اللي كانت بتتكلم على محاولات العالم فك الغاز الحضارة الفرعونية زي الهدف من الاهرامات اللي اختلف العلماء على تفسيره منهم اللي بيقول إنها كانت مقابر للملوك و منهم اللي شايف إن ده تفسير مش صح و إن الاهرامات اتبنت بطريقة معقدة لأهداف اخرى و فيه ناس بتتبنى نظرية إن الاهرامات اتبنت لتوليد الطاقة من البيئة المحيطة و نظريات و معلومات تانية كتير كانت بالنسبة ليا معلومات أول مرة اعرفها منها إن الحضارة المصرية ابتديت في جنوب غرب مصر بين الحدود الغربية لمصر مع حدود ليبيا و هناك فيه كهوف من عصور ما قبل التاريخ في اماكن أول مرة أسمع عنها زي مكان اسمه وادي صورة (Wadi Sura) و Gilf Kebir (معرفش ترجمته بالعربي) و فيه مكان اسمه Nabta Playa (برضه معرفش يعني إيه بالعربي) اكتشفوا هناك حاجة شبه الStonehenge اللي في انجلترا و وجدوا علاقة بين الشيء ده و النجوم اللي في الفضاء. دي كام صورة جبتهم من الإنترنت للأماكن دي.
طبعا أنا كنت منبهر بكمية الاماكن التاريخية اللي عمري ماكنت سمعت عنها أي حاجة قبل كده و حسيت بالحسرة على مصر اللي فيها كنوز كتير محدش عارف يستغلها صح.
الافلام الوثائقية دي بتبين للعالم حاجات كتير زي:
- السلطات المصرية غير مهتمة بالاثار المصرية اللي لا تقدر بثمن و الافلام دي جابت أماكن تاريخية كتير مليانة زبالة و طبعا الناس اللي لازم تحط التاتش بتاعها و تكتب اساميها على جدران المعابد و الاماكن التاريخية للذكرى و الكلام ده.
- اغلب المصريين للاسف اثبتوا انهم تقريبا بيحتقروا حضارتهم و الدليل إن 99% من علماء المصريات (Egyptology) مش مصريين ده لو اعتبرنا إن الافاق زاهي حواس ده عالم مصريات من الاساس.
- مصر في ايدها كنوز محدش عايز يستغلها و لو استغلينا جزء بسيط من تاريخ مصر في السياحة, كانت مصر بقيت اكبر دولة سياحية في العالم.
معلومة بسيطة على الماشي, فرنسا تعداد سكانها تقريبا 70 مليون نسمة و عدد السياح اللي بيروحوها في السنة أكتر من 80 مليون سائح في السنة و أنا شخصيا رحت فرنسا واقدر اقول بكل سهولة إن اثار وجو مصر تضرب اثار وجو فرنسا بمليون جزمة بس للاسف فيه ناس عارفة تستغل اللي عندها و فيه ناس بتحتقر كنوزها وبتشوهها كمان لدرجة اننا بوظنا هرم سقارة اللي يعتبر من اقدم الأبنية اللي في التاريخ الانساني!



Friday, 20 February 2015

المرأة في المجتمعات الذكورية

20 فبراير 2015

البوست ده اعتراف بالخطأ أكتر منه أي حاجة تانية. الموضوع بإختصار هو نظرتي للمرأة و تغير نظرتي لها على مدار السنين اللي فاتت.

هبتدي الموضوع بنظرتي للمرأة من أكتر من عشرين سنة مثلا ايام المدرسة و الكلية. طبعا عشان أنا نشأت في مجتمع ذكوري معفن, كنت مقتنع إن المرأة كائن اضعف من الرجل و اقل منه في كل حاجة و كنت وقتها شايف إن عمل المرأة شيء مش كويس و كنت بقول إنه شيء مش محبب و لو مفيش ضرورة مادية لعمل المرأة, يبقى مالوش لازمة طبعا كان بيأيد تفكيري الجو العام المحيط حوليا اللي فيه كل الناس بتتكلم و بتقول نفس الكلام  ده غير البهدلة اللي أي ست أو بنت كانت بتواجهها في أي مكان من الناس حواليها و كنت شايف إن مالوش لازمة وجع الدماغ ده و الاحسن إن الست تقعد في البيت لو راجل البيت يقدر يكفي البيت من احتياجاته لو اشتغل لوحده.

الصراحة كانت فيه حاجات كتير بتشجعني على التفكير ده خاصة إن اغلب البنات اللي كانوا معانا في الكلية داخلين هندسة غصب و ماكانوش حابين الدراسة فيها و محسيتش إني شفت أي بنت في الكلية تجبرني على احترام عقلها و ده شيء غلط من وجهة نظري عشان أنا أكيد مكنتش أعرف كل البنات عشان احكم عليهم كلهم.

المهم بعد ما خلصت كلية, اشغلت في شركة و حظي الكويس إني اتعرفت على زميلات كتير اجبروني على احترام عقلهم بالاضافة لمراتي اللي أكتر حاجة شدتني ليها هو عقلها و تفكيرها القريب من تفكيري و اكتشفت إن الصورة بتاعة البنت التافهة السطحية صورة غلط و مش حقيقية و بالعكس اكتشفت إن فيه ستات و بنات كتير عندهم عقليات محترمة جدا و ناجحات في كل المجالات مع الأخذ في الاعتبار إن التحديات اللي بتواجههم في المجتمع أكبر أو اعنف بكتير من التحديات اللي بتواجه الراجل.

