8 يناير 2016
اتابع من بعيد ما يدور من احداثالم في المحروسة, و هي احداث اصبحت شبه محفوظة و متكررة توضح مدى الفشل الذي تعاني منه المحروسة منذ فترة غير قليلة, و لكن استوقفني ثلاتة مشاهد التي اقف امامها و لا اجد أي رد فعل مناسب غير الابتسام على ما اراه.
المشاهد الثلاثة هم:
- حبس اسلام البحيري بسبب اراءه التي يرى الازهر إنها تهدم الدين الاسلامي.
- قرار ابراشية ملوي منع تصاريح الزواج بسبب ما يحدث في ليالي الحنة.
- خطاب الرئيس السيسي بمناسبة المولد النبوي.
المشهد الاول و البطل فيه هو الازهر و ليس اسلام البحيري و ما يدور من جدال على قنوات الاعلام حول هذا القرار و اصرار مشايخ الازهر على التأكيد إن فقط المتخصصين و علماء الدين هم من لهم الحق في التحدث في الامور الدينية و اعتبارهم إن الدين علم كغيره من العلوم و انهم فقط من لهم الحق في التحدث في الامور الدينية باعتبارهم دارسين و علماء الدين الذين يملكون القدرة على فهم اصول الدين الاسلامي يدعم كلامهم فئة ليست صغيرة من عامة الشعب الذين يرون إن الدين علم لا يفهمه غير المتخصصين و الدارسين مع إن ابسط قواعد المنطق تقول إن الدين و فهمه لا علاقة له بأي علم نعرفه, و إنه لا أحد و جهة تملك القدرة على احتكار الحقيقة و تصدير فكرة إنها الجهة المعتمدة للتحدث بإسم الله و الدليل على هذا هو ببساطة العدد المهول من الاديان و المذاهب اللي يعتنقها المليارات من البشر على كوكبنا و اتباع كل دين أو مذهب يؤمنون تماما إن فهمهم للدين هو الحقيقة المطلقة.
المشهد التاني لا يقل سخرية عن المشهد السابق, فالكنيسة و قياداتها يرون انهم الأوصياء على الاقباط و لهم حق التأديب بحجة إنها تقوم بدور الرعاية و الابوة للاقباط مدعية إنها ايضا تملك الحقيقة المطلقة و إن شريعتها هي شريعة المسيح التي تسلمتها الكنيسة من ألفين عام. المثير أيضًا هو دعم كثير من الاقباط لقرار الكنيسة و قبولهم لفكرة إن الكنيسة هي الراعي و الاب و المسؤول عن جموع الاقباط في المحروسة.
المشهد الثالت و هو خطاب متكرر سمعناه بطرق مختلفة من الرئيس السيسي و الذي يؤكد فيه بكل صراحة إن من جاء به رئيس هو الله و لم يكتف بذلك و لكنه وصف نفسه بالملك عندما اخذ الاية القرآنية "تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء" و اعتبرها إنها توصف حالته و خضوعه لله في اختياره. فهو بهذا الكلام يضرب بعرض الحائط فكرة الجمهورية التي هو رئيس سلطتها التنفيذية و نصب نفسه ملكا على مصر. الجميل في هذا إن فئة غير قليلة من المصريين يرون إن هذا الكلام طبيعي و ليس فيه أي لغط.
الحقيقة إن المشهد العام لمصر هو مشهد اصيل من مشاهد القرون الوسطي حيث يرى الحاكم إنه الملك على البلاد و اغلب الشعب لا يري في هذا أي اشكالية. اري إن من اهم أسباب وصول المحروسة لهذا الوضع هو نظام تعليمي فاشل تم وضعه بكفاءة من قبل النظام المصري و تكون غايته تخريج دفعات من المصريين يملكون الشهادات العلمية و لكنهم يكرهون البحث و المعرفة و يرون إن لكل سؤال هناك إجابة نموذجية واحدة تجيب عليها. هذا النظام التعليمي الفاشل مهد الطريق للمؤسسات الدينية لاقناع عامة الشعب من اتباعهم انهم فقط من لديهم القدرة على فهم اصول دينهم و انهم اوصياء عليهم و نري إن قطاع كبير من عامة الشعب يري انه لا مشكلة في ذلك و هو ما يخدم السلطة التي تسيطر على قيادات المؤسسات الدينية و بهذا تضمن المزيد من السيطرة على الشعب البائس.
اتوقع المزيد من الاحداث المشابهة في المستقبل و مزيد من الجدل بين الجيل الجديد من الشباب الذي يعي ما يحدث حوله في العالم في الألفية الثالثة و بين جيل القرون الوسطي الذي لا يعي إن التاريخ لا يقف عند زمن محدد و إن التغيير و الصدام قادم لا محالة.
الحقيقة إن المشهد العام لمصر هو مشهد اصيل من مشاهد القرون الوسطي حيث يرى الحاكم إنه الملك على البلاد و اغلب الشعب لا يري في هذا أي اشكالية. اري إن من اهم أسباب وصول المحروسة لهذا الوضع هو نظام تعليمي فاشل تم وضعه بكفاءة من قبل النظام المصري و تكون غايته تخريج دفعات من المصريين يملكون الشهادات العلمية و لكنهم يكرهون البحث و المعرفة و يرون إن لكل سؤال هناك إجابة نموذجية واحدة تجيب عليها. هذا النظام التعليمي الفاشل مهد الطريق للمؤسسات الدينية لاقناع عامة الشعب من اتباعهم انهم فقط من لديهم القدرة على فهم اصول دينهم و انهم اوصياء عليهم و نري إن قطاع كبير من عامة الشعب يري انه لا مشكلة في ذلك و هو ما يخدم السلطة التي تسيطر على قيادات المؤسسات الدينية و بهذا تضمن المزيد من السيطرة على الشعب البائس.
اتوقع المزيد من الاحداث المشابهة في المستقبل و مزيد من الجدل بين الجيل الجديد من الشباب الذي يعي ما يحدث حوله في العالم في الألفية الثالثة و بين جيل القرون الوسطي الذي لا يعي إن التاريخ لا يقف عند زمن محدد و إن التغيير و الصدام قادم لا محالة.