19 يوليو 2015
الفترة دي بقرأ رواية اسمها "قمر علي سمرقند". الرواية بتحكي مغامرة شخص مصري في بلاد وسط اسيا المسلمة و بالتحديد في أوزباكستان و تعرفه علي شيخ أوزباكي اللي بيحكي له حكايته مع مصر.
من ضمن الحكاوي اللي حكاها الشيخ الأوزبكي في الرواية تعرفه علي "سيد قطب" و يحكي قصة تعارفهما و الحوار اللي دار بينهم. الحوار بكل اختصار هو ان سيد قطب بيديه كتاب كتبه اسمه "معالم في الطريق" و يقوله ان العالم الاسلامي حاليا يشبه فترة الجاهلية بالرغم من ان الناس اسمهم مسلمين و ده يرجع ان القانون المطبق مش شرع الله و الحاكمية للبشر و ليست لله، و بيقوله ان الكتاب اللي كتبه بيشرح ايه الخطوات المفروض الناس تعملها عشان تصلح الوضع ده و ترجع الحاكمية لله و شرح له ان الحل هو الرجوع لفترة الرسول و الصحابة من اول ما كانوا في مكة و الدعوة كانت سرية و بعدها تأسيس دولة إسلامية في المدينة حتي ينصلح حال البلاد المسلمة و تصبح أمة قوية.
الموضوع ده لو فكرنا فيه بطريقة محايدة، هنلاقي ان الفكر التكفيري ده فيه جزء كبير منطقي خاصة و ان كل الشواهد و الأحداث و سلوكيات البشر في البلاد الاسلامية بيؤكد ان الدين اصبح شكلي و ليس له اي وجود حقيقي في المجتمع و الدليل غياب العدالة و انتشار السلوكيات الخاطئة بين اغلب الناس.
لو حطيت نفسي مكان شخص إسلامي متدين و كل حياتي عبارة عن تمجيد في فترة الاسلام الاولي و فترات القوة من الدولة الاسلامية، غالبا هيكون رد فعلي هو اقتناعي بفكر سيد قطب اللي بإختصار بيقول انه لازم نقتدي بالفترة الذهبية للإسلام عشان نحقق الحلم و نرجع امجاد الدولة الاسلامية.
الفترة دي من خلال قرائتي السريعة و ما تعلمته من المدرسة كان فيها غزوات و غارات علي الكفار و ده بيترجم عند المسلمين اللي بيكفروا المجتمع ان العنف مبرر و استخدم ايام فترة الاسلام الاولي و بالتالي الشخص المخلص لدينه، بيشوف انه بيعمل حاجة كويسة و بيخدم الغاية السامية في تكوين مجتمع إسلامي قوي.
الطرف الاخر و هو الدولة (الكافرة في نظر الإسلاميين دول) بترد علي الفكر ده و بتقول انها دولة إسلامية و مش كافرة زي ما بيحاول الإسلاميين يروجوا لفكرهم، و هنا تكمن المشكلة كلها اللي بتقف عائق قدام اي حركة مدنية حقيقية لإن ببساطة الدولة المدنية و دول القانون المدني ضد ابسط قواعد الدولة الاسلامية اللي بترفض مبادئ كثيرة من مبادئ الدولة المدنية زي المواطنة و المساواة و حقوق الانسان بمفهومه الحالي و غيرها من القيم اللي تطورت مع تطور الزمن.
من وجهة نظري، حالة الميوعة اللي فيها مصر من زمان (لا مدنية لا دينية) حالة هتستمر طالما ليس هناك اي نية جادة لتغيير الفكر المنتشر بين الناس. هيفضل فيه مجموعة من المتدينين شايفيين المجتمع كافر (و بصراحة محدش يقدر يلومهم). من بين الناس دي، اكيد هيكون فيهم نسبة شايفيين العنف ضد الدولة مبرر و مرجعهم هو فترة الاسلام الاولي.
كمراقب للوضع من بعيد، اقدر اقول ان الوضع سيبقي علي ما هو عليه لإن مفيش حد عنده الشجاعة او النية علي السير في طريق الدولة المدنية اللي من وجهة نظر الكثيرين كفر بأحكام و شرائع الله