مع الوقت و التفكير في المواضيع دي, لقيت إن المجتمعات و افكارها اللي بينقلها الناس و الاعلام هي اللي بتشكل شخصيات البشر و عشان كده الصورة بتاعة البنت التافهة هي المسيطرة مع إني شايف إن زي ما فيه بنات تافهه و سطحية, فيه ولاد و رجالة تافهة أكتر الصراحة بس عشان المجتمع ذكوري, فالصورة بتاعة البنت التافهة هي اللي بتثبت في العقل.

أنا شخصيا حاولت ابحث في الموضوع ده و لقيت ان المجتمعات العربية ينطبق عليها مسمي المجتمعات الأبوية (patriarchal societies) اللي فيها الرجل هو اهم شخص في أي كيان موجود في المجتمع, و طبعا اكتشفت إنه فوق إنه مجتمع ذكوري معفن بيحتقر المرأة, فهو مجتمع يحتقر رأي الاصغر في السن و يبجل الكبير دون النظر لعوامل اخري كالخبرة مثلا. قلت يمكن لو بحثنا عن مجتمعات تعلي من قدر المرأة على الرجل, تبقى مجتمعات أحسن و لقيت إن فعلا فيه قبائل و مجتمعات امومية (matriarchal societies) بس لقيت إن المجتمعات دي متخلفة برضه و الست بتقهر الراجل و فيه مجتمعات منها الست ممكن تتجوز أكتر من رجل و ده محلش مشكلة المجتمعات الأبوية اللي موجودة في المنطقة العربية.

الحقيقة إن المجتمعات اللي فيها احترام متبادل بين الرجل و المرأة و تحترم المرأة و تري إن دور المرأة مهم داخل البيت و خارجه في الحياة العامة هي المجتمعات السوية القادرة على التقدم و الحقيقة إني اري إن الرجل يتميز بصفات مهمة و كذلك المرأة و الاتنين بيكملوا بعض و دورهم اساسي في تكوين كيانات متكاملة من أول اصغر كيان زي الأسرة لاكبر كيان زي الدولة.

أنا شخصيا ادعم المرأة في حربها ضد الرجعية و المجتمع الذكوري و أتمنى ان نعامل المرأة كإنسان كما نتعامل مع الرجل و اري إن من يري انه يحافظ على المرأة باعتبارها قطعة حلوي هو في الحقيقة يري نفسه ذبابة.

Wednesday, 18 February 2015

داعش صناعة امريكية ولا لأ

18 فبراير 2015

رسالة للمصريين اللي شايفين إن داعش صناعة امريكية.

تعالوا نفترض إن امريكا فعلا بتساعد داعش و بترمي لهم سلاح و أكل بالطائرت عشان جبنا كام صورة لطيارة بترمي شوية حاجات في الصحرا و قلنا إن ده لداعش مع إن مشفتش أي تصريح رسمي لأي مسؤول في أي دولة يدين امريكا على دعمها لداعش. المهم خلينا مصدقين إن داعش صناعة امريكية بأمارة الخنجر اللي ماركته امريكاني على اساس إني لو لبست تيشيرت Tommy ابقى عميل امريكاني. أي هري من الكلام ده أنا هصدقه و همشي معاه و هقول إن امريكا بتدعم داعش, هل كده كل مشاكلنا اتحلت؟؟

هل ده معناه إن مفيش عرب و مصريين بينضموا لداعش و بـيحاربوا معاهم؟؟ هل ده معناه إن مفيش بنات اتبهدلوا هناك لما صدقوا موضوع جهاد النكاح و راحوا يجاهدوا هناك مع المقاتلين؟؟ هل أي واحد فينا ميعرفش اصدقاء شخصيين مؤيد لداعش و اللي بيعملوه؟؟ هل تعتقد إن دعم امريكا فقط ممكن يصنع كل الناس المؤيدة للجماعة دي؟؟ إنت مش شايف إن فيه أي أسباب تانية ممكن تكون سبب في ده؟؟

حضرتك مش شايف إن فيه ناس بتستشهد باحداث تاريخية حصلت من المسلمين الأوائل شبه اللي بيحصل دلوقتي من داعش؟؟ أنا عارف إن فيه ناس بترد على الكلام ده و بتقول إن المسيحيين في اوروبا عملوا حاجات شبه كده, و أنا مش مختلف مع الرأي ده, بس أنتم مش واخدين بالكم إن المسيحيين دلوقتي بيعترفوا إن اللي حصل زمان من اجدادهم كان غلط و ادانوا اللي حصل زمان و اعتذروا عنه؟؟

هل هناك من يعتقد إن امريكا لو بطلت تدعم داعش, الدواعش هيختفوا؟؟ الحقيقة لأ لإن بكل بساطة داعش صناعة محلية و الاسباب كتير منها القهر و الجهل و غياب العدل و الطائفية اللي بيغذيها التمسك بالتدين الظاهري و التشبث بحرفية النص الديني و البعد عن روح النص الديني و غياب الانسانية.

داعش في العراق صناعة محلية و الاسباب معروفة و هو القهر اللي تم ممارسته أيام صدام ضد الشيعة و كرد فعل طبيعي تم قهر و ظلم السنة من قبل الشيعة بعد سقوط صدام و كان هذا هو نواة تكوين داعش في العراق. ممكن ترجع للبوست ده لو عايز تفاصيل أكتر شوية: http://fadykhair.blogspot.ca/2015/02/blog-post_44.html

داعش للاسف موجودة في أي مجتمع غير سوي يسوده الظلم و القهر و التفرقة بين الناس و الجهل و استخدام الدين لاذكاء روح الطائفية و العنصرية.

لو عايز تساعد في حل مشكلة داعش, واجه الحقيقة و بلاش ترمي كل مشاكل المجتمع على نظرية المؤامرة و تقول امريكا هي السبب. أي دولة في العالم بتعمل اللي يخدم مصالحها و لو افترضنا إن هناك دعم امريكي لداعش فده مش معناه إن دي أكبر أسباب انتشار داعش عشان بكل بساطة منطقتنا العربية هي المفرخة الأساسية للدواعش في الحقيقة.

لو فيه مشكلة في احداث قديمة حصلت, مطلوب ادانة أي خطأ حدث من أي إنسان أو على الاقل اعتباره فعل بشري لا علاقة له بالدين. ما احنا عارفين إن مفيش حد مبيغلطش و ممكن أي إنسان مهما كان يغلط و يتصرف غلط في أي وقت.

مشكلة داعش مشكلة فكرية بالاساس و الدليل الناس اللي في كل مكان و نعرفهم و مؤيدين لداعش.

دفن الرؤوس في الرمال مش مفيد لأي حد. للاسف المجتمع العربي وصل لمرحلة من العجز عن مواجهة مشاكله و كل ما يتزنق في أي مشكلة يستخدم شماعة امريكا. أي مصيبة تحصل تبقى امريكا السبب.

حاجة على جنب كده, لما حد يحاول يقول إن المسيحيين السبب في عمليات الإبادة اللي حصلت في امريكا الشمالية و إبادتهم للهنود الحمر, بصراحة أنا بيجيلي حالة من الضحك اللا ارادي لإن مش معني إن الناس اللي عملت الجرائم دي مسيحيين, تبقى الجريمة تدين الديانة المسيحية. هل حد من المجرمين دول مسك الانجيل و طلع أي حاجة تفيد إن اللي بيعمله ده من الدين المسيحي؟؟ أنا على حد علمي محصلش و لو الموضوع بيتقاس كده, يبقى الاسلام مدان في الإبادة العرقية اللي حصلت من تركيا للأرمن. طلعوا الدين من الموضوع هتلاقوا إن البشر طبيعة واحدة لما بيغيب القانون و العدل, الطرف الاقوى بيتحول لداعش بغض النظر عن هويته.

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155204546820029

Monday, 16 February 2015

بخصوص ما حدث في ليبيا و رد مصر العسكري

16 فبراير 2015

تابعت كما تابع كل المصريين تقريبا ما حدث في ليبيا من جريمة قذرة على يد داعش ضد مجموعة من المصريين (كلهم اقباط) و بث فيديو للطريقة البشعة في ذبحهم كما تابعت ردود أفعال الكثير من الناس قبل و بعد هذه الجريمة و شاهدت خطاب السيسي بعد الحادثة و الرد المصري بالضربة الجوية على أهداف ليبية و لي كذا ملاحظة على كل ما حدث بعد فترة من المتابعة و محاولة فهم ما يحدث من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام المختلفة و أراء المصريين بانتمائاتهم المختلفة.

1. مجموعة المصريين بقالهم أكتر من 40 يوم محتجزين من قبل جماعة داعش و لم اجد أي خطوات جادة من النظام المصري لانقاذهم حتى إني ترحمت عليهم من قبل بث فيديو الدبح لإني ايقنت إن الحكومة المصرية لا تفعل أي شيء للحفاظ على أرواحهم. كنت أتمنى ان يخرج علينا أي مسؤول و يشرح أي مجهود بذل لإنقاذ هؤلاء الأبرياء و لكني لم أرى أي شيء من النظام المصري قبل وقوع الجريمة.

2. بعد بث فيديو الجريمة البشعة, رأيت الفيسبوك تحول إلى ما يشبه الانفجار بكميات مهولة من المشاركات بالفيديو على الرغم من بشاعته. أنا في الحقيقة لا ادري ما هو الهدف من نشر فيديو بهذه البشاعة. الكل يعلم مدى وحشية داعش من فترة طويلة, و لم اري أي إنسان يغير مواقفه بعد رؤية هذه النوعية من الفيديوهات و أتمنى من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية التعقل و عدم نشر هذه الفيديوهات لعدم جدواها و ضررها البالغ على سلوكنا إذا اعتدنا مشاهد القتل و الدم.

3. زيارة السيسي للكاتدرائية و تقديم واجب العزاء للبابا و الكنيسة المصرية من وجهة نظري يؤكد إن النظام المصري مصمم على اعتبار الاقباط كجالية مصرية لها مندوب يتكلم بإسمهم و هو البطريرك و هذا شيء أتمنى ان ينتهي و يعامل المصريين جميعا كمصريين لا فرق بين مسلم و مسيحي و لا ديني. لو الضحايا كانوا مسلمين, هل كان سيقوم السيسي بتقديم واجب العزاء لشيخ الازهر؟؟ لا اعتقد و هنا احب إن اذكر السيسي بما قاله يوم عيد الميلاد للاقباط لما قال لهم إننا كلنا مصريين. كنت أتمنى إن يقدم السيسي واجب العزاء لأهالي الشهداء.

4. وجدت مجموعة كبيرة من المصريين تهلل و تضخم من حجم الضربة الجوية كما رأيت إن اغلب الشعب المصري اصبح خبير في أنواع الأسلحة و الفروقات بين أنواع الطائرات المختلفة. الغريب إن اغلب المهللين بعد الضربة الجوية كانوا ضد التدخل العسكري في ليبيا حتى لا تتشتت الجهود داخل و خارج مصر  و اري ان هذه ردود الافعال تنم عن جهل شديد من مجموعة من الناس تريد إن تحتفل بأي إنجاز حتى لو كان وهمي. 

5. أنا لست خبيرا حربيا حتى احدد ما هو الرد المصري الأمثل على هذه الجريمة. طبعا رد فعل الاردن بعد مقتل الطيار الاردني بسوريا عالقا بكل الأذهان و كل مصري يرى إن الضربة الجوية اقل رد على ما قامت به داعش تجاه المصريين الأبرياء. الاشكالية من وجهة نظري هو اختلاف الظروف بين ماحدث في سوريا و ما حدث في ليبيا و هذا شيء مهم من وجهة نظري لا يمكن إغفاله فأنا لا اعتقد إن هناك اردنيين كثر في المناطق السورية التي تسيطر على داعش و لكن معروف إن هناك مئات الالاف من المصريين في ليبيا و من الوارد جدا ان تقوم داعش بعمل تصعيد اخر بعد الضربة الجوية المصرية و تقوم بذبح المزيد من المصريين. لا اري تحرك مصري جاد لتأمين المصريين العاملين بليبيا و توقعاتي إن يتطور الموقف و يكون هناك خسائر اكثر من ارواح المصريين الأبرياء بليبيا و تنجر مصر لتدخل عسكري اكبر من الضربات الجوية و أتمنى من قلبي ان تخيب توقعاتي هذه.

اخيرا, أتمنى ان يلهم الله العزاء لأهالي كل الشهداء المصريين و سلامة بقية المصريين بليبيا و ان يخيب ظني في مخاوفي تجاه انجرار الجيش المصري لعمليات اوسع من هذه الضربة الجوية بليبيا و اتمني ألا يتطور الوضع في ليبيا و ألا نري المزيد من الدماء المصرية بليبيا. أتمنى للجيش المصري التوفيق في كل خطوة يتخذها لحماية حدود مصر و ردع أي خطر خارجي و تكون الضربة الجوية محسوبة بدقة لا تؤثر على  سلامة بقية المصريين هناك.

#ربنا_يستر

https://www.facebook.com/fkhair/posts/10155199631720029

Saturday, 14 February 2015

يوميات موظف في الشركتين

١. الشركتان

في مصر، انا اشتغلت في شركتين. الشركتين الادارة مصرية خالصة بس في فرق السما من العمي بينهم.
الشركة الأولي كانت بتشجع كل واحد انه يقول رأيه حتي لو رأي مخالف لرأي الأغلبية و كانت الادارة بتحاول تطور من قدرات الناس اللي شغالين عندها و مش بس في التكنولوجيا اللي الشركة شغالة فيها، دي كان بتدي كورسات في المهارات التانية زي communication skills و customer service اللي هي حاجات مكملة للشغل بتاع الشركة بس مهارات أساسية عشان الشركة تكبر. من الحاجات الملفتة في الشركة دي ان مفيش شخص واحد بس هو اللي في إيده كل قرارات الشركة.

الشركة التانية كانت علي النقيض، مفيش حاجة بتتعمل غير لما اكبر واحد في الشركة يبصم عليها و كل الناس اللي شغالين تحت الشخص ده كل المطلوب منهم تنفيذ أوامره من غير تفكير او مناقشة، و لو حد فكر يتناقش معاه، مفيش اي حاجة بتتغير لغاية ما كل الناس بطلت تفكر تتناقش معاه في اي اقتراح يحسن الشركة. طبعا مفيش اي كورسات حد بياخدها عشان الناس تحسن من مستواها.

الشركة الأولي انا ابتديت فيها كانت فيها حوالي ٦٠ موظف و كانت بتكبر كل شوية لغاية ما وصلت اكتر من ٦٠٠ موظف قبل ما اسيبها. الشركة التانية مكانتش عارفة تكبر. الغريب في الموضوع ده ان الشركة الأولي كانت بتعدي بأوقات صعبة عكس الشركة التانية. يعني مثلا ايام ١١ سبتمبر كان معظم الشغل مع أمريكا و لما حصلت الحكاية دي معظم الشغل اللي كان موجود ابتدئ يقل و الناس بقيت فاضية و الشركة اضطرت تمشي حوالي ٢٠٪ من الموظفين ساعتها بس في نفس الوقت غيرت من سياستها عشان متبقاش معتمدة علي نوع معين من العملاء و عرفت تعدي الأزمة و تكبر بعد كده. الشركة التانية علي النقيض كانت ظروفها أحسن عشان كانت واكلة السوق في الشرق الأوسط بالبرنامج بتاعهم بس معرفوش يطوروا البرنامج بتاعهم عشان يواكب التغيرات اللي بتحصل في التكنولوجيا لغاية ما وصلوا ان البرنامج بتاعهم مبقاش بيتباع في اي حتة تانية و العملاء ابتدت تفكر تغير البرنامج لحاجة اجدد.

من وجهة نظري الشركة التانية بتمثل مصر اللي نعرفها من ساعة ١٩٥٢. الرئيس هو اهم شخص و مفيش حاجة بتمشي غير بكلامه و كل الناس اللي تحته مالهمش اي فرصة يكبروا و مع ان البلد فيها ثروات كتير، البلد مش عارفة تكبر و يمكن بتخسر علي المدي الطويل.

الشركة الأولي مع ان ظروفها اصعب، بس بتستخدم الأسلوب العلمي في الادارة و بتعرف تعدي الأزمات و تكبر علي المدي الطويل. الشركة الأولي مش شركة مثالية و كل الناس عارفين ان فيها مشاكل بس اهم حاجة انهم بيعترفوا بمشاكلهم و بيفكروا ازاي يحلوها و ساعات بيغلطوا بس في الاخر الدنيا ماشية. الادارة بتاعتها إدارة مصرية بس بأسلوب عصري مختلف و عشان كده انا مقتنع ان مصر ممكن تتحول للنموذج ده لو عرفنا نخلص من فكرة القائد الأوحد اللي عارف كل حاجة و الدنيا مش هتمشي غير بتوجيهاته. علي فكرة الموضوع مش صعب بس محتاج تغيير أفكار في ناس معتبرنها ثوابت لا تتغير


٢. علاقة الموظف بشركته

للتسهيل هسمي الشركة الأولي إكس و الشركة التانية ميم. معظم كلامي هيكون مواقف من الشركة إكس لسببين:
- كلنا تقريبا عارفين الدنيا ماشية ازاي جوه الشركة ميم عشان أسلوبها هو الأسلوب المستخدم في مصر كلها تقريبا
- الهدف الأساسي اننا نتعلم الأسلوب الجديد اللي عامل نتائج أحسن من الأسلوب القديم اللي كلنا عارفينه و بنشتكي منه
اول ملحوظة حاستها هي علاقة الموظفين بشركتهم. في الشركة إكس تحس ان الموظفين عندهم انتماء لشركتهم مش موجود في الشركات التانية. طبعا اي واحد بيجي الشركة مكانش بيحس كده بس مع الوقت بيتغير و انتماؤه للشركة كان بيزيد.

و ده من وجهة نظري راجع لإدارة الشركة اللي كانت بتهتم توصل للموظفين انهم اصحاب الشركة و ان نمو الشركة سببه شغلهم و عشان تعمل كده كانت بتعمل شوية حاجات:
- كانت الشركة إكس بتعمل اجتماعات دورية مع الموظفين عشان تفهمهم وضع الشركة و سياستها و اي تغيرات بتحصل و أسبابها
- العدل نوعا ما بين الموظفين في الترقيات و العلاوات و ده كان علي اساس المجهود و الكفاءة اللي بتتقاس بمعايير ثابتة لكل الناس.
- كانت بتشجع الناس انهم يتكلموا و يعبروا عن رأيهم من غير خوف، اكيد كان بيحصل حاجات تضايق اي حد، بس عمر ما حد مش عاجبه حاجة كان خائف يتكلم مع مديره او حتي اكبر واحد في الشركة عن اللي مضايقه.

من الحاجات اللي كانت متكررة في الشركة ميم، كان طبيعي ان موظفين الشركة ميكونش عاجبهم حاجة معينة و كان عادي انهم يشتكوا بينهم و بين بعض، بس كان من المستحيل تقريبا ان حد يروح يشتكي لأكبر واحد في الشركة و كانت الجملة المتداولة بين الموظفين هي "كل عيش و ربي عيالك"


٣. الشركة والقوانين

من ضمن الحاجات اللي شفتها في الشركة اكس و مكانتش موجودة في الشركة ميم (ومعرفش إذا كانت لسة موجودة في الشركة اكس) إن كان في قوانين واضحة وصريحة ماشية على الجميع وهي إن الشركة هدفها الوحيد هو الشغل وملهاش أي دين, أو جنس, أو توجه سياسي.

أنا فاكر أول يوم رحت فيه الشركة, مضيت على اقرار بالمعنى ده وكان فيها حتى بند إن الشركة معندهاش أي فرق بين إنسان و إنسان حتى لو كان استغفر الله العظيم ....

في فترة حصلت مشاكل في البلد, وناس في الشركة ابتدوا يعترضوا على المشاريع مع نوع معين من العملاء لأسباب سياسية. أنا فاكر إن صاحب الشركة عمل اجتماع مع كل الموظفين ساعتها وكان كلامه واضح إن الموضوع ده مش مقبول في الشركة واللي مش عاجبه يمشي.

بغض النظر عن نوع القوانين, الفكرة اللي عجبتني إن القانون بيحترم وعلى الجميع الإلتزام بيه وحرية التعبير الموجودة مش متعارضة معاه عشان حرية التعبير كانت في إطار الشغل لا أكتر ولا اقل.


٤. الشركة و الإجتماعات

من الحاجات الظريفة في الشركة ميم هي الاجتماعات اللي كانت بتناقش اي موضوع في الشغل و يكون حاضر فيه صاحب الشغل مع الموظفين الكبار. كان الاجتماع معروف هيبتدي امتي بس استحالة تعرف هو احتمال يخلص بعد قد ايه و تخش الاجتماع تسمع تفاصيل غريبة انت مالكش اي دعوي بيها. الغريب في الموضوع ده ان صاحب الشركة كان لازم يفهم كل تفصيلة بتتقال و لازم هو اللي ياخد القرارات في كل موضوع.

طبعا الموظفين اللي مكانوش بيحضروا الاجتماعات دي كانت بتخاف علينا يكون حصلنا حاجة بعد تلات ساعات من الاجتماعات المغلقة خاصة بعد ما نطلع من الاجتماع و كل واحد مغمي عليه تقريبا من كمية الكلام اللي مالوش اي علاقة بيه و الوقت اللي ضاع علي الفاضي.

المشكلة كانت عندي اني اتعلمت ازاي الاجتماعات الناجحة تكون من الشركة إكس و كنت علي طول بقارن بين الاجتماعات في الشركتين.

في الشركة إكس، اتعلمت ان الاجتماع الناجح لازم يكون:
- ليه بداية و نهاية محددة
- ليه أجندة و محددة بنقاط واضحة و معروف الوقت المخصص لكل نقطة
- الحاضرين في الاجتماع لازم يكونوا ليهم علاقة بالموضوع المطروح للنقاش
- لازم يكون في واحد بياخد meeting minutes اللي هي بالعربي محضر الاجتماع اللي بيكون مكتوب فيه النقط اللي اتناقشنا فيها
- مع كل قرار يتاخد، لازم يكون في حد مسئول عن القرار ده و ليه ميعاد واضح لتنفيذه. بالإنجليزي action items with clear due dates and owners

لما اتفرجت علي اجتماع الحوار الوطني بتاع أزمة سد النهضة السري المذاع علي الهواء افتكرت اجتماعتنا في الشركة ميم.


٥. الشركة والمشاكل

طبعا كان بيحصل مشاكل في كل شركة بس طريقة الحل كانت مختلفة بين الشركتين.
انا فاكر ان كان في مشكلة في البرنامج المستخدم في الشركة ميم لما عدد المستخدمين بيزيد و البرنامج بيقف و المستخدمين مبيعرفوش يشتغلوا و ساعات كان في معلومات بتضيع. الشركة ميم كانت مصممة ان المشكلة مش عندهم و ان المشكلة سببها Microsoft اللي عملت البرنامج اللي الشركة مستخدماه عشان تنقل المعلومات اللي بيدخلها المستخدمين. و طبعا كل ما تحصل المشكلة دي عند اي عميل، الإجابة بتكون هي هي و ان Microsoft هي اللي وحشة و الشركة زي الفل. طبعا الكلام ده مكانش بيخش علي العملاء و حتي لو اقتنعوا مرة، صعب انهم يتفهموا الموقف بعد كذا مرة تحصل نفس المشكلة.

في الشركة إكس، اتعلمنا ان لما تحصل مشكلة، لازم ندور علي الأسباب اللي خلت المشكلة تحصل عشان نعرف نحل اصل المشكلة و عشان متحصلش المشكلة نفسها مرة تانية في اي مشروع تاني.

القصة دي هدفها ان لما تحصل مشكلة، في طريقتين لمواجهتها.
- الطريقة الأولي و هي المتبعة في معظم الأحوال في مصر هو اننا ندور علي اي حد نلبسه المشكلة عشان نطلع احنا كويسين و يا عيني السبب في الطرف الاخر اللي عامل الأزمة. احنا حتي ممكن نألف حاجة وهمية عشان نطلع احنا الغلابة (نظرية المؤامرة). للعلم البرنامج بتاع Microsoft مكانش هو السبب عشان برامج تانية كانت بتستخدم نفس الحاجة بس برنامج الشركة ميم كان هو الوحيد اللي عنده المشكلة دي
- الطريقة التانية و هي المتبعة في الدول المتقدمة هي الاعتراف بالمشكلة و البحث عن أسباب حدوثها بطريقة علمية و العمل علي إيجاد حلول لهذه الأسباب.


٦. الشركة والتغيير

اول ما رحت الشركة اكس، مكانش في نظام قوي في متابعة ساعات العمل للموظفين و مكانش في نظام لمتابعة المشاريع و كانت الدنيا ماشية بالبركة شوية، و كان ادخال ساعات العمل و معرفة ظروف اي مشروع بي حدده الشخص المسؤول عن المشروع و كل واحد و ظروفه. الدنيا كانت ماشية كويس بصراحة عشان العدد ماكنش كتير و المشاريع كانت مش كبيرة قوي.

بس بعد فترة و الشركة ابتدت تكبر و العدد ابتدئ يزيد و المشاريع ابتدت تكبر، المسؤولين عن الشركة عرفوا ان نظام البركة بتاع زمان مش هينفع و لازم يجيبوا نظام عشان يتابع آداء الموظفين و آداء المشاريع المختلفة. ساعتها جابوا برنامج اسمه Change point عشان الناس تدخل فيه الساعات اللي هي اشتغلتها و عشان الشركة تعرف آداء المشاريع المختلفة. البرنامج ده كان غالي شوية بس الشركة قررت انها لازم نصرف شوية اكتر عشان توصل للنتيجة اللي هي عيزاها في المستقبل.

الموضوع ده كان من اكتر الحاجات اللي احتاجت وقت عشان الناس تستخدم البرنامج ده و كان في مقاومة رهيبة من معظم الموظفين لأسباب كتير منها انه ايه لازمة الخنقة و التعقيد مع ان الدنيا ماشية زي الفل بس بصراحة الادارة كانت مصممة علي التغيير و ابتدت تعلم الناس واحدة واحدة أهمية البرنامج ده و ابتديت بأبسط الحاجات و مع الوقت الناس ابتديت تتعود علي الموضوع و الحياة بقيت أحسن و الادارة بقيت عندها رؤية أفضل لآداء الموظفين و المشاريع.

انا شوفت الوضع القديم قبل change point و شفت المرحلة الانتقالية بين الهرجلة و النظام الجديد و عيشت الفترة دي اللي مكانتش أحسن حاجة في الدنيا ساعتها عشان كان المديرين بيزنوا علي الناس عشان يقتنعوا انهم يستخدموا البرنامج ده و طبعا كانت الادارة بتزن علي المديرين عشان يعملوا كده، بس اي واحد جه الشركة بعد المرحلة الانتقالية دي ما عديت عمره ما كان يتخيل الشركة من غير وجود البرنامج ده و كانت حياته هتكون جحيم لو مفيش نظام يتابع آداء الشركة خصوصا مع العدد الكبير.

انا مقتنع ان change point هو نقطة تحول فعلا في آداء الشركة دي و لولاه مكانتش الشركة هتعرف تكبر و تحافظ علي آداءها العالي مع الوقت.

الموضوع ده بالظبط هو حال مصر دلوقتي. الكل عارف ان لازم يكون في نظام محترم البلد تمشي عليه و لازم كل الناس تقتنع بيه و شيء طبيعي ان يكون في مقاومة لأي نوع من انواع التغيير و أسباب المقاومة كتير عشان طبيعة الانسان نفسه ضد التغيير بس الادارة الناجحة هي اللي تعرف تفهم الناس ليه التغيير مطلوب و تعرف تقنعهم بالتغيير و انا متأكد إنه هيجي اجيال في المستقبل هتستعجب ان أجدادهم كانوا بيقاوموا التغيير.

كذا ملحوظة في كلامي ده:

- انا معرفش الشركة لسة شغالة ب change point و لا لأ، بس انا متأكد ان اكيد في نظام موجود حاليا بيقيس آداء الموظفين و آداء المشاريع المختلفة.
- اهم ناس لازم تؤمن بالتغيير هي الادارة عشان هي اللي هتقدر تحط الخطط اللي تخلي الناس تلتزم بالمسار الجديد. طبعا عشان الادارة تؤمن بالتغيير، لازم تقتنع ان الظروف بتاعة زمان ايام البركة مبقتيش تنفع دلوقتي بعد ما الدنيا كلها اتغيرت في الفترة الاخيرة
- الادارة ممكن تكون مقتنعة بالتغيير بس معندهاش دافع انها تطبقه عشان ممكن مصالحها الشخصية هتضر شوية عشان اي تغيير بيكون ليه تكلفة في الاول بس لو الادارة ذكية و بتبص لقدام، اكيد هتعرف ان التكلفة حتي لو كانت عالية شوية، فالنتيجة المطلوبة هتغطي علي كل التكاليف في المستقبل.
- طبعا الادارة لازم يكون هدفها الأساسي هو مصلحة البلد والا يبقى مفيش حاجة هتتعمل
من الآخر، لو مفيش تغيير للأفضل، النتيجة الطبيعية هتكون الرجوع للخلف.


٧. تغييرات شكلية لا جادة

من اكتر الفترات اللي استفدت فيها في حياتي العملية هي الفترة اللي اشتغلت فيها account engagement manager. الشغلانة دي هدفها ببساطة اني أكون علي اتصال دائم مع العملاء اللي بيستخدموا برامج الشركة عشان اضمن رضائهم عن الشركة و نحصل علي شغل اكتر منهم و نقدر نتوسع و نكسب عملاء اكتر في المستقبل.

الكلام ده كان في الشركة ميم اللي فيها صاحب الشركة هو صاحب الرأي الاول و الأخير في كل قرارات الشركة مهما كانت صغيرة، فقبل ما أقرر اني هنقل للشركة دي، رئيس الشركة أقنعني و قاللي انهم محتاجين واحد في خبرتي عشان يحسنوا مستوي خدمات الشركة و يستفيدوا من اللي اتعلمته في الشركة اللي كنت فيها قبل كده.

بصراحة كنت متحمس جداً و قررت اني انضم للشركة الجديدة و بسرعة اتعلمت حاجات كتير عن البرنامج الأساسي اللي اغلب العملاء بيستخدموا و اكتشفت ان البرنامج ده هايل و فكرته حلوة جداً بس فيه شوية مشاكل مختلفة بتأثر علي كفائته عند استخدامه.

المهم في الفترة الأولي كان بيجي لي شكاوي كتير من العملاء و انا كنت بحاول أهديهم شوية بوعود بحل المشاكل قريبا و ساعات كتير احاول اثبت لهم ان المشكلة عندهم مش في البرنامج نفسه و كان صاحب الشركة مبسوط من أدائي في التعامل بتاعي مع العملاء دول علي اساس اني عارف أهدي غضبهم، بس انا في نفس الوقت كنت بحاول مع فريق العمل داخل الشركة اننا نحاول نرفع من جودة و كفاءة البرنامج و حاولت اقدم اقتراحات و أفكار جديدة عشان نعمل ده و كنت بقدم المقترحات دي لصاحب الشركة، و بصراحة كان بيتقبلها مني بابتسامة رقيقة بس في النهاية الإصلاحات كانت في إطار محدود و ليس بالشكل اللي كنت أأمل فيه.

مع الوقت، تحسن اداء البرنامج المستخدم بدرجة طفيفة لم ترضي العملاء و تصاعدت حدة الغضب عند الكثير منهم و انا في نفس الوقت بحاول استخدم نفس الطرق لتهدئتهم بوعود غالبا ما لا تحقق او احاول اشرح لهم ان الخطأ من طرفهم في محاولة لكسب المزيد من الوقت بدون اي تحسن حقيقي في الأداء الداخلي للشركة بالدرجة اللي كنت بتمناها لتحقيق مستوي رضي اعلي للعملاء بتوعي اللي كنت شايف انه لا يتحقق الا بتحسين مستوي جودة البرنامج المستخدم و ليس بالكلام و محاولات شرح الموقف لهم بطريقة ظريفة.
فضلت في الموضوع ده حتي استقلت من الشركة. ايام العمل كلها كانت شبه بعضها بتضيع في محاولات يائسة لتهدئة العملاء و محاولات اكتر يأسا لتغيير النظام الداخلي للشركة بغرض حل المشاكل.
ما أراه حاليا في المشهد السياسي قريب جداً لما حدث معي في هذه الشركة المصرية الأصيلة.
ما يحدث حاليا من النظام هو إدراكه للضغوط القوية عليه من الشعب و إدراكه لكثير من الأخطاء و لكن لا نية جادة لإصلاح حقيقي للشأن الداخلي او ممكن نقول هناك عجز عن التفكير في حلول جديدة لحل المشاكل الموجودة و كل ما تم عمله هو إحضار اشخاص علي قدر من الكفاءة من خارج النظام لتحسين الصورة الخارجية كعصام حجي و مصطفي حجازي علي سبيل المثال لمحاولة تهدئة الشعب و إقناعه ان الإصلاح قادم قريبا و لكنه في المطبخ السياسي الوضع علي ما هو عليه مع عمل تغيرات طفيفة لم و لن تؤتي ثمارها المرجوة عند الشعب.


٨. فريق الجودة  (Qaulity Team)

بعد تخرجي من الكلية، اشتغلت و العياذ بالله software developer. الشغلانة دي باختصار هي اني اشتغل في بناء البرامج اللي تحقق اللي العملاء بتوع الشركة عايزاه.

لما ابتديت شغل، كان لكل مشروع، لازم يتكون فريق عمل من مدير مشروع، software developers و quality engineers.

العلاقة بين ال software developers و ال quality engineers علاقة غريبة جداً بالنسبة للمجتمع المصري لإن ال quality engineers مطلوب منهم انهم يطلعوا المشاكل في المنتج اللي بيشتغل عليه ال software developers.

الغريب ان اغلب ال developers كان عندهم اقتناع تام ان بتوع ال quality دول مالهمش لازمة و مش بيفهموا حاجة و بيعملوا الشغل علي الفاضي و الأغرب من كده اني شفت ناس بتقول اننا المفروض منعملش اي testing  و نخلي العميل يجرب اللي بنعمله و بعدين نحل اي مشاكل يلاقيها بعد كده.

مع الوقت، اقتناعي بدور ال quality engineers كان بيزيد و حاليا انا مقتنع تماماً ان اي فريق عمل من غير ناس بتطلع المشاكل في المنتج اللي الفريق بينتجه ميقدرش يطلع منتج محترم يرضي الناس اللي بتستخدمه.
من اهم العوامل الي تخلي دور الناس بتاعة ال quality دورهم معمول صح انهم يكون عندهم مواصفات المنتج اللي هيختبروه و تكون المواصفات واضحة و الا هتلاقيهم بيتخرعوا مواصفات من عندهم بناء علي ميولهم و تفكيرهم و هتلاقيهم طلعوا مشاكل ممكن متكونش مشاكل أساسا.

ملحوظة مهمة، الشخص اللي بيقوم بدور بتاع ال quality، مش مطلوب منه خالص انه يقول ازاي المشكلة تتحل و الحل دايما عند الفريق اللي شغال علي انتاج المنتج المطلوب.

لو بصينا علي دور الناس بتاعة ال quality في اي منظومة في الحياة هنلاقي ان دورهم قوي و رأيهم مهم جداً في المنظومات الناجحة و دورهم هامشي او غير مؤثر او مش موجود في المنظومات الفاشلة.


٩. Tech Leads

في شغلتنا بتاعة ال software development، غالبا المنتج النهائي بيكون اشتغل عليه ناس كتير بخبرات و مهارات مختلفة.
كل واحد في فريق العمل بيكون عنده أولوياته و اهتمامات مختلفة بالنسبة للمنتج النهائي.

يعني مثلا، مدير المشروع بيكون اهم حاجة عنده انه يسلم المشروع في الميعاد المحدد و بالميزانية الصح من غير تكاليف زيادة. الراجل ده غالبا بيكون مش فاهم التفاصيل الدقيقة بتاعة المنتج النهائي علي عكس المبرمج مثلا اللي بيكون مركز اكتر في التفاصيل الدقيقة في الأجزاء اللي هو شغال عليها و غالبا بيكون مش عارف اي حاجة بتحصل بره الجزء الخاص بيه.

من اكتر الحاجات الظريفة اللي بتحصل عادة هي الأحاديث اللي بتحصل بين الناس اللي شايفة اجزاء من المشروع بعدسة مكبرة و الناس اللي شايفة الصورة الكبيرة و مش بتركيز في التفاصيل و غالبا لما بيجيبوا الاتنين دول مع بعض في اجتماع معين، بتحس ان الشخص الخبير اللي شايف التفاصيل الدقيقة بالنسبة للشخص الاخر كإنه بيتكلم كلام مالوش معني و ساعات بيحس انه بيتكلم لغة تانية.

الموضوع ده مشهور جداً في المجال بتاعي و عشان كده اخترعوا شغالنة اسمها technical lead و غالبا شغلة الراجل ده بتنحصر بين انه يقعد مع الناس اللي مالهاش في التفاصيل و يحاول يشرح كلامهم للناس بتوع التفاصيل و العكس صحيح، و بمعني أصح بيقوم بدور المترجم بين النوعين دول.
من غير الشخص ده، الناس المختلفة مبتعرفش تكلم بعض او بيحسوا ان كل طرف غبي و مبيفهمش.


في الحياة العادية، بيحصل زي كده و اكتر